يتم الخلاص من أوله إلى آخره بالنعمة؛ فالشريعة (أو الناموس) عاجزة عن أن تُخلّص الإنسان. ولكن الكلمة المقدسة تعلّمنا أن للشريعة مكانًا في حسابات الله الكاملة.
أ. طَبيعة الشّريعة
1. شريعة الله هي التعبير المعلَّن لمشيئة الله. وتعلن هذه المشيئة عن نفسها في ضمير الإنسان (راجع رومية 2: 14-16)، ولكنها بصفة رئيسية، وعلى نحو أوضح، تتجلّى في الكلمة المقدسة.
2. نفهم الشريعة الأخلاقية من الوصايا العشر وهي مُسجَّلة في خروج 20 وفي تثنية 5: 6-21. وفي العهد الجديد، ولا سيما في موعظة المسيح على الجبل (متى 5-7)، نجد شرحًا، وتفسيرًا إلهيًا لهذه الشريعة، فضلًا عن تطبيق إلهيً على دوافع البشر الداخلية وكذلك أفعالهم الخارجية. يمكن تقسيم الوصايا العشر إلى مجموعتيْن: الوصايا الأربع الأولى تتعلّق بالإنسان وإلهه، والوصايا الست الأخيرة تختص بالإنسان وأخيه الإنسان. هذه الوصية منبثقة من طبيعة الله، وطبيعة الإنسان كمخلوق ساقط من صنع الله.
3. الشرائع القضائية والطقسية التي وردت في العهد القديم تنتمي إلى فئة تختلف عن فئة الشريعة الأخلاقية؛ فهذه الشرائع تتعلّق بشعب معين، ألا وهو اليهود في حقبة معيّنة من تاريخهم، بينما الشريعة الأخلاقية تتعلّق بعلاقات الإنسان الدائمة مثلًا فيما يتعلّق بالممتلكات والزواج وطاعة الأبناء لآبائهم.
4. ينبغي ألا يستهان بمكانة شريعة الله. يعلن الرسول بولس «إِذًا ٱلنَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَٱلْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَة» (رومية 7: 12)، والإيمان بالمسيح لا ينفي أهمية الناموس «أَفَنُبْطِلُ ٱلنَّامُوسَ بِٱلْإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ ٱلنَّامُوس» (رومية 3: 31).
ب. عَجز الشّريعة عن تخليص الإنسَان
1. الخلاص ليس بالناموس. فشريعة الله وضعت أمام الإنسان المعيار الأخلاقي للسلوك. هذا المعيار، كما أكّده الرب يسوع وركّز عليه، هو معيار دقيق ويطالب الإنسان بالكثير. النواهي «لا» الواردة في الشريعة نواهٍ مطلقة، والأوامر أوامر شاملة. ولكن الشريعة في حد ذاتها لا تستطيع أن تُخلّص خاطئًا من خطيته. فمن المنظور التاريخي «إِذِ ٱلنَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا» (عبرانيين 7: 19).
تؤكّد كلمة الله هذه الحقيقة مرارًا وتكرارًا، فيكتب الرسول بولس: «لِأَنَّهُ بِأَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لَا يَتَبَرَّرُ أَمَامَه» (رومية 3: 20). رسالة غلاطية تنتقد الرأي المعاكس انتقادًا حادًا. فالناموس «مُرَتَّبًا بِمَلَائِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيط» ولكنه لا يستطيع أن يمنح خاطئًا الحياة أو البر (ادرس غلاطية 3: 19، 20).
2. لو كانت الشريعة قادرة أن تهب خلاصًا لكنا كلنا ضالّين بسبب عجزنا عن إتمامها. يلخّص الرسول بولس هذه الصعوبة بقوله: «فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ ٱلنَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ ٱلْخَطِيَّة» (رومية 7: 14). إن الرسول يُسر بناموس الله «بِحَسَبِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْبَاطِنِ» ولكنه يجد «نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي» (رومية 7: 22، 23).
3. شريعة الله تنير الإنسان فيرى طبيعة القدير ومشيئته، ولكها لا تمنحه القدرة ليتغلّب على تحديات الحياة. إنها ترشده الطريق، ولكنها عاجزة أن تُخلِّصه. إنها تُقدّم إعلانًا، ولكنها عاجزة عن أن تُقدّم فداءً. إنها تأمر الخاطئ أن يحلق عاليًا، ولكنها لا تعطيه جناحيْن. إنها ميثاق أخلاقي، ولكنها سرعان ما تصبح نصيحة بدون رجاء؛ لأن جسد الإنسان بالغ في انحرافه، وطبيعته الجسدانية غارقة في فسادها، وفداؤه يحتاج إلى ما يفوق أوامر الشريعة المجرّدة.
4. قدر كبير من الوعظ اليوم يقوم على إنجيل الأعمال. وهو نوع من الوعظ يحث البشر حثًا مخيفًا على القيام بأعمال صلاح بدون أن يوجّههم إلى مورد الدوافع الإلهية. فالناس يسمعون «افعل هذا، وافعل ذلك»، وتُصنَف هذه الأفعال بأنها قانون عاجز عن تخليصهم. إن مجد إنجيل النعمة هو الترياق الوحيد لخيبة الأمل الأخلاقية التي يواجهها الإنسان.
5. المسيح هو الحل: «لِأَنَّهُ مَا كَانَ ٱلنَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِٱلْجَسَد» (رومية 8: 3)، حقّقه الله بإرسال ابنه المحبوب.
ج. وَظيفة الشّريعة
1. الناموس مرآة تعكس طبيعة الله. الناموس يُعد عرضًا لمشيئة الله، وعليه فهو يعبِّر عن طبيعة صاحب هذه المشيئة. إنه بمثابة مرآة ترينا شخص الله، وتعرّفنا بأنه إله فريد، ووحده مستحق محبة شعبه وعبادتهم. كما أنه إله غيور لا يتهاون مع أي منافسة حينما يتعلّق الأمر بالعبادة. هو عادل عدل مطلق، وفي الوقت نفسه رحيم. إنه القداسة نفسها، والنقاء بعينه، والصدق في جوهره. إن لوحيّ الشريعة أعلنا للعالم بعضًا من أهم صفات الله.
2. الناموس يحكم علاقات البشر. فهو يعزّز شهادة ضمير الإنسان فيما يتعلّق بالقيم الأخلاقية بين البشر. إكرام الوالديْن صواب دائمًا، وإهانتهم خطية. من الفضيلة إعلاء قيمة الحياة البشرية، وعدم فعل ذلك يُعد شرًا. الطهارة جديرة بالمدح، والنجاسة خطية. احترام ممتلكات الآخرين عملٌ صالح، والشرير هو من لا يحترم قانون «ما لي وما لك». قول الحق محمودٌ، والكذب جريمة. ناموس الله هو حجر الأساس في حسابات البشر الأخلاقية.
3. الناموس يكشف الخطية. «لِأَنَّ بِٱلنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ ٱلْخَطِيَّة» (رومية 3: 20). يجوز أن يدين الضمير الإنسان على عمل شرير، ولكن الناموس يُحدّد الجانب غير الأخلاقي من أي عمل، ومن ثم، يبرز فظاعته. يكتب الرسول بولس: «فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ ٱلنَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ ٱلْخَطِيَّةَ إِلَّا بِٱلنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ ٱلشَّهْوَةَ لوقا لَمْ يَقُلِ ٱلنَّامُوسُ: لَا تَشْتَه» (رومية 7: 7). عندئذ، يصبح الناموس «قُوَّةُ ٱلْخَطِيَّة» (1كورنثوس 15: 56). عندما ظهر الناموس في المشهد «تَكْثُرَ ٱلْخَطِيَّةُ» (رومية 5: 20). إذن، الناموس «مؤدّبنا» الذي يفضح بلا هوادة عيوبنا ويهدّدنا بالدينونة ويأتي بنا إلى حد اليأس ويقودنا «إِلَى ٱلْمَسِيحِ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِٱلْإِيمَان» (راجع غلاطية 3: 24).
د. يَسُوع المَسيح ونَاموس الله
1. الرب يسوع المسيح: «وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ ٱلزَّمَانِ، أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ ٱمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِنَنَالَ ٱلتَّبَنِّي» (غلاطية 4: 4، 5). عندما ولد المسيح لعائلة يهودية، تمّم شروط الناموس الطقسي. بينما كان بعد طفلًا أُخِذ إلى الهيكل ليُختتن. وعندما كبر قدَّم نفسه ليَعتمِد، وعندما اعترض يوحنا المعمدان، قال له يسوع: «ٱسْمَحِ ٱلْآنَ، لِأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ» (متى 3: 15). ما من فريسي عدو كان باستطاعته أن يتهم المسيح بارتكاب أي مخالفات للناموس فيما يتعلق بهذه الأمور.
2. لكن مُخلّصنا لم يكن قط تحت نير تفسيرات الفريسيين للناموس، فقد أعلن مؤكِّدًا: «ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ ٱلسَّبْتِ أَيْضًا» (متى 12: 8). بل لم تؤرقه يومًا اتهامات أعدائه بأنه لا يتمّم الناموس فيما يتعلّق بالصوم أو الأكل بدون غسل اليديْن (ادرس متى 15: 1-6).
3. الرب يسوع لم يأتِ إلى العالم ليُبطل قانون الله الأخلاقي؛ فقد قال بوضوح: «لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ ٱلنَّامُوسَ أَوِ ٱلْأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّل» (متى 5: 17). كما أنه شرح الناموس، وفسَّره، وعمَّق تطبيقه. ولكنه أيضًا احتكم به، حينما قال: «أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي ٱلتَّوْرَاة» (متى 12: 5)، أو حين سأل: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُم» (يوحنا 10: 34).
4. لكن أهم شيء أن مُخلّصنا تمّم جميع شروط القانون الأخلاقي. لم يستطع أعداؤه إدانته بارتكاب أي خطأ؛ هو وحده دون جميع البشر الذي عاش حياة خالية تمامًا من أي وصمة أخلاقية. عاش مُخلّصنا حياة لا يستطيع الإنسان الساقط أن يعيشها بأي حال من الأحوال. لقد كان دائمًا مطيعًا لمشيئة أبيه. ونتيجة كماله الأخلاقي والروحي صار «حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ» (1بطرس 1: 19)، الذبيحة الوحيدة المقبولة للتكفير عن خطية العالم.
ه. النّاموس الجَديد مَغروس في النّفس
من ناحية الخلاص، صار المؤمن «لِأَنِّي مُت بِٱلنَّامُوسِ لِلنَّامُوسِ لِأَحْيَا لِله» (غلاطية 2: 19). عندما قبل المؤمن المسيح مخلصًا لحياته، نال الحرية من «لَعْنَةِ ٱلنَّامُوسِ» (غلاطية 3: 13). صارت للمؤمن الآن حياة إلهية في داخله، وهذا يعني مبدأ أخلاقيًا جديدًا بأكمله. الآن صارت حياته «نَامُوسَ ٱلْمَسِيح» (غلاطية 6: 2)، ناموس مغروس في داخله.
1. الناموس الجديد له أوصاف عديدة، فهو «نَامُوسَ رُوحِ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوع» الذي «أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْت» (رومية 8: 2). وهو «ٱلنَّامُوسِ ٱلْكَامِلِ -نَامُوسِ ٱلْحُرِّيَّةِ» (يعقوب 1: 25). إنه الناموس المكتوب على ألواح القلب اللحمية.
2. تحذّرنا كلمة الله كمومنين من أن نضع أنفسنا تحت نير شريعة موسى «قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ ٱلْمَسِيحِ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِٱلنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ ٱلنِّعْمَة» (غلاطية 5: 4). تكمن خطورة محاولة التبرُّر أمام الله بواسطة إطاعة الناموس في أن مخالفة واحدة لوصية تستجلب دينونة حرفية الناموس كلها على المخالف «لِأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ ٱلنَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي ٱلْكُلّ» (يعقوب 2: 10). وهكذا، يعلو الشعار الشهير الذي يُعبِّر عن وضع المؤمن المسيحي: «لَسْتُمْ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَة» (رومية 6: 14).
3. المؤمن يقيم تحت النعمة بحق. ولكن القانون الأخلاقي لم يَبطُل بل بالعكس ما يزال الناموس يكشف صفات الله ومشيئته من نحو البشر، وما يزال يجعل الخطاة يأتون إلى المسيح جاثين عند الجلجثة. فقوة «تبكيت الرعد» الذي شهده جبل سيناء لم تبطُل قط.
4. إن إطاعة قانون الحرية الجديدة لا يعني أن أولاد الله يعاندون القانون الأخلاقي في كبرياء. يتناول الفصل السادس من الرسالة إلى مؤمني رومية هذا الاحتمال. لقد جلبت الخطية الموت، إذ فضح الناموس خطأها. ولكن المؤمن الآن أُقيم مع المسيح في مستوى جديد من الحياة. إنه مستوى صار للمؤمن فيه رغبة في عمل مشيئة الله ليس لأنه خاضع لنير الناموس، وإنما باعتباره ابنًا أو بنتًا لله، إذ غدا يحب أن يفعل مشيئة أبيه السماوي. إنه يطيع ليس، في المقام الأول، لأنه يعرف أن المخالفة تجلب عقوبات، وإنما لأنه يريد أن يفعل ما يعرف أنه ينبغي فعله. هذه هي عبودية الحرية الحقيقية.
5. هذا المبدأ الجديد في التصرّف أو نمط السلوك يُعد نتيجة لعمل الروح القدس في حياة الإنسان، وهو ما تُسمّيه الكلمة المقدسة «نَامُوسَ رُوحِ ٱلْحَيَاة» (رومية 8: 2). في التجديد يُغيّر الروح القدس دوافع الإنسان وطموحاته وأهدافه ويُمكّنه من بلوغ البر. إن تجسّد المسيح وكفارته جعلا من الممكن أن «يَتِمَّ حُكْمُ ٱلنَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوح» (ادرس رومية 8: 3، 4).
و. إتمَام الشّريعة
أعلن ربنا أن الناموس بأكمله والأنبياء مُعلّق على وصيتيْن: «تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى. وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ ٱلنَّامُوسُ كُلُّهُ وَٱلْأَنْبِيَاء» (متى 22: 37-40). وأكّد هذا الفكر الرسول بولس، ففيما يتعلّق بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان «لِأَنَّ كُلَّ ٱلنَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِك» (غلاطية 5: 14).
ويحلّل الرسول بولس هذه الفكرة في رومية 13: 8-10 «مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ ٱلنَّامُوسَ» كما يشير الرسول إلى الأمور المذكورة في آخر خمس وصايا في الوصايا العشر فيقول: «وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى، هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ ٱلْكَلِمَةِ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِك». إن الإنسان الذي يحب قريبه بحق سيفضّل خيره ولن يفعل شيئًا يؤذي زوجة قريبه أو جسمه أو ممتلكاته أو سُمعته. حقًا المحبة «تَكْمِيلُ ٱلنَّامُوس».
ولكن تذكّر أن المحبة الحقيقية، هذه المحبة التي تتجلى في الفضيلة ونسيان الذات، هي ثمر عمل الروح القدس الذي يشرق بمحبة المسيح في قلب الإنسان. الروح القدس يمنح الإنسان القدرة على أن يحب الآخرين محبة حقيقية. وعليه، فإن الصلاة الدائمة للمؤمن أن يسعى لإتمام قانون المحبة المسيحية كيما يملؤه الروح القدس ويثمر في قلبه ثمرًا سماويًا.