رؤية المَسِيح في العهد القديم

أبنير تشو Abner Chou منذ خمسمائة عام، نادى المصلِحون بشعار «سولوس خريستوس»، أي المَسِيح وحده. كان هذا الشعار هو نبض عصر الإصلاح. لكن، وبعد مرور خمسمائة عام، ما زال شعار «المَسِيح وحده»يقف
المزيد

لماذا نقول عن المسيح إنه ابن الإنسان وابن الله؟

بقلم تول تويس ما دلالة جمع هذيْن اللقبيْن معًا في مشهد محاكمة المسيح؟ هل كان الغرض هو الإشارة إلى وجود علاقة مُعيّنة بين ابن الإنسان وابن الله؟ ردًا على هذا، نلاحظ
المزيد

الكتاب المقدس في بيئته

بيئة الإنسان الطبيعية في معظمها هي من صنع يديه ، هذه الحقيقة وضعها شيشرون في فم بالبوس الذي قال في خطابه : " نحن البشر نتمتع بمر السهول والجبال .
المزيد

مَصير الإنسَان النّهائي

للشهادة المسيحية الأمينة استجابتان: فالبعض يقبلون المسيح ويخلُصون، وآخرون يرفضونه ويضيعون: «فَإِنَّ كَلِمَةَ ٱلصَّلِيبِ عِنْدَ ٱلْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ ٱلْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ ٱلله» (1كورنثوس 1: 18). قد تكون هذه الكلمات
المزيد

أساسيات الحياة المسيحية - الدرس الرابع

قوة الصلاة ترجمة أشرف بشاي أبناء وورثة في عائلة هي الأكثر ثراء في الكون كله «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه»(يوحنا ١: ١٢)، «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ
المزيد

مجموعات فرعية

الكتاب المُقدّس هو المصدر الذي نستمد منه معرفتنا بالله. إنه النص الذي يُسجِّل الحق الإلهي، والدليل الذي يرشدنا إلى الحياة الأبدية. والأصل اليوناني لمصطلح «الكتاب المُقدّس» هو «بيبلوس Biblos» ويعني «كتاب»، غير أن المجلّد الذي يضم أسفار الكتاب المُقدّس بين دفتيْه تُطلَق عليه عِدة تسميات «الكُتُب المُقدّسة » (1كُورنثُوس 15: 3، 4 «الكُتب») أو «كلمة الله» (كما جاء في العبرانيين 4:12).

مُحتويات الكتاب المُقدّس

الكتاب المُقدّس مكتبة كاملة تضم ستة وستين كتابًا (سفرًا)، وتنقسم هذه المكتبة إلى قسميْن رئيسيْن: العهد القديم والعهد الجديد. وكلمة «عهد» تشير إلى «وعد» أو «اتفاق» (العِبرانيين 8: 6-13). واللغة الأصلية التي كُتب بها العهد القديم هي اللغة العبرية (رغم أن أجزاء من سِفريّ دانيآل وعزرا كُتبت في الأصل باللغة الآرامية)، بينما كُتب العهد الجديد باللغة اليونانية.

1. العهد القديم يضم تسعة وثلاثين سفرًا. أطلق اليهود على العهد القديم هذه التسميات «الناموس، والأنبياء، والكُتُب المُقدّسة (أو المزامير)». لاحظ مثلاً الاستعمال الوارد في لُوقا 24: 25-27. وعليه، فعلماء الكتاب يُقسّمون الأسفار إلى تقسيمات ثانوية:

(أ) خمسة أسفار الناموس (أو الشريعة) المعروفة باسم «التوراة» (أو «الكُتب الخمس»)، وهي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية. كتب موسى النبي هذه الكتب، وهي تضم تسجيلاً للأحداث الممتدة منذ بداية الخليقة وحتى موت موسى.

(ب) أسفار التاريخ الاثنا عشر، وهي: يشوع، القضاة، راعوث، صموئيل الأول والثاني، الملوك الأول والثاني، أخبار الأيام الأول والثاني، عزرا، نحميا، أستير. وهذه الأسفار التاريخية تشير بالكامل إلى شعب إسرائيل، وينعدم ذكر الشعوب المحيطة إلا فيما يتعلّق بعلاقة هذه الشعوب بـ «الشعب المختار». هذه الأسفار إذًا تسرد تاريخ اليهود بدءًا من زمن يشوع حتى العودة من السبي البابلي إلى أرض الموعد.

(ج) الأسفار الشعرية الخمسة، وهي: أيوب، والمزامير، والأمثال، والجامعة، ونشيد الأناشيد. وهذه الكُتُب الشعرية تشرح فلسفة الكُتّاب العبرانيين نحو أمور هذه الحياة وتعكس أفكارهم تجاه الظروف المختلفة. وكل منها يُقدّم رسالة تتعلّق بالله والتجربة البشرية.

(د) اثنا عشر سفرًا نبويًا (الأنبياء الصغار، أي الأسفار النبوية الأقصَر)، وهي: هوشع، ويوئيل، وعاموس، وعوبديا، ويونان، وميخا، وناحوم، وحبقوق، وصفنيا، وحجي، وزكريا، وملاخي.

(هـ) خمسة أسفار نبوية (الأنبياء الكبار، أي الأسفار النبوية الأطوَل)، وهي: إشعياء، وإرميا، ومراثي إرميا، وحزقيال، ودانيآل. تسافر بنا هذه الأسفار النبوية في العهد القديم حتى القرن الخامس قبل الميلاد.

(لقد قصدنا ذكر الأسفار بهذا الترتيب: لاحظ أن العدديْن 5 و12 يتبادلان الظهور عند تعداد أسفار الكتاب. سيُساعدك هذا الأمر على تذكر محتويات العهد القديم).

2. يضم العهد الجديد سبعة وعشرين سفرًا. يُمكننا تذكر هذا الرقم بسهولة كما يلي: يضم العهد القديم 39 سفرًا. فإذا ضاعفنا رقم 9 ثلاث مرات، سيكون حاصل الضرب 27.

(أ) أربعة بشائر، وهي: بشارة متّى، بشارة مرقُس، بشارة لوقا، بشارة يُوحنّا. وكلمة «بشارة» أو «إنجيل» تعني «خبر مُفرِح». الأناجيل الثلاثة الأولى، وتُسمى «الأناجيل الثلاثة المتشابهة/الإزائية»، تكاد تتطابق في تعاملها مع القصة الكتابية للرب يسوع، أما الإنجيل حسب ما دوّنه يُوحنّا فهو يختلف من حيث سياقه وأسلوبه والغرض منه (يُوحنّا 20: 31). والأناجيل بصفة عامة تضم سردًا لحياة المَسِيح وتعاليمه وخدمته وآلامه وقيامته وصعوده إلى السماء.

(ب) سفر تاريخي واحد، وهو أعمال الرسل (أحيانًا يُسمّى «أعمال الرُوح القُدُس»). كتب هذا السفر البشير لوقا، وهو يتتبع تاريخ كنيسة القرن الأول منذ زمن المَسِيح وحتى سَجن الرسول بولس، أي أن هذا السفر يتناول حياة الكنيسة وامتداد البشارة المسيحية في الفترة بين عاميّ 29 إلى 64م. إن سفر الأعمال هو سفر الاستكمال؛ استكمال الخدمة الأرضية للرب يسوع القائم من بين الأموات من خلال كنيسته.

(ج) رسائل بولس الأربعة عشرة، وهي رسائل كتبها الرسول بولس إلى كنائس وأشخاص مؤمنين: رومية، كُورنثُوس الأولى والثانية، غلاطية، أفسس، فيلبي، كولوسي، تسالونيكي الأولى والثانية، تيموثاوس الأولى والثانية، تيطس، فليمون، وربما الرسالة إلى العبرانيين.

(د) سبع رسائل عامة، أي الرسائل التي لم تُوجّه إلى أشخاص أو مجموعات محدودة، وهي: يعقُوب، وبُطرس الأولى والثانية، ورسائل يُوحنّا الثلاثة، ويهوذا. هذه الرسائل تختلف عن رسائل بولس من حيث احتواء عناوينها على أسماء كُتّابها لا أسماء مَن تلقّوها.

الإحدى والعشرون رسالة هي «توضيح إلهي» لرسالة الإنجيل.

(هـ) كتاب نبوي واحد، وهو: رُؤيا يُوحنّا اللاهوتي. هذا هو سفر الاكتمال.

المَوضوع المِحوري للكِتَاب المُقدّس

الكتاب المُقدّس يُعلن خطة الله لفداء الإنسان، وهو عرض بانورامي للحق فيما يتعلّق بالطبيعة ومشيئة الله والخطة الإلهية عبر الأجيال. وهناك موضوع محوري واحد يهيمن على قصة الكتاب المُقدّس، ونغمة واحدة يتردّد صداها في أنشودة الفداء، وخيط واحد يتخلّل نسيجه المتشابك. هذا الموضوع الرئيس يختص بالمسيح، وهو السبيل الوحيد لفهم العهديْن القديم والجديد. وعليه:

1. العهد القديم. الشريعة/الناموس الذي يُعلن عن طبيعة الله ومشيئته، ولكنه «... مُؤَدِّبَنَا إِلَى ٱلمَسِيح..» (غلاطيّة 3: 24). إن الأسفار التاريخية هي مستودع حقائق حول شعب إسرائيل، ولكنها تُمهّد الطريق لمجيء المُخلِّص. وتلهمُنا الأسفار الشعريّة بموسيقى سماوية رفيعة، ولكنها تتغنى، في المقام الأول، بمجيء الفادي. إن الأسفار النبوية نوافذ تطل بنا على هيبة جبال الله الخلابة وقداسته الفائقة وجلاله المهيب، ولكنها في نفس الوقت تكشف انحطاط حال الإنسان وإفلاسه واحتياجه، ثم تتنبأ بآلام ومجد المسيا الذي سيرفع الإنسان من سقطته ويعيده إلى حضن الآب.

2. العهد الجديد. تركّز الأناجيل على المجيء الأول لابن الله المتجسّد. وسفر أعمال الرسل يُعلي مكانة المَسِيح بصفته ذاك الذي ينبغي أن يُعلَن اسمه إلى أقاصي الأرض. وتحفل الرسائل بنصائح روحية عميقة كُتبت لتشرح خلاص المَسِيح وطبيعته ومداه وتوابعه. أما سفر رُؤيا يُوحنّا، فرغم أنه يحمل طابع الإنذار في تصويره للدينونة الآتية وما ينتج عن فضح لتوابع الخطية وعواقبها، فإنه يرسم أمامنا نصرة المَسِيح النهائية.

وهكذا، نرى أن كلمة الله المكتوبة وكلمة الله المتجسِّد؛ الرب يَسُوع المسيح، يرتبطان ارتباطًا لا يمكن فصله.

أَصل الكتاب المُقدّس

يرجع أصل الكُتُب المُقدّسة إلى فكر الله، وإن كان جديرًا بالاهتمام أن نتأمّل كيف رتّب الله للبشر أن يشاركوا في كتابتها وجمعها.

1. العهد القديم. بحسب وجهة النظر التقليدية، كُتب وجُمع كما يلي: كتب موسى النبي خمس أسفار الشريعة ووضعها في خيمة الاجتماع بجوار تابوت العهد. وجاء يشوع ليضيف سفره إلى هذه الكُتُب (يشوع 24: 26)، وواصل صموئيل كتابة القصة (قارن ما جاء في 1صموئيل 10: 25). لقد تعرضّت هذه المكتبة الإلهية بأكملها للضياع في وقت لاحق، وعندما أُعيد اكتشافُها وقراءتها علانية، أحدثت نهضة كبيرة (الملوك الثاني 22: 8). وعندئذ، أضيفت كتابات أنبياء أسبق لمجموعة الكتابات. كان الأنبياء المتأخِّرون على دراية بهذه الكتابات (مثلاً زكريا 7: 12). وعليه، أخذت مجموعة الكتابات تتزايد تدريجيًا.

بدأ جمع أسفار الكتاب المُقدّس في قائمة كتب قانونية معتمَدة بعد وقت قصير من السبي البابلي (586 ق.م). والمقصود بالقول «قانونية» هنا هو الكُتُب الذي اعتبرت قياسيّة (غلاطيّة 6: 16). عندما أكمل حجّي النبي والآخرون خدمتهم، ظهرت الحاجة إلى مجموعة رسميّة للوثائق التي اعتاد الشعب بالفعل الاعتقاد بأن مصدرها إلهي. يُخبرنا أفضل تقليد بأن عزرا ونحميا، وغيرهم من الكتبة الذين جاءوا بعدهم، قد أتمّوا تقنين وضع أسفار العهد القديم.

2. ظهرت أسفار العهد الجديد إلى الوجود كما يلي: حينما ظهرت الكُتُب –عادة كانت موجّهة إلى كنائس بعينها– كانت تُنسخ وتُرسل إلى كنائس أخرى تتبادلها بدورها فيما بينها (راجع كولوسي 4: 16). جرى إعداد قوائم بهذه الكُتُب النبويّة، وبحلول القرن الرابع كان هناك نحو ١٥ قائمة تقريبًا قد نُشِرت. وتدريجيًا، ليس بدعم من مجمع كنسيّ معيّن وإنما بموافقة «ضمير الكنيسة العامة»، ظهرت هذه الكُتُب وحدها باعتبارها كلمة الله الموحى بها وتكوّنت قائمة أسفار العهد الجديد التي بين أيدينا اليوم. لدينا هنا مثال رائع لقدرة الرُوح القُدُس على الحفظ والحماية.

الكاتب الحقيقي للكِتاب المُقدّس هو روح الله القدوس، وصفحاته إعلان إلهي له سلطان مخطوط في كلماتٍ ذات طبيعة ومقاصد إلهيّة.

أ. جَوهر الوَحيّ الإلَهيّ

تُعد مسألة وحي الكلمة المُقدّسة أكثر الموضوعات الحاسمة فيما يتعلّق بالكتاب، وللأسف هي من أكثر المسائل إحداثًا للخلاف. في القرون الأولى بعد صعود المَسِيح أثار موضوع الأقانيم الثلاثة شغف الكنيسة، كما شهد القرن السادس عشر قضية شائكة تتعلّق بمدى تمتع كلمة الله أم البابا بالسلطان المطلق، وفي القرن العشرين صارت مسألة وحي الكتاب المُقدّس محورًا ومصدرًا للجدل.

في وقتنا الحاضر صارت مسألة الوحي التي آمنت بها الكنيسة على مدى عصورها مهملة على نحو واسع النطاق، واستبدل بها البشر نظرة باهتة واهنة مهزوزة تنادي بأن كلمة الله جزءٌ من الكتاب المُقدّس فحسب، ولكننا لا نؤمن بأن كلمة الله جزء من الكتاب المُقدّس فحسب، وإنما الكتاب المُقدّس بمجمله هو نفسه كلمة الله.

أسفر الزعم بأن الكتاب المُقدّس يتضمّن كلمة الله فحسب عن إنكار عقائد مسيحية مُهمة مثل ميلاد المَسِيح من العذراء، ألوهيته، معجزاته، وذبيحته الكفارية نيابة عن البشر، وقيامته بالجسد. وهكذا، خيّم شبح عدم الإيمان متذرّعًا بإنكار الوحي الإلهي. واليوم تُظهِر الكثير من الأوساط المسيحية الشكل الخارجي فقط للمسيحية مما يضُر بالإيمان المَسِيحي ويؤدي بالنفوس الثمينة إلى الهلاك.

إذا قُدِّر لنشاط الإيمان المسيحي أن يتجدّد، فعلى الكنيسة أن تعود إلى إيمانها بحقيقة وحي الكتاب المُقدّس، وتُصدِّق أن الله تكلّم بوضوح في كلمته، وأن الإنسان بمعزل عن هذا الوحي يصير عديم الرجاء.

ب. الغَرض مِن الوَحيّ

الهدف من الوحي هو أن يُمنح الإنسان ميزانًا معصومًا للإيمان والأعمال. الله هو مانح الكتاب المُقدّس، وعليه، فالكتاب هو نبع المعلومات التي يُعتمد عليها، وهو نور يستطيع الإنسان الاسترشاد به وسط حلكة ظلام البشرية، وصوت سمائي يمكن الاتكال عليه.

1. أبونا السماوي أراد أن يُعرِّف أولاده، بما لا يدع مجالاً للشك، بشخصه وبما فعله حينما أرسل ابنه. وعليه، تكلّم الله بما لا يدع مجالاً للتخمين أو الشك في كلمته.

2. أراد أبونا السماوي أن يعلن خطة الخلاص إعلانًا واضحًا حتى يصير الإنسان بدون عذر إذا رفض المُخلِّص. الكتاب المُقدّس واضح التعبير وبإمكان كل شخص أن يفهم تعليمه الموحى به من الله الذي يعرّفنا أن الإنسان خاطئ وأن يَسُوع المَسِيح مات من أجل خطايانا، وأن الطريق إلى السماء يمر عبر الإيمان المُخلِّص به.

3. أراد أبونا السماوي أن يعطي أبناءَه وبناتِه مجموعة من المبادئ التي تقودهم في حياتهم المسيحية، فتكلّم بوضوح قاطع فيما يتعلّق بالأخلاق.

4. أراد أبونا السماوي أن يُتاح بين يديّ البشر، في كل مكان، معلومات موثوق بها فيما يتعلّق بالحياة الأخلاقية والعقلانية والروحية.

ج. مَعنى الوَحيّ

كلمة «وحي» مشتقة من معنى «ينفخ نسمة على». الكتاب المُقدّس هو أنفاس الله، وعليه، فإنه يحتوي على عبق السماء حينما كتبه أناس مسوقون من السماء حسبما حلت عليهم أنفاس الله.

1. لفظة «الوحي» ليست مرادفًا للفظة «الإعلان»؛ فرغم أن الكلمة المُقدّسة تعلّمنا عن كلا اللفظتيْن، فإنهما غير متطابقتيْن في المعنى. الإعلان هو نقل مباشر لحق سبق للكاتب معرفته. على سبيل المثال، أعلن الله لدانيآل تفاصيل المستقبل بواسطة إعلان مباشر (دانيآل ص 7، ص 9). غير أن الرُوح القُدُس فعل ما هو أكثر من ذلك، إذ ألهم كُتّاب الكلمة المُقدّسة . أعطاهم إعلانًا خاصًا عند الضرورة، ولكنه أيضًا أرشد اختياراتهم فيما يتعلّق بالمادة التاريخية. لقد أشرف الرُوح القُدُس على عملية الاكتساب، والانتقاء، والصياغة، وبالتالي فإن المُنتج النهائي خالٍ من الأخطاء ويستحق أن يُوصف بأنه كلمة الله.

2 «الوحي» ليس مجرد «استنارة». الرُوح القُدُس يُنير النفس البشرية قبل أن يستطيع الإنسان فهم الحق الروحي (1كُورنثُوس 2: 10-12). ولكننا عندما نتحدّث عن وحي الكتاب المُقدّس، فنحن لا نقصد ذلك النوع من البصيرة الروحية، ولا نعني مجرد أن حواس الكُتّاب انتعشت أو أن بصيرتهم الروحية استنارت. فـ «الوحي» بالنسبة لهم كان مختلفًا، ليس من حيث الشكل فحسب، وإنما من حيث النوع أيضًا مقارنةً بشحذ قدرات البشر العاديين، أو حتى مقارنة بالبشر المعروفين بحواسهم الروحية الرفيعة المستوى. إن الوحي الذي تلقاه كُتّاب الكتاب المُقدّس وحي فريد ومتميّز ومباشر وموثوق به ومانح للحياة ومعصوم من الخطأ.

3 «الوحي» ليس «إملاءً». صحيح أن هناك أجزاء كبيرة من الكتاب المُقدّس أملاها الله بالفعل. ذات مرة وضع الله كلماته على شفاه الكُتّاب الذين سجّلوا الكلمات التي نطق بها. فالوصايا العشر، مثلاً، كُتبت «بِإِصبِعِ ٱلله» (الخروج 31: 18)، «وَٱلكِتَابَةُ كِتَابَةُ ٱلله» (الخروج 32: 16) ثم أعيدت كتابتها ليقرأها قارئو سفر الخروج. عندما أعطى داود ابنَه سليمان النموذج الإلهي للهيكل، قال له «قَد أَفهَمَنِي ٱلرَّبُّ كُلَّ ذَلِكَ بِٱلكِتَابَةِ بِيَدِهِ عَلَيَّ، أَي كُلَّ أَشغَالِ ٱلمِثَال» (1أخبار الأيام 28: 19). وفي مواقف أخرى سجّل كُتاب الوحي الحقَ الإلهي دون أن يفهموه بالكامل (1بُطرس 1: 11).

غير أن الإجراء الطبيعي في الوحي كان مختلفًا، فالرُوح القُدُس كان يملك زمام أفكار الكُتّاب وأحكامهم، ويسمح لهم بأن يُعبّروا عن أنفسهم على نحو يكشف عن شخصياتهم. أي أن الكاتب لا يصبح مجرد آلة، وإنما يحتفظ بأسلوبه وشخصيته وقدرته على التحكم في نفسه. لم يكن الرُوح القُدُس يُعلق عمل قدرات كُتاب الوحي الشخصية وإنما يشحذها. ولكن رغم أن الرُوح القُدُس كان سيد الموقف، فإن موسى ظل موسى، ويُوحنّا ظل يُوحنّا، وبُطرس ظل بُطرس، أثناء كتابتهم للوحي. ولأن الرُوح القُدُس واصل إشرافه القريب والدائم والمستمر والفعّال، فإن الكتاب المُقدّس هو كلمة الله الموحى بها.

4. إن مفهوم «وحي» الكتاب المُقدّس لا يعني أن الله يُبدي موافقته على كل عبارة مكتوبة فيه. لا شك أن هذا أمر جليٌّ؛ فكيف مثلاً يتفق الإله القدير مع كل عبارات الشيطان أو أصدقاء أيوب؟ ولكن وحي الكتاب المُقدّس يضمن دقّة تسجيل كافة العبارات والأحداث الموصوفة في الكلمة المُقدّسة .

5. الكتاب المُقدّس ليس موحى به «جزئيًا» ولا يقتصر وحيه على المجال «الروحي» فحسب. إن وحي الكتاب المُقدّس وحي يشمل كل أمر تتناوله الكلمة المُقدّسة، سواء تاريخيًا أو جيولوجيًا أو أخلاقيًا أو روحيًا، فهو موحى به «في مجمله» و«في لفظه» (1كُورنثُوس 2: 13)، وعليه، فالكتاب حق من أوله إلى آخره وجدير بالاعتماد عليه بِكُليته.

د. شهَادة الكتاب المُقدّس عن نفسِه

1. يُقرِّر الرسل أن الكتاب المُقدّس موحى به، فيكتب الرسول بولس قائلاً «كُلُّ ٱلكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱلله» (2تيموثاوس 3: 16)، ويضيف الرسول بُطرس «لِأَنَّهُ لَم تَأتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنسَانٍ، بَل تَكَلَّمَ أُنَاسُ ٱللهِ ٱلقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلقُدُس» (2بُطرس 1: 21).

أ. العهد القديم. كان كُتّاب العهد القديم واثقين أنهم يُسجّلون كلمة الله. فعبارة «هكذا يقول الرب» أو ما يوازيها من عبارات تتكرر نحو 2000 مرة في العهد القديم. لقد آمن الأنبياء بأن الله يتكلم على ألسنتهم. فداود «مُرنِم إسرائيل الحلو» يعلن إعلانًا نبويًا فيقول «رُوحُ ٱلرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي. قَالَ إِلَهُ إِسرَائِيلَ. إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخرَةُ إِسرَائِيل» (2صموئيل 23: 1-3). وكتب إشعياء النبي «وَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ...فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي ٱلرَّبّ» (إشعياء 8: 1، 11). ويعلن إرميا «وَمَدَّ ٱلرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: هَا قَد جَعَلتُ كَلَامِي فِي فَمِك» (إرميا 1: 9؛ انظر إرميا 5: 14؛ 7: 27؛ 13: 12). وقال الرب لحزقيال «ٱذهَبِ ٱمضِ إِلَى بَيتِ إِسرَائِيلَ وَكَلِّمهُم بِكَلَامِي» (حزقيال 3: 4؛ قارن بما جاء في حزقيال 3: 7، 10، 11). وأدرك النبي ميخا أن كلمته جاءت من الله «لَكِنَّنِي أَنَا مَلآنٌ قُوَّةَ رُوحِ ٱلرَّبِّ وَحَقًّا وَبَأسًا، لِأُخَبِّرَ يعقُوب بِذَنبِهِ وَإِسرَائِيلَ بِخَطِيَّتِه» (ميخا 3: 8). سمع حبقوق الله يتكلم «فَأَجَابَنِي ٱلرَّبُّ وَقَالَ «ٱكتُبِ ٱلرُؤيا وَٱنقُشهَا عَلَى ٱلأَلوَاحِ لِكَي يَركُضَ قَارِئُهَا» (حبقوق 2: 2).

وفي أكثر من موضع، يؤكد كُتّاب العهد الجديد أن أنبياء العهد القديم كتبوا بوحي من الله «ٱللهُ، بَعدَ مَا كَلَّمَ ٱلآبَاءَ بِٱلأَنبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ» (العِبرانيين 1: 1). على سبيل المثال، كانت نبوءات العهد القديم عن المَسِيح «...لِكَي يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ ٱلرَّبِّ بِٱلنَّبِيِّ ٱلقَائِلِ…» (متّى 1: 22؛ 2: 15). والرُوح القُدُس تكلّم «...بِفَمِ دَاوُدَ..» (أعمال الرّسُل 1: 16)، و«حَسَنًا كَلَّمَ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعيَاءَ ٱلنَّبِيِّ» (أعمال الرّسُل 28: 25).

ب. العهد الجديد. كان الرسول بولس واثقًا أن كلماته كانت كلمة الله، فعبّر عن ذلك قائلاً «إِن كَانَ أَحَدٌ يَحسِبُ نَفسَهُ نَبِيًّا أَو رُوحِيًّا، فَليَعلَم مَا أَكتُبُهُ إِلَيكُم أَنَّهُ وَصَايَا ٱلرَّبّ» (1كُورنثُوس 14: 37). وفي موضع آخر يقول «مِن أَجلِ ذَلِكَ نَحنُ أَيضًا نَشكُرُ ٱللهَ بِلَا ٱنقِطَاعٍ، لِأَنَّكُم إِذ تَسَلَّمتُم مِنَّا كَلِمَةَ خَبَرٍ مِنَ ٱللهِ، قَبِلتُمُوهَا لَا كَكَلِمَةِ أُنَاسٍ، بَل كَمَا هِيَ بِٱلحَقِيقَةِ كَكَلِمَةِ ٱلله» (1تسالونيكي 2: 13). كذلك أدرك الرسول بولس أن إنجيله كان إعلانًا من الله وسجّله على هذا الأساس، فكتب إلى مؤمني غلاطيّة قائلاً «وَأُعَرِّفُكُم أَيُّهَا ٱلإِخوَةُ ٱلإِنجِيلَ ٱلَّذِي بَشَّرتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيسَ بِحَسَبِ إِنسَانٍ. لِأَنِّي لَم أَقبَلهُ مِن عِندِ إِنسَانٍ وَلَا عُلِّمتُهُ. بَل بِإِعلَانِ يَسُوع ٱلمَسِيح» (1: 11، 12 راجع أيضًا 1كُورنثُوس 11: 23 وما يليها من آيات؛ 15: 1-4). ويعلن الرسول بُطرس أن كتابات الرسل ترقى إلى مستوى كتابات العهد القديم، ويحث قُرّاءَه «لِتَذكُرُوا ٱلأَقوَالَ ٱلَّتِي قَالَهَا سَابِقًا ٱلأَنبِيَاءُ ٱلقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحنُ ٱلرُّسُلَ، وَصِيَّةَ ٱلرَّبِّ وَٱلمُخَلِّص» (2بُطرس 3: 2). كان للمفهوم الروحي إجلال خاص في نظر الرسل حتى إن أول مجمع للكنيسة الأولى انعقد في أورشليم «لِأَنَّهُ قَد رَأَى ٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ وَنَحنُ، أَن لَا نَضَعَ عَلَيكُم ثِقلاً أَكثَرَ، غَيرَ هَذِهِ ٱلأَشيَاءِ ٱلوَاجِبَة» (أعمال الرّسُل 15: 28).

2. الرّبّ يَسُوع خَتمَ بخَاتمِه على وَحيّ الكتاب المُقدّس

أ. من المنظور السلبي. لم يرفض الرب يَسُوع الرأي الذي تبنّاه اليهود في زمنه. لقد آمن الفريسيون بأن أسفار العهد القديم تمثّل كلمة الله الموحى بها. ورغم أنه وَبّخهم على ريائهم، فإنه لم يحدث ولا مرّة واحدة أن وبّخهم على نظرتهم للأسفار المُقدّسة . ولذا، فإن صمته حيال هذه النظرة يُعد موافقة عليها. كان الرب يَسُوع المُعلّم الأعظم للأجيال، فهو الله، وهو الحق السرمدي. فلو أن الرب رأى أن النظرة اليهودية نظرة خاطئة، لسعى إلى تصحيحها على الفور.

ب. من المنظور الإيجابي. لم يكتفِ المَسِيح بالبعد عن انتقاد النظرة السائدة، وإنما شاركها ووضع ختم موافقته عليها، فأعلن قائلاً «إِن قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ ٱلَّذِينَ صَارَت إِلَيهِم كَلِمَةُ ٱللهِ، وَلَا يُمكِنُ أَن يُنقَضَ ٱلمَكتُوب» (يُوحنّا 10: 35). كما أرسى صلاحية الناموس من المنظور الإلهي «إِلَى أَن تَزُولَ ٱلسَّمَاءُ وَٱلأَرضُ لَا يَزُولُ حَرفٌ وَاحِدٌ أَو نُقطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ ٱلكُلّ» (متّى 5: 18). قدّم المَسِيح نفسه باعتباره تحقيقًا لنبوءات العهد القديم (لُوقا 24: 25-27). فضلاً عن ذلك، سبق فوضع ختم موافقته على العهد الجديد بأن عرّف تلاميذه أن الرُوح القُدُس سيحفظهم من الخطأ عند كتابتهم إياه (يُوحنّا 16: 13).

 إن ما علّمه المَسِيح وتلاميذه هو ما نؤمن نحن به. هذه الصخرة قوية ومُقدّسة، وعليها قامت الكنيسة عبر الأجيال.

هـ. تَبِعات عدم الإيمان بالوحي

  1. إن إنكار هذه العقيدة يعني إنكار قرار اتخذه المَسِيح وتلاميذه، ومثل هذا القرار يُشكّك في نزاهة ابن الله.
  2. إن تأكيد العقيدة يعني الانحياز إلى صف القديسين والرسل والشهداء عبر العصور، وصَوْن استمرار شهادة الرُوح القُدُس في قلوب البشر بأن الكتاب المُقدّس هو كلمة الله.

ينبغي على شعب الله الحرص وتوخّي الحذر وتقديم الإكرام في تعاملهم مع هذا الكتاب المعصوم. يتعيّن عليهم أن يحتفوا بحقيقة أن الله تكلم، وأن يسعوا إلى السلوك في نور إعلانه.

مقالات متنوعة

من كتاب الفكر اللاهوتي في سفر الرؤيا تأليف ريتشارد بوكهام ترجمة أشرف بشاي إنّ العقيدة المسيحيّة اعتادت على التمييز تقليديًّا بين اثنين من الموضوعات: شخص المسيح، وعمل المسيح. ومع أنّ الموضوعين...

لم يأتِ ليُخدم بقلم القس أشرف بشاي على طول التاريخ البشريّ كان هناك ملوكٌ قُساة، وقادةٌ عسكريّون دمويّون بنوا أمجادَهم الدنيويّة على القتل وسفك الدماء. ملأت شهرتُهم الدنيا بسبب كثرة المصائب...

البرنامج التبشيري للمسيح بقلم القس أشرف بشاي نقرأ في إنجيل البشير لوقا عن عظة المسيح بالمجمع اليهودي بمدينة الناصرة:: «وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ...

ماذا أعمل لأرث؟ بقلم القس أشرف بشاي كثيرًا ما يكون الإنسان قريبًا جدًا من تحقيق الهدف الذي ناضل طويلًا من أجله، لكنه بالأسف يُخفق في آخر ثانية.  كثيرًا ما يكون المرءُ على وشك بُلوغ الغاية...

أحبّوا أعداءكم بقلم القس أشرف بشاي كبرنا نحن العرب في بيئة ينتشر فيها شعرُ الفخر والهجاء. ما زلت أتذكّر قولَ شاعرٍ عربيّ قديم كان يفتخر قائلًا: ونشربُ إن وَرَدنا الماءَ صَفوًا... ويشربُ غيرُنا...

تصالحوا مع الله بقلم القس أشرف بشاي ما أكثر الضعفات التي تظهر في حياة البشر، فالإنسان أمام المعاصي ضعيف ولا طاقة له بمُقاومة الخطايا والآثام. حتى أفضل البشر اعترفوا آسفين بضعفِهم أمام الخطية: قال...

ارحم ابني بقلم القس أشرف بشاي   حكى لي أحد أقرب أصدقائي عن مُعاناته الفكريّة والنفسيّة التي اجتاز بها يومَ أن اكتشف، هو وأسرتُه، أنَّ والدته، التي ما زالت في أوائل الخمسينيّات من العمر،...

يسوع وحده بقلم القس أشرف بشاي هناك لحظات تتجلّى فيها الحقيقةُ عاريةً مهما حاول البشر إخفاءَها. ويقول علماء النفس إن الحقيقة تظهر في فلتاتِ اللسان، وفي الأحلام، وفي ساعات الغضب الشديد. في هذه...

هل يختار الإنسان موعد موته؟ بقلم القس أشرف بشاي هل يمكن أن يعرف الإنسانُ موعدَ موته؟ هل يمكن أن يختارَ المرءُ طريقةَ خُروجِه من هذا العالم إلى العالم الآخر؟ هل يمكن أن يُخيّر الإنسان أيّ الميتات...

الاعتراف الحسن بقلم القس أشرف بشاي عزيزي القارئ اسمح لي أن أسألك: أين تسكن؟ هل تسكن في مدينة أم في قرية بسيطة؟ هل مدينتك تقع على ساحل البحر أم أعلى الجبل؟ هل مُناخ البلد الذي تسكن فيه حارٌ...

الإيمان الشافي بقلم القس أشرف بشاي يا ربّ: الصِحّة والستر! هكذا يهتف المصريّون في أحاديثهم في الليل والنهار. فالصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى! والصِحّة هي أثمن ما يُرزَق به الإنسان...

ماذا ينتفع الإنسان؟ بقلم القس أشرف بشاي كتب أحد الشعراء المسيحيين شدوًا قال فيه: أيُّها الإنسانُ يا مَنْ تِهتَ في كُل طريق تبتغي مُلكًا وَسيعا تشتهي كلَّ بريق أيَّ نفعٍ أنت ترجو لو ربحتَ...

في البدء كان الكلمة (٢-٢) بقلم القس أشرف بشاي رأينا في الدردشة ١ كيف يُلقّب المسيح بـ «الكلمة»، ومن الضروريّ أن نفهم معنى هذا اللقب في ضوء القرينة التاريخيّة لانتشاره كأحد ألقاب المسيح. وفي سبيلنا...

«في البدء كان الكلمة» بقلم القس أِشرف بشاي حينما سمع مسيحيّو الشرق الأوسط الحديثَ الذي يصف الْمَسِيح بأنّه «كلمةُ الله ورُوحٌ مِنه» لم يستغربوه، فالإنجيل أيضًا يُطلق على الْمَسِيح لقب الكلمة....

تأليف د.القس اروين و. لوتزر ترجمة أشرف بشاي              أمام المعاناة والألم البشرييْن يظل صمت الله الواضح واحدًا من أعظم أسرار...