احتلت نبوة إرميا عن العهد الجديد (إرميا 31: 31- 34) مكانة كبيرة في تاريخ الدراسات الكتابيّة؛ لأن هذا المقطع هو الوحيد في العهد القديم الذي يحتوي على هذا التعبير؛ «العهد الجديد»، وهناك –بالطبع- إشارات إلى «العهد الجديد» في العهد الجديد (لوقا 22: 20؛ كورنثوس الأولى 11: 25؛ كورنثوس الثانية 3: 6؛ العبرانيين 8:8-13؛ 9: 15). كذلك فإن مناقشة الوحي، المكتوب بواسطة إرميا في اللغة العبريّة، يقودنا إلى فهم الاختلاف والتمايز المسيحي بين «العهد القديم» و «العهد الجديد». وبالطبع، فإن أهميّة هذا المقطع أكثر عمقًا من مجرد التصنيف «قديم وجديد». بالنسبة للكثيرين ممن ينتمون إلى حركة كامبل الصخري Stone Campbell Movement (SCM) فإن إرميا 31 كان نصًّا حاسمًا وقاطعًا في الفهم «التدبيري» للتاريخ، باعتبار أن هذا المقطع يفجِّر الفروق الكامنة بين طبيعة علاقة الله مع إسرائيل (التدبير الموسوي) وطبيعة علاقة الله مع كنيسة العهد الجديد (التدبير المسيحي).[1] إن النتائج المبدئيّة الصادرة عن هذا التمييز بين «التدبيريْن» هي: (1) إن نبوة إرميا تتعلق أساسًا، وإن لم يكن حصريًا، بالكنيسة، (2) إن اختلافًا جوهريًا بين العهديْن يبدو واضحًا ومفاده أن الله قد تعامل مع شعبه، خلال العهد المقطوع في جبل سيناء، على مستوي حسي physical وخارجي، لكنه يتعامل مع شعبه في العهد المسيحي على مستوى روحي داخلي، (3) هذا «الاختلاف الجوهري» يتجلّى أولاً، وقبل كل شئ، في ذلك التحوّل الجذري في طريقة تعامل الله مع خطيّة الإنسان (الغفران)، وهذا هو الاستنتاج النهائي final conclusion الذي أود أن أبرهنُ عليه في هذا البحث.[2]
[1] لن نناقش هنا الفهم التدبيري للتاريخ الذي تمت مناقشته في دوائر إنجيليّة عديدة في مقارنة بينه وبين «لاهوت العهد». ومع ذلك فيجب أن ندرك أن هذا المفهوم لم ينشأ بواسطة ال SCM بل لقد نُشر على نطاق بروتستانتي أوسع في القرنيْن التاسع عشر والعشرين.
[2] في العرض الأساسي لإرميا 31:31 -34 وفي ضوء قرينة كل سفر إرميا، راجع:
Timothy M. Willis, Jeremiah-Lamentations (College Press NIV Commentary; Joplin, MO: College Press, 2002), 255-64.