بقلم أشرف بشاي
الأخ العزيز فلان
نعمة لك وسلام من ربنا يسوع المسيح،
رغم ما حملته رسالتك لي من شكوى بسبب الألم الروحيّ والفِكريّ الذي تمُرّ به، إلا أنَّها بالنسبة لي كانت رسالةً مُفرحة. أتدري لماذا؟ لأنَّ الألم الروحيّ دليل على نوالك الحياة الجديدة في المسيح. سأشرح لك أكثر: إنَّ أحد الفروق الأساسيّة بين المؤمن والخاطئ البعيد عن الله هو أنَّ الخاطئ لا يتألَّم روحيًّا، لأنَّ الخاطئ ميّت في الذنوب والخطايا. والشخص الميّت لا يتألَّم كالشخص الحيّ! فالمؤمن الذي نال الولادة الجديدة من الله يتألَّم عند ارتكاب الخطيّة إذ يثور في داخله الروحُ القدس الساكن فيه. كذلك يتألَّم المؤمن لو أجبرته الظروف على الابتعاد عن مُمارسة وسائط النعمة كالصلاة، وقراءة الكتاب المقدَّس، والعبادة مع الكنيسة (جماعة المؤمنين)، والخدمة. وهكذا ترى أنَّ الإحساس بالألم هو أحد علامات الحياة الجديدة مع المسيح.
لذا فأنا -من كُلِّ قلبي- أشجِّعك على عدم الاستسلام للظُروف التي تمر بها. ومن الجميل أنَّ ظروفك الصعبة لن تمنعك من قراءة الكتاب المقدَّس، بل بالعكس أعتقد أنَّ أصدقائك وأسرتك سوف يفرحون بهذا. كما أعتقد أنَّك يُمكنك الصّلاة كُلَّ يوم، عدَّة مرّات، في البيت دون أن يعترضك أحد. وقراءة الكتاب المقدَّس والصّلاة اليوميّة كفيلان بأن يحفظاك في حالة روحيّة راقية.
يتبقّى شيئان: الكنيسة، والخدمة. يُمكنك أن تنضم لأيّ كنيسة تستريح للعبادة فيها. حبذا لو كانت هذه الكنيسة تحترم كلمة الله وتشرحها باستفاضة وعمق، وترى في مركزية المسيح جوهرًا لهذه الكلمة. أنا شخصيًّا أؤمن بوجود المؤمنين القديسين في كُلِّ كنيسة (كما أنَّ الزوان يختلط بالحنطة في كُلِّ كنيسة أيضًا). شيئًا فشيئًا يُمكنك أن تواصل العبادة والشركة في الكنيسة التي تختارها جيدًا بنفسك والتي تحب العبادة فيها. وعاجلًا أم آجلًا ستكون أنت صاحب قرار اختيار كلّ الأمور التي تخص حياتك الروحيّة مئة بالمئة.
أمّا عن الخدمة، فقد أوصانا الرب يسوع أن نثبت فيه وهو فينا حتى نأتي بثمر. لذا أنصحك بأن تنضم للخدمة التي تُطلب منك في أيِّ كنيسة. ويَوْمًا بعد يَوْم سيقودك الرّبُّ إلى خدمات جديدة لمجده وللمشاركة في امتداد ملكوته.
أخيرًا، يجب أن تعرف أنَّ حروبنا وصراعنا ليس مع البشر أيًّا من كانوا، بل صراعنا هو مع إبليس (أفسس 6: 10-18) الذي يستخدم الناس -دون قصد منهم- لمضايقة المؤمنين. لكننا ننتصر في هذه الحرب حينما نحتمي بسلاح الله الكامل المذكور في أفسس 6 وحينما نُمارِس المحبَّة مع من يضايقوننا من البشر.
أرجو أن أستقبل منك دومًا رسائلك لأطمئن عليك وليكن سلام المسيح من نصيبك.
لك محبتي وصلاتي لأجلك دائمًا