كما الزهور التي تنمو على قارعة الطريق، فإن مواعيد الله تزيّن رحلة حياة المؤمن لتمنحَه الرجاء، ولتشجّعه على مواصلة السير بِطَاقةٍ لا تنضب نحو مكافأته السماوية. هذا هو الوعد الإلهي، فأمانتُه أكيدة وكلمتُه ستتحقّق.
تكشف مواعيد الله عن قلبه الأبوي. رحلة الحياة على الأرض ليست يسيرة، وكثيرًا ما يكون الطريق وعرًا، أو محبطًا، أو منحدرًا، أو متعرجًا، ولكن الأهم أنه يبدو أحيانًا طويلًا جدًا. لو خلا الطريق من أضواءٍ إرشادية من الرجاء، أو لوحاتٍ استدلالية، أو محطاتٍ لأخذ قسط من الراحة، لكان من الممكن أن يخور السائح المسيحي رغم شجاعته. ولكن الله يعرف ويهتم.نحتاج أن نؤكّد على الحقيقة التي كثيرًا ما يُساء فهمها: بعضُ المواعيد الإلهية غير مشروطة، بينما بعضُها الآخر مشروط، والبعض الآخر ينطبق في جميع الأحوال بلا قيد ولا شرط. ينبغي لدارس الكتاب المقدس أن يكون حَذرًا في هذا الأمر. إذا أراد المؤمن أن يتمتّع بالبركة التي تأتي مع مواعيد الله، ينبغي أولًا أن يستوفي الشروط. فضلًا عن ذلك، فإن مواعيد الله ليست مجرد شِعاراتٍ عذبة، وإنما لها غرض للزمن الحاضر. صحيح أنه يمكن للمؤمن أن يتمتع بمجد هذه المواعيد، ولكن واجبَه ألا يكتفي بهذا التمتع. يذكرنا بطرس الرسول بأننا في المواعيد الإلهية «شُرَكَاءَ ٱلطَّبِيعَةِ ٱلْإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ ٱلْفَسَادِ ٱلَّذِي فِي ٱلْعَالَمِ بِٱلشَّهْوَة» (2بطرس 1: 4).
هدفان من وعود الله:أولهما تشجيع شعب الله، وثانيهما وضع تحدٍ أمامهم كي يعيشوا حياة الطهارة والمحبة التي تمجّد اسم الرب يسوع كل يوم، له كل المجد من الأزل وإلى الأبد.