يعيش المرء في عالم متغيّر؛ فما كان مقبولًا وشائعًا بالأمس صار اليوم غير ملائم، ولكن ...
هناك بعض الأشياء التي لا تتغيّر أبدًا؛ فالله وضع قوانين للكون يتعيّن علينا أن نطيعها حتى تجعل الكون طيعًا لنا.
أريد أن أشاركك كصديق «سبع حقائق تُغيّر الحياة». هذه الحقائق غيّرت حياتي حينما صار المسيح مخلّصي الشخصي. لقد جدّد حياتي بالكليّة، وملأها بالفرح والقيمة والمعنى الأمر الذي لم أختبره من قبل.
هل تريد أن تتغيّر حياتك عما هي عليه الآن؟
يمكنك بالتأكيد أن تختبر ذلك! اقرأ هذا المقال باهتمام وبأمانة وسوف تختبر كيف أن الله يُقدِّم لك نوعًا مختلفًا من الحياة.
الحقيقة الأولى: الله يُحبّك
يقول الكتاب المُقدّس: «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة» (يُوحنّا ٣: ١٦). هذه هي الحقيقة الراسخة أبديًا؛ الله يُحبّك محبّة أبدية. إن محبته بلا حدود، ولا يمكننا أن نختبر هذه المحبة إلا بالإيمان بما ورد في الكتاب المُقدّس وبتصديق كل ما جاء به.
إن الكلمة «حتى» في هذه الآية مفتاحية جدًا، لأنها تصوِّر للقارئ مدى عظمة محبّة الله. لقد أحبّك الله جدًا إلى الدرجة التي قادته إلى إعطاء ابنه الوحيد، لكي يموت على صليب اللعنة والعار من أجل خطاياك.
لقد حمل المسيح العقوبة التي كُنتَ تستحقها وأعطاك بدلًا منها برَّه الكامل. صار المسيح خطية لأجلك، والخطية هي أبشع الأمور التي يكرهها الله. فعل المسيح ذلك لكي يضعك في مكان القبول والمحبّة أمام الله الآب (٢كورنثوس ٥: ٢١). الله أحبّك، ولأنه أحبك يمكنك أن تستبدل برّ المسيح بخطاياك.
هل يمكن للإنسان أن يتجرّأ فيطلب دليلًا أفضل على محبّة الله؟! إن صليب المسيح هو الدليل الأكيد على محبّة الله للإنسان، وهذه المحبّة قادرة على تغيير الحياة.
قبل أن تستكمل قراءة هذا المقال: هل يمكنك أن تقول لنفسك، بصوت مسموع: «نعم، الله يُحبّني»؟
الحقيقة الثانية: أنا خاطئ أنا خاطئ. أنت خاطئ. كُل البشر خُطاة. يقول الكتاب المُقدّس: «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ الله» (رومية ٣: ٢٣).
هل سألت نفسك يومًا: «ما هي الخطيّة؟». يشرح الكتاب المقدّس طبيعة الخطية في هذه النقاط الأربع:
- الخطيّة هي التعدّي على قانون الله «كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي» (١يُوحنّا ٣: ٤).
- الخطيّة هي عدم الإيمان: بالخطيّة يتهم الإنسانُ الله أنّه كاذب! «مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ، فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِبًا، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِه» (١يُوحنّا ٥: ١٠).
- الخطيّة هي التمرُّد الشنيع ضد الله: «اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ فَعَصَوْا عَلَيَّ» (إشعياء ١: ٢).
- الخطيّة هي النجاسة. إن الخطيّة تنجّس الإنسان وتجعله غير مستأهل للتواجد في محضر الله «وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا» (إشعياء ٦٤: ٦).
ولأن كل البشر خُطاة، فهذا يعني أنك أنت، أيها القارئ العزيز، خاطئ أيضًا «بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَع» (إشعياء ٥٩: ٢). وبسبب هذه الحقيقة، فأنت لا تستطيع أن تدخل سماءَ الله ولا أن تتمتّع بالمجد الإلهي. لا يمكنك أن تأتي إلى سماء الله المجيدة بخطاياك تلك.
ربّما تقول: «إنني لم أقترف ذنوبًا ثقيلة مثلما يفعل المجرمون الذين نقرأ عنهم على صفحات الجرائد. قد يكون هذا الأمر حقيقي، لكن الله لديه مقاييسه الخاصّة. يقول الكتاب المقدس: «يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا» (١يوحنا ٢: ١).
نعم، قد لا يكون القارئ الكريم على نفس درجة البشاعة التي لدى الآخرين ممن قرأنا عنهم في صفحات الحوادث والقضايا، لكن أحدًا منا لا يقدر أن يُنكر أننا جميعًا عُصاة بالتساوي مع سائر البشر «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْت» (رومية ٦: ٢٣). ليس المهم هو حجم خطيتك في عينيْك، الأمر المهم أن هذه الخطية تستوجب عقاب الله القدوس البار.
لا تنخدع، ولا تخدع نفسك بالاعتقاد أنك يمكنك أن تتسلل إلى السماء. إن كنتَ تظن في نفسك القدرة على ذلك، فمن فضلك راجِع المعاني الأربعة للخطية في الكتاب المقدّس. أريد أن أكون صريحًا معك، فأنت كخاطئ ليس لديك أيَّ رجاء في نيل الحياة الأبديّة. إن الاقتناع بذلك هو أحد الحقائق التي تُغيِّر الحياة!
قبل أن تقرأ الحقيقة الثالثة، اعترف أمام ذاتك قائلًا: «إنّني خاطئ في عينيّ الله».
الحقيقة الثالثة: المسيح مات لأجل كلّ الخطاة
يقول الكتاب المقدس: «وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رُومية ٥: ٨). لقد مات يسوع المسيح على الصليب لأجل جميع الخطاة بما فيهم أنت. قال الكتاب: «الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم»(تيطس ٢: ١٤).
إن الكلمة«يفدي»تعني«يشتري أو يكتسب»بواسطة دفع الفدية أو الثمن. في زمن كتابة العهد الجديد كانت الكلمة «يفدي» تُستخدم في مجال شراء العبيد وبيعهم في سوق النخاسة. يا لها من صورة رائعة ترسمها هذه الكلمات! لقد دفع المسيح ثمن خطاياك على الصليب. دفع المسيح بموته ثمنًا لحياتك الأبديّة إذ حرّرك من عبودية الخطية!
إن الحقيقة الثالثة تعني أنه بإمكانك أن تقتني الحياة الأبديّة بسبب موت المسيح لأجلك على الصليب «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية ٦: ٢٣). لقد مات المسيح من أجلك، لذا فالمسيح يُمكنه أن يُغيّر حياتك.
في ضوء هذه الحقيقة الرائعة، يمكنك أن تقول لنفسك الآن: «لقد مات المسيح لأجل كل الخطاة نظيري».
الحقيقة الرابعة
يمكنك أن تحصل على الحياة الأبدية الآن وفورًا حين تضع ثقتك في المسيح «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أعمال الرُّسل ١٦: ٣١).
لعلّك وضعت ثقتك في أشياء كثيرة ظننتَ أنها يمكن أن تقودك إلى السماء. قد تكون عضوًا في الكنيسة، وقد تمارس أعمالاً صالحة، أو تُظهر أخلاقيّات حميدة، أو تحاول أن تكون إنسانًا صالحًا. كل هذه المحاولات طيّبة في حد ذاتها، لكن لو كانت هذه الأمور قادرة على إعطاء الحياة الأبديّة لصار موت المسيح عبثًا.
إن الحقيقة العارية هي: لا شيء يمكن أن تفعله الآن قادر على أن يقودك إلى النجاة والخلاص من جهنم؛ بل الله وحده هو من يقدر على ذلك «لِلرَّبِّ الْخَلاَص» (مزمور ٣: ٨)، فإن كنت تثق في مثل هذه الأمور دون الاتكال على موت المسيح وقيامته فلن يكون لك نصيب في السماء «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال الرسل ٤: ١٢).
بكلمات أخرى، يجب عليك أن تضع ثقتك في المسيح، وفي موته ودفنه وقيامته، وأن تقبل بشُكر وسرور عطيتَه المجانيّة للحياة الأبديّة «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ الله» (أفسُس ٢: ٨).
مات المسيح من أجلك، ودفع ثمن خطاياك، وهو يُقدِّم لك اليوم الحياة الأبديّة إذ يأتي إليك ويسكن في قلبك «هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رُؤيا ٣: ٢٠). يقف المسيح الآن قارعًا على باب قلبك، ويريد منك أن تفتح له، وأن تسمح له بالدخول.
لقد وَعدَ الله قائلًا: «لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ ... لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية ١٠: ٩، ١٣).
هل تتخذ الآن وفورًا هذا القرار فتدعو الرب يسوع المسيح ليدخل إلى قلبك وليُغيِّر حياتك؟ إن كانت لديك هذه الرغبة صلِّ الآن هذه الصلاة:
ربي يسوع،
أنا أؤمن أنك تُحبّني، فأنت الذي مُتَّ على الصليب من أجل خطاياي،
أعترفُ أنني مُذنب ولا يُمكنني أن أنقذ نفسي أو أخلِّصها،
أشكرك ربي لأنك دفعت ديونَ خطاياي، حتى يمكنني نيل الحياة الأبديّة،
إنني أثق فيك بالإيمان الآن ربي يسوع، وأقبلك في قلبي كمخلّصي الشخصي،
من فضلك، اُدخل إلى قلبي وغيِّر حياتي،
في اسم يسوع المسيح. آمين!
الحقيقة الخامسة
يمكنك أن تنال الخلاص الأبدي وأن تتيقّن من ذلك
يقول الكتاب المقدّس: «وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. كَتَبْتُ هذَا إِلَيْكُمْ، أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ، لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ الله» (١يُوحنا ٥: ١١- ١٣).
إن الخطة الأولى للشيطان الشرير هي تشكيك الشخص الذي قَبِلَ الإيمان حديثًا في أمر خلاصه. لعلك تواجه هذه المعركة الآن، لكن تأكّد أن الشرير لن ينتصر.
عندما جاء الشيطان إلى حواء في جنّة عدن ألقي بالشكوك في قلبها بخُصوص كلمة الله. ينبغي للمؤمن ألا يأمل أو يتكهّن أو يظن أن الله يعني ما يقول، بل يتعيّن على المؤمن أن يتيقّن ويثق بالتمام في كلام الله، فكلام الله صادقٌ دائمًا. لذا، عندما يُحاول الشيطان أن يُشكك في أمر خلاصك، ينبغي عليك كمؤمن أن تتذكر كلام الله: «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه» (يُوحنا ١: ١٢).
فكما خلّصك الله دون أن تفعل أنت (أو غيرك) أي شيء فإن الله وحده هو من يحفظ خلاصك ويحميه. قال الرب يسوع: «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي» (يُوحنا ١٠: ٢٧- ٢٩).
من المحال أن يفقد المؤمن خلاصه إذ أن هذا المؤمن وضع ثقته في المسيح. لقد وُلدتَ في عائلة الله، والله هو من يتعهّد أمر هذا الخلاص ويهتم به حتى النهاية.
ومن المؤكَّد أيضًا أنك ما زلت في الجسد وأنك حتمًا ستسقط في الخطية ثانية، وهذا السقوط سوف يكون سببًا في فقدان فرح الخلاص، لكنك لن تفقد حياتك الأبديّة، فحياتك الأبديّة هي عطية الله المجانية لك. فإذا سقطتَ في الخطية، فقم سريعًا طالبًا من الله أن يغفر لك حتى تستأنف شركتك معه (١يُوحنا ١: ٩). يجب أن تحفظ نفسك بعيدًا عن الخطيّة قدر استطاعتك. لماذا؟ لأن حياتك قد تغيّرت «إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (٢كورنثوس ٥: ١٧).
قبل أن تستكمل قراءة المقال، صلِّ شاكرًا الرب يسوع لأنه أعطاك مثل هذا الخلاص العظيم.
الحقيقة السادسة: يجب عليك أن تنال المعمودية
يقول الكتاب المقدّس: «فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْس» (أعمال الرُّسل ٤: ٤١).
سألخِّص هنا أهم ثلاث نقاط في شرح المعمودية بحسب الكتاب المُقدّس:
- المعمودية وصيّة من الرب: لقد أوصى الرب يسوع المسيح تلاميذه لكي يعمِّدوا المؤمنين على اسمه «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُس» (متّى ٢٨: ١٩). إذا رفض المؤمن أن يعتمد على اسم المسيح فإنه يمارس العصيان لإرادة الله. ولأن المعمودية هي الخُطوة الأساسيّة الأولى في حياتك المسيحيّة فيجب أن تمارسها بفرح.
- إنها تذكرة: لقد ورد الفعل «يعتمد» ثماني مرّات في العهد الجديد، وفي كل هذه الاستخدامات كان الفعل يعني «يغمُر» أو «يغطس». هذا الغطس في الماء هو صورة حيّة لموت المسيح ودفنه وقيامته. يشرح الرسول بُولس ذلك بقوله: «أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟» (رُومية ٦: ٣-٤).
- المعمودية شهادة: تعلن المعمودية للجميع أن الشخص الذي اعتمد قد حصل على هُويّة جديدة في المسيح. بالمعمودية، يَدفن المؤمن علانيةً ماضيه الملوَّث مُعلنًا أمام الجميع أنه قد حصل على حياة جديدة في المسيح. يقبل كل مؤمن جديد المعمودية فور إيمانه بالمسيح كمخلص شخصي لحياته، لأجل هذا سأل الوزير الحبشي فيلبس قائلًا: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟» (أعمال الرسل ٨: ٣٦)، فرد فيلبس السؤال للخصي قائلًا: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ» (آية ٣٧)، فبعد أن اعترف الخصي الحبشي بإيمانه بالمسيح قام فيلبس بمهمّة معموديته. المعمودية إذًا شهادة علانية أمام الجميع أن حياتك قد تغيّرت.
قبل أن تطلب من المسيح أن يدخل إلى قلبك لم يكن لديك أيّة شهادة عن المسيح يمكن أن تقدِّمها للناس، أما الآن فقد سَكن المسيح في قلبِك فصرتَ بذلك إنسانًا جديدًا. ولكونك إنسانًا جديدًا فمن المهم أن تخبر الناس كيف كانت حياتُك في الماضي. أنت تسلك الآن في جدّة الحياة (الحياة الجديدة)، ولذا فأنت تقدِّم للجميع شهادةً عن حياتك التي تغيّرت.
قبل أن تقرأ الحقيقة السابعة، قدِّم لله وعدًا: «أعدُك يا ربّ أن أعتمد لاسم الرب يسوع المسيح».
الحقيقة السابعة
يجب أن تنمو في الإيمان المسيحي
يقول الكتاب المقدّس: «وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيح» (٢بُطرس ٣: ١٨). لا يوجد في الحياة بجُملتها ما هو أسوأ من رؤية طفل لا ينمو! كثيرًا ما يصعُب على المرء أن يُلقي مجرّد نظرة على طفل كهذا. فإذا كان هذا هو واقع الحال في العالم الطبيعي، فكم بالأحرى يكون الأمر في العالم الروحي؟ الآن أنت مولود روحيًا في عائلة الله، ثم تقدّمت إلى المعموديّة، من الآن فصاعدًا يجب أن يكون النمو الروحي هو هدف حياتك.
هناك أربع خطوات عمليّة تساعدك على النمو بثبات في المسيح:
- يجب أن تقرأ كتابك المُقدّس بانتظام «وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِه» (١بُطرس ٢:٢). إن الكتاب المُقدّس هو غذاؤك اللازم لحياتك الروحيّة. يجب أن تقرأ فصلًا واحد على الأقل يوميًا، ثم تزداد قراءتك باضطراد لكي تنمو في الرب. يتعيّن عليك أن تقرأ كتابك المُقدّس للحصول على الغذاء الروحي المناسب لك كل يوم.
- ينبغي أن تُصلّي يوميًا. الصلاة هي الصلة بالله والتواصل معه. لكي تتعرّف على الله أكثر يتعيّن عليك أن تحادثه أكثر فأكثر «مَسَاءً وَصَبَاحًا وَظُهْرًا» أصلي «فَيَسْمَعُ صَوْتِي» (مزمور ٥٥: ١٧). يجب أن يتعلّم الطفل الكلام مع والديه وكذلك يجب على المؤمن أن يتكلّم مع أبيه السماوي. إن سفر المزامير هو أفضل الأسفار التي يمكن أن تعلِّمنا كيف نبدأ صلواتنا لله. كثير من هذه المزامير هي صلواتٌ رفعها نبيُّ الله داود، لذا فإن هذه الصلوات سوف تكون أفضل مرشد لك لكي تتعلّم كيف يجب أن تُصلّي لله وتخاطبه كسيد وكأب.
- يجب أن تنضم إلى كنيسة تحترم كلمة الله وتوقِّرها. طبقًا لما ورد في تيموثاوس الأولى ٣: ١٥ فإن الكنيسة هي: «عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُه». إن الكنيسة الوحيدة التي تستحق أن تنتمي إليها هي الكنيسة التي تعظ بكلمة الله وتعلّمها لشعبها، إذ في مثل هذه الكنيسة سوف تجد الشركة والطعام الروحي والتشجيع على النمو يتعيّن عليك أن تخصِّص كل مواهبك لله. كرِّس كذلك الوقت والوزنات والإمكانات لعمل الله «أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لله» (١كورنثوس ٦: ١٩-٢٠). إن المؤمن المُكرَّس لله بالحق سوف يستمتع بوعد المسيح الذي قال: «أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَل» (يُوحنا ١٠:١٠). من الطبيعي أن يستمتع المسيحي الحقيقي بهذه الحياة الأفضل.
قبل أن تنتهي من قراءة هذا المقال، لماذا لا تُصلّي طالبًا من المسيح أن يقبلك كشخص مخصَّص له بالتمام؟ قدِّم للمسيح الشكر القلبي العميق لأنه قدَّم نفسه لك أولًا، ثم اطلب منه أن يقبلك بالتمام حتى يفعل بك ما يسرّه، فهذه هي الحياة التي تغيّرت.
لقد كتبتُ لك هذا المقال بغرض مساعدتك لكي تجد الفرح العظيم في الحياة: المسيح! فإذا أقدمت على اتخاذ قرار باتباع المسيح كما قرأت، فاكتب إليّ أو اتصل بي لأنني أرغب في مساعدتك بكل الطرق والوسائل لكي تنمو أكثر في معرفة الله.