- ذات يوم نظر رجل إلى السماء وقال: «جميع البشر سوف يذهبون إلى السماء؛ نحن فقط نستخدم طرقًا مختلفة!»
= أجبته: «حسنًا يا سيدي، لو كان هذا الكلام صحيحًا لصار موتُ المَسِيح بلا فائدة!»
ـ سأل: «لماذا تقول هذا؟»
= قُلت: «لأن الرب يَسُوع المَسِيح قال: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يُوحنا ١٤: ٦). كذلك يقول الكتاب المُقدَّس: «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُص» (أعمال الرُّسُل ٤: ١٢). هذا معناه أنه لا توجد كنيسة ولا فلسفة ولا ديانة ولا نبي ولا طريقة يمكن أن تقود الإنسان إلى السماء إلا المَسِيح وحده. فإذا كنت تريد الذهاب من القاهرة إلى السماء يجب عليك أن تكون متيقنًا أي طريقٍ تسلك، فإذا كنت تريد الذهاب من القاهرة إلى أسوان فلا يمكنك أن تتجه شمالًا. ليست كل الطرق يمكن أن تقودك للذهاب من القاهرة إلى أسوان. كذلك ليست كل الطرق تقود إلى السماء.
إن الطريق الخاطئ سيقودك ولا شك إلى وُجهة خاطئة «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْت» (أمثال ١٤: ١٢).
فإذا أكملتَ طريقك الذي تسلكه اليوم، فأين ستقضي أبديتك؟ يمكن أن يستمر المرء في طريقه فيصل به هذا الطريق إلى الجحيم، لكن وجهته قد تتغيّر فيصل إلى السماء لو أن الإنسان غيّر طريقه واتخذ الطريق الذي حدّده الله للوصول إليه.
من المهم أيضًا أن يكون لديك خريطة للطريق وعلامات إرشادية على الطريق. لا يمكنك أن تستخدم خريطة الطرق في إنجلترا بينما أنت تعيش في مصر. الكتاب المقدّس هو خريطة المسافر من الأرض إلى السماء، والكتاب المقدّس يقول: «اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!» (متّى ٧: ١٣-١٣). اليوم، أنت في مفترق الطرق وينبغي أن تختار: لا يمكنك المضي قُدمًا في طريقيْن في وقت واحد، فكل طريق من الاثنيْن سينتهي في وجهة مختلفة: إما إلى السماء أو إلى الجحيم. فأي طريق ستختار، وإلى أي وجهة ستنتهي؟
يومًا ما سوف تمضي من هذا العالم، ويقينًا أنت لا تعلم متى يكون هذا اليوم. لكنك اليوم يمكنك أن تتأكّد أنه متى حان وقت الرحيل فإن مكانك الأبدي سيكون محجوزًا لك في السماء. قال يَسُوع: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ الله» (يُوحنا ٣:٣). أنت تحتاج إلى حياة جديدة. لا ينوي الله أن يقوم بإصلاح أو بترقيع لحياتك القديمة البالية. اليوم، يقدِّم الله لك هذه الحياة الجديدة في المَسِيح. يريد الله أن يغفر خطاياك بدم المَسِيح، وأن يتجاوز عن ماضيك المُلطّخ بالشرور والمفاسد والآثام. هذا هو السبب الذي دفع يَسُوع أن يموت من أجلك على الصليب. إن الخلاص من الخطيّة عطيّة مجانيّة لكنك تحصل عليها بتسليم حياتك بالكامل للمسيح، عندها يسكن المَسِيح في قلبك ويمنحك القوة والنعمة لكي تحيا له.
هل تريد أن تتحرّر من خطاياك؟ من حياة اللا قيمة واللا معنى؟ من إحباطك وفشلك؟ يمكنك نوال ذلك بالتأكيد، فالاختيار لك. قال إشعياء النبيّ يومًا: «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (٥٣: ٦). تذكّر دائمًا أن طُرق الشيطان عاقبتها طُرق الموت. إذا أردت أن تمضي من القاهرة إلى السماء فيتعيّن عليك أن تسلك الاتجاه الصحيح. أنت الآن في مفترق الطُرق، ويمكنك أن تختار الطريق الصحيح. يقول الله: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا (الدوران للخلف واختيار طريق جديد) فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُون» (لُوقا ١٣: ٣). لذا «اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُون» (يَشُوع ٢٤: ١٥).
إن سمعتَ اليوم صوتَ الله فلا تُقسّي قلبك، لأن «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُص»(رومية ١٠: ١٣). لا تغادر القاهرة بدون أن تتعرَّف على يَسُوع المَسِيح فتتخذّه مخلصًا شخصيًا لك. يمكنك أن تطلب من الله الآن أن تتعرّف على المَسِيح وأن تدعوه لكي يسكن في قلبك. عند ذلك ستتأكّد أنك في طريقك من القاهرة إلى السماء.