ترجمة أمجد أنور
يمتد الصراع المحتدم بين قُوى الخير وأجناد الشر غير المنظورة بتبعاته على عالم البشر. وهذه التبعيات تتجلّى في المعضلة الإنسانية وتؤدي إلى المشكلة التي تجد حلها في إنجيل النعمة.
يسود عالمنا اليوم الانفصال والتوتر والصراع الداخلي والإحباط وشعور شخصي بأن الرسول بولس أصاب كبد الحقيقة حينما قال «فَإِنَّنَا نَعلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى ٱلآن» (رُومية 8: 22؛ انظر أيضًا الآية 23). فعلى كافة المستويات نجد الخطية مستفحلة، والأنانية منتشرة، والبشر يعبدون ذواتهم بدلاً من الله.
لم تكن المعضلة الإنسانية موجودة في جنة عدن قبل السقوط؛ فالإنسان المخلوق على صورة الله كان يحيا في شركة كاملة مع الله وفي انسجام تام مع الخالق وفي الطاعة له. ولكن آدم اختار أن يتبع مشيئته بدلاً من مشيئة الله وأسقط الجنس البشري بأكمله في فساد روحي وأخلاقي. وهكذا، فإن هذا الاختيار الشرير خلق معضلة إنسانية. إن الإنسان الذي بذر بذور العصيان أخذ يحصد حصادًا وفيرًا من الموت الروحي. واليوم، يقف الإنسان عاجزًا عن حل طوفان المشكلات التي ترتّبت على تمرّده الأول، فالإنسان عاجز أخلاقيًا وروحيًا عن استرداد شركته مع الله. تنظر داخله فتجد روح التململ والبحث والسعي لأنه يريد أن يسترد الجنة التي فقدها، ولكنه مع ذلك يجدها كالسراب تهرب منه وتظل بعيدة عن متناول يديه.
لكن ما يعجز الإنسان على فعله بسعيه إلى الله، استطاع الله أن يفعله حينما طلب الإنسان. إن المشكلة التي يعجز الإنسان عن حلها، وجدت حلاً إلهيًا وأبديًا. يستعرض هذا القسم المعضلة الإنسانية ومضامينها، كما يشرح الحل الإلهي بكل عظمته.