بقلم د. القس مارك آلان پاول
ترجمة القس أشرف بشاي
مقتطف من موسوعة العهد الجديد يتكلّم، الكتاب الثاني "الرسائل البولسيّة"
يُشير الرّسول بُولُس في رُومية 1: 26 - 27 إلى الإناث والذّكور الّذين يُمارسون ما اعتبره "أفعال جنسيّة مُخزية مع آخرين من نفس الجنس". يقول الرّسول إنّ هذه الأفعال إنّما هي تصرُّفاتٌ "على خلاف الطّبيعة"، وهي بمثابة "قمة الشّهوات المهينة". وتقدّم هذه الآيات ما اعتبره المُفسّرون دائمًا أكثر الإدانات "وضوحًا وقسوةً وشموليّة" للجنسيّة المثليّة في كُلّ الكتاب المقدّس. ويُناقش هذا النّص عادةً بالارتباط مع "التّعليم الأخلاقيّ" الخاص بموضوع المثليّة الجنسيّة في عالمنا المُعاصر؛ ذلك الموضوع الّذي شهد الكثير من الحوار والجدل.
وفي المدن الرُّومانيّة القديمة، كانت المثليّة الجنسيّة مرتبطةً بقُوّة مع المباشرات المُتعدّدة غير الشّرعيّة (مُمارسة الجنس مع أكثر من امرأة)، ومع تجارة الجنس (التّي تشمل الدّعارة)، ومع العربدة، ومع مُمارسة الجنس مع القاصرات والقُصّر. كانت هناك معرفة قليلة عما نُسمّيه نحن اليوم "التّوجُّه الجنسيّ"، ولم يُصنّف البشر أنفسهم على أساس المُمارسات الجنسيّة كـ "غيريّين"، "ومثليّين". لذلك، يقترحُ بعضُ العلماء أنّ أفضل قياس للسلوك الّذي يشجبُه الرّسول بُولُس رُبّما يكون "المُمارسات الجنسيّة المثليّة التّي ينخرط فيها غيريّو الجنس". إنّهم يدّعون أنّ كلمات الرّسول بُولُس لا تنطبق على "مُمارسي الجنس المثليّين" الّذين يُمارسون الجنس مع بعضهم البعض بسبب توجُّهات أساسيّة (رُبّما مُتعلّقة بالجينات).
إنّ مُعظم عُلماء الكتاب المُقدّس لم يقتنعوا بهذا التّسبيب؛ فالرّسول بُولُس يُندّد بهذه السّلوكيّات ليس لكونها "غير شرعيّة" ولا لكونها "استغلاليّة"، بل بالأحرى لكونها "غير طبيعيّة". يبدو أنّ النّقطة الأهم بالنّسبة للرسول بُولُس هي أنّ مثل هذه التّصرفات تنتهك التّصميم الأساسيّ الأصيل الّذي خَلقَه الله. يُؤكّد هؤلاء العلماء أنّه حتى لو كان الرّسول بُولُس يعرف كُلّ ما نعرفه نحن اليوم عن التّوجُّهات الجنسيّة فلا شك أبدًا أنّه كان سيعتبر "التّوجُّه الجنسيّ المثليّ" (حتى الجينيّ منه) هو ميلٌ نحو الخطيّة، ورغبةٌ جسديّة يجب مُقاومتها، بل يمكن التّغلُّب عليها من قِبل هؤلاء "السّالكين ليس حسب الجسد بل حسب الرّوح" (8: 4).
هناك عددٌ من المقاطع الكتابيّة الأخرى التّي تُعالج موضوع المثليّة الجنسيّة، مثل التكوين 19: 1 - 9 اللاويّين 18: 22 20: 13 القضاة 19: 22 - 25 كُورنثُوس الأُولى 6: 9 تيمُوثاوُس الأُولى 1: 10.