قوة الصلاة
ترجمة أشرف بشاي
أبناء وورثة في عائلة هي الأكثر ثراء في الكون كله
«وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه»(يوحنا ١: ١٢)، «لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَه»(رومية ٨: ١٤-١٧)،
«مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُم»(١بُطرس ١: ٣-٤). يا له من أمر مدهش أن الله يرغب في أن تأتي إليه مصليًا! إنه يقول: «اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا»(إرميا ٣٣: ٣). إنه لأمر صعبٍ فعلًا أن نفهم كيف أن الله يرغب في فعل هذا الأمر من أجلك. إن الله يحبك جدًا إلى الدرجة التي جعلته يمنحك ابنه الحبيب، بالإضافة إلى ذلك يقول: «كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟»(رومية ٨: ٣٢).
حينما خلق الله الأكوان سيّرها بقوانين طبيعيّة معيّنة. هناك الكثير من هذه القوانين التي تحكم العالم الطبيعي في كل أنشطته وحركته: قانوا الجاذبيّة، تغيُّر فصول السنة، الزرع والحصاد، الحصاد من نفس نوع الزرع، ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، والنفس التي تخطئ هي تموت.
لكن الله يتدخل غالبًا لكي يغيّر بعضًا من هذه القوانين، ويبقى السؤال: «إذا كان الله يعلم بكل شيء، فلماذا أصلي؟ إنه يعرف احتياجاتي أكثر منّي». إن الإجابة هي: لقد اختار الله طريقة الصلاة لكي يمنحك ما تريد من خلالها، ولكي يغيّر الأشياء من خلالها لأجلك».
يقول الكتاب المقدّس: «تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ. تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُم»(يعقوب ٤: ٢-٣)، وفي بشارة متّي قال المسيح: «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ ... فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَه!»(٧:٧، ١١).
في هذا الفصل ندرس معًا امتياز الصلاة وقوّتها بطُرق مختلفة عديدة:
- كأبناء مفديين في عائلة الله (غلاطية ٤: ٤-٧؛ أفسس ٢: ١٩) يمكننا أن نأتي إلى الله باعتباره أبانا وأن نتوقّع منه أن يستجيب لطلباتنا لأننا نأتي إليه في اسم ابنه يسوع المسيح (يوحنا ١٦: ٢٣، ٢٤).
- صار لنا شركة مع الله لأننا نعرفه (فيلبي ٣: ١٠؛ ١يوحنا ١: ٣).
- صرنا سفراء عن المسيح (٢كورنثوس ٥: ٢٠)، نحن شركاء في العمل مع الله.
امتياز الصلاة
يمكننا أن نشبّه امتياز الصلاة بـ «الحساب البنكي»؛ الأمر يشبه مليونيرًا غنيًا ترك لك دفتر من الشيكات الموقّعة جميعها على بياض. إن الله يعرف كل احتياجاتك وضعفاتك، وهو لن يستجيب إلى أيّة طلبة ترفعها بالخطأ طالما أن هذه الطلبة قد تؤذيك أو تضرّك أو تجلب لعنة على اسمه الكريم.
لقد ترك لك يسوع وعودًا عظمى وثمينة. صعد يسوع إلى السماء وجلس في يمين عرش الله لكي يشفع فيك (عبرانيين ٤: ١٥-١٦).
يمكن للصلاة أن تفعل كل شيء لأن الله يقدر على كل شيء. يتطلّب الشيك البنكي أن يملأ الإنسان كل بياناته بطريقة معيّنة. وهكذا أيضًا يمكن لله أن يفعل في حياتك أي شيء وكل شيء يتناسب مع طبيعة الله وصفاته الأدبيّة. لا يمكنك أن تتوقع من الله أن يساعدك على فعل شيء خاطئ، لأن الله لا يمكنه أن يخطئ. كذلك لا يمكنك أن تسأل في اسم المسيح إن كانت طلبتك ضارة أو شريرة. هذا هو الامتحان الذي يضعه الله لكل طلبة: هل هذه الطلبة تمجد اسم يسوع؟
تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ
يقول يعقوب: «تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُم (رغباتكم الشريرة)»(٤: ٣). يجب أن يكون للمصلّي التوجّه الصحيح للصلاة بطريقة روحيّة. إن النقود المودعة في البنك لا قيمة لها ما لم تقم بصرفها. لذا اطلب.
الصلاة تُطلق يد الله القديرة
الإيمان: «وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ» (متّى ٢١: ٢٢).
الإيمان معناه أن نتوقّع من الله أن يتصرف كالله. إنه يأخذ مواعيد الله إلى الله سائلًا إياه أن ينفّذ ما وعد به: «يَا رَبُّ، اسْمَعْ صَلاَتِي، وَأَصْغِ إِلَى تَضَرُّعَاتِي. بِأَمَانَتِكَ اسْتَجِبْ لِي، بِعَدْلِك»(مزمور ١٤٣:١).
حسب مشيئته
أعلن الله عن مشيئته في كلمته، لذا فبقدر معرفة كلمة الله وفهمها بقدر ما يمكنك أن تصلّي (١يوحنا ٥: ١٤-١٥). يمكن أن نعرّف الصلاة بأنها «حديث مع الله»، كذلك يمكننا أن نقسّم الصلاة إلى خمسة أقسام رئيسيّة:
- الشكر: هو التقدير لما أنجزه الله من أجلك.
- الطلب.
- الاعتراف: هو موافقة الشخص المصلّي على تسمية الخطايا بأسمائها كما قالها الروح القدس في الكلمة المقدّسة.
- الشفاعة: الصلاة من أجل الآخرين.
- التسبيح والتمجيد: كعبادة مستحَقة لله.
لقد درسنا ما يتعلّق بالطلبات من الله، والآن ندرس أهمية الشكر.
الشكر
يقول الكتاب: «لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى الله»(فيلبي ٤: ٦). وأيضًا: «صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْء»(١تسالونيكي ٥: ١٧-١٨). إن الشكر معناه أنك تتذكر صلاح الله مراحمه. لقد استجاب لك في الماضي، وهذه الاستجابة قوّت إيمانك وأعطت لك تأكيدًا أن الله سيستجيب لك أيضًا في المستقبل. إنه أمر عادي أن تقدِّم الشكر لمن ساعدك أو قدّم لك معروفًا. تذكّر فقط كم أنت مدين لله! لقد صلّى يسوع قبل تناول الطعام (يوحنا ٦: ١١)، وهو نفس التصرف الذي يجب أن يفعله الجميع.
إذا كنتَ أبًا (أو كنتِ أمًّا) فعليك تقع مسؤولية خاصة. إذا لم يسبق لك الصلاة مع أسرتك قبل تناول الطعام فهل ستبدأ في فعل ذلك الأمر من الآن؟ هل ستصلي مع أسرتك قبل كل وجبة؟ ـــــــــــــ
عادات طيبة لتقوية الصلاة
- لا تكرِّر اسم الرب باطلًا.
- لا تكرّر إحدى العبارات كثيرًا.
- لا توجّه صلاتك للبشر.
- لا تصلي ضدّ البشر.
- لا تحاول لفت أنظار الآخرين لصلواتك ولا تحاول نيل إعجابهم.
- لا تتمتم ولا تصلَّ بصوت خفيض خلال الصلاة الجمهورية.
- تكلّم بشكل طبيعي لكن بكل احترام وتوقير لله.
- اطلب بشكل محدّد غير مشوّش.
- خصِّص وقتًا محدَّدًا للصلاة اليوميّة؛ وقتًا «للخلوة»مع الله.
للتذكير
لكي تصلّي بفاعلية كابن لله، عليك أن تعرف امتيازات الصلاة ومواعيد الله لك وتحديات الصلاة وعقباتها كما هو معلن في الكتاب المقدّس. من المهم أن تصنع التوازن بين دراسة الكلمة والصلاة في حياتك الروحيّة.
إن الصلاة بدون دراسة الكلمة تقود المصلي إلى التعصب، ودراسة الكلمة بدون الصلاة تقود إلى البرود الروحي.
آيات للحفظ غيبًا
- إرميا ٣٢: ٢٧؛ ٣٣: ٣
- يوحنا ١٥: ٧
بركات إضافية
- متّى ٢١: ٢٢
- ١يوحنا ٥: ١٤-١٥
- فيلبي ٤: ٦-٧
- رومية ٨: ٣٢
أسئلة الدرس
- بحسب متّى ٦:٦ يجب أن تكون الصلاة علاقة ــــــــــ بينك وبين الله.
- بحسب متّى ٦: ٧ يجب أن نتجنّب ــــــــــــ أثناء الصلاة.
- بحسب رومية ٨: ٢٦-٢٧ فإن ـــــــــــــــ يعيننا عندما لا نعرف كيف نصلي لله.
- هل بدأت الصلاة من أجل غير المؤمنين من عائلتك وأصدقائك؟
- كم عدد الأصحاحات التي قرأتها في كلمة الله خلال الأسبوع الماضي؟ ــــــــــــ هل قمتَ بحفظ إرميا ٣٢: ٢٧ـــــ؛ ٣٣: ٣ــــــ؛ يوحنا ١٥: ٧ ـــــــ والبركات الإضافية: متّى ٢١: ٢٢ـــــــــــــ؛ فيلبي ٤: ٦-٧ـــــــــ؛ ١يوحنا ٤: ١٤-١٥ـــــــــــ؛ فيلبي ٤: ٦-٧ــــــــــــــ؛ رومية ٨: ٣٢؟ ــــــــــــــــــ