النمو في الشركة مع الله
ترجمة أشرف بشاي
لقد تعرّفت على شخص الرب يسوع المسيح وقبلته مخلِّصًا شخصيًا لك. أعطاك الرب يسوع الحياة الأبدية؛ حياته هو شخصيًا، فأصبح من الضروري أن تتعرّف أكثر، لا على عطاياه ولا حتى على وعوده، بل عليه هو شخصيًا.
نكون مثله
إذا قضى اثنان من الصبية الوقت معًا فلا بد أن تلاحظ أنهما قد صارا أكثر شبهًا أحدهما بالآخر. تراهما يتكلمان بطريقة متشابهة ويرتديان ملابس متشابهة. إنهما يتفقان معًا في الأشياء التي يتشاركانها. طبقًا لقصد الله ومشيئته فإن المؤمنين يتغيّرون ليصيروا «مشابهين صورة ابنه» (رومية ٨: ٢٩؛ ٢كورنثوس ٣: ١٨). إن واحدة من الطرق التي تمكّننا من تحقيق هذا الهدف هي أن نقضي وقتًا في الشركة مع الله كل يوم.
إن بعض الزوجات والأزواج يكتشفون بعد قرار الزواج المتسرّع أنهم لم يعرفوا أحدهم الآخر بما فيه الكفاية. قد يكتشف أحدهما أن شريك حياته لديه من الميول والعادات ما لم يكن يتوقعه. إن معرفة صديقك تتطلب وقتًا. وكلما أردت معرفة أعمق تعين عليك أن تقضي وقتًا أطول. بنفس الصورة فإن علاقتنا مع الله تحتاج وقتًا.
قلوب عطشى
«اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوح» (يوحنا ٣: ٦). أنت الآن صرتَ شريكًا للطبيعة الإلهية (٢بطرس ١: ٤). روحك ظمآنة إلى الله. هناك فراغ في حياتك لا يملأه إلا محبة المؤمنين، وهناك مكان آخر في قلبك لا يملأه إلا الشركة مع الله. كلما تقدّمت أكثر في طريق معرفتك بالمسيح كلما صار من الأسهل عليك أن تكلّم الآخرين عنه.
حقيقة مدهشة
«وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَه» (يوحنا ٤: ٢٣). يكاد المؤمن ألا يُصدّق أن الله، بكل عظمته، يسمح لخلائقه بالشركة معه، لكن هذه هي رغبته بالفعل لأن شركتنا معه تجلب السرور لقلبه المحب. يا لها من نعمة مدهشة!
لا ننسى!
هناك أساس واحد نقترب على أساسه من محضر الله؛ لقد حمل يسوع جزاء خطايانا على الصليب معطيًا لنا برَّه الكامل والحق أن نأتي باسمه قدّام الآب. يمكننا أن نأتي بجرأة (ليس في استخفاف بل بثقة) إلى عرش نعمته (العبرانيين ٤: ١٦).
لنعرفه
لقد تعلّمتَ سابقًا أن الروح القدس يسكن في قلوب كل المؤمنين بالمسيح. والآن يُقدِّم المسيح وعدًا لكل المؤمنين الطائعين، أنه سوف يُظهر (يكشف) ذاته للمؤمن، وأنه -مع الآب- سوف يأتي ويصنع منزلاً في قلب المؤمن (يوحنا ١٤: ٢١-٢٣). إن الله لا يرغب فقط في الشركة معك، بل أيضًا يريد أن يُظهِر ذاته ويكشفها لك. إن يشتاق أن تعرفه أكثر فأكثر.
العلاقة
عندما يتقدّم شاب لخطبة فتاة يقضيان وقتًا طويلاً وثمينًا معًا، فإذا حالت الظروف دون لقائهما لفترة فإنهما يشتاقان أحدهما إلى الآخر ويتوقان إلى اللقاء مُجدّدًا. فإذا ابتدأت الفتاة في تجاهل خطيبها أو في تجنّب اللقاء به، أو إذا انشغلت عنه بأمور أخرى، فلا محالة أن يدرك الخطيب بأن شيئًا ما قد حدث. ربما لم تعد خطيبته تبادله مشاعر الحب أو أنها تركته لأنها تعلّقت بشخص آخر.
عروس المسيح
يُعلّمنا الكتاب المقدس أن الكنيسة هي عروس المسيح (أفسس ٥: ٢٥-٢٧؛ رؤيا يوحنا ١٩: ٧؛ ٢١: ٩). لقد ارتبطنا بالمسيح ولذا فهو يريد أن يقضى معنا وقتًا. ما أسهل أن ننشغل عنه! إن المسيح يُوبِّخ الكنيسة التي في أفسس لأنها تركت محبتها الأولى (رؤيا يوحنا ٢: ٤) ليتنا ندرك كم يشتاق الرب إلى الشركة معنا!
الخلوة اليومية
إن التصميم على قضاء وقت في الخلوة اليومية هو خطوة في غاية الأهمية. الخلوة تساعدك أكثر من أي شيء آخر على النمو الروحي. إنها الطريق إلى الحياة الأفضل (يوحنا ١٠:١٠). لا يمكن للمؤمن تحمّل الحياة بغير خلوته اليومية مع الرب.
إن النيات الطيّبة جيدة لكنها ليست كافية في غالبية الأحوال، فإذا نويت أن تقضي وقتًا قصيرًا مع الله بعد الانتهاء من جميع أعمالك ففي الغالب لن تتمكن أبدًا من إيجاد الفرصة للخلوة اليومية.
حدِّد وقتًا
كن مُحدَّدا. في الغالب، الصباح الباكر هو أفضل وقت للخلوة اليومية. من الصعوبة بمكان أن تكون هذه القاعدة مناسبة للجميع، فالوظائف والمهام تختلف من شخص إلى آخر. قد يجد البعض أن أفضل وقت للخلوة اليومية هو الصباح الباكر قبل تناول الإفطار، وقد يرغب آخرون في تناول الإفطار قبل الخلوة. وهناك فريق ثالث يُفضّل الخلوة مع الله في منتصف اليوم أو في المساء. تُفضّل الأمهات عادة أن ينام رضيعها وأن تصرف أبناءها للمدرسة أولاً حتى تستمتع بخلوتها في الهدوء. كلما أمكن يُفضَّل أن نتقابل مع الله قبل مواجهة مشاكل اليوم واضطراباته.
فإذا كان من الممكن للإنسان أن يرتِّب وقتًا لتناول طعامه ثلاث مرات يوميًا لتسديد احتياجات الجسد، فلا شك أنه يمكن للمؤمن أن يرتّب فرصة واحدة للقاء الرب لتسديد احتياجاته الروحيّة.
كم من الوقت؟
ابدأ خلوتك مع الله بما لا يقل عن ١٥ دقيقة ثم حاول تمديد هذا الوقت بالتدريج. يمكنك أن تقضي وقتًا أطول حسب إرشاد الرب لك. اجعل الخلوة وقتًا معتادًا في برنامجك اليومي.
هل يُعد أمرًا عظيمًا لو أعطيت الرب ١/٩٦ من ٢٤ ساعة يوميًا؟ توقف الآن عن القراءة واتخذ قرارًا بموعد خلوتك اليومية. اقطع وعدًا على نفسك بهذا الموعد أمام الرب. تذكّر أن الرب هو عريسنا السماوي الذي سينتظر بلهفة هذا اللقاء بك. لا تُحبط توقعات الله!
حدِّد مكانًا
عادة ما يكون للمخطوبين مكانًا مُفضّلاً للقاء أحدهما الآخر على انفراد. هكذا بالمثل يمكنك أن تجد مكانًا للقاء من تحبه نفسك. ربما يُمثّل هذا الأمر تحديًا لدى بعض المؤمنين. بعضُهم يقضون وقت خلوتهم في مخزن، أو جراچ، أو بدروم المبنى، أو الفناء الخلفي للبيت. قرِّر من الآن أين ستقضي فرصتك اليومية مع الله.
حدِّد هدفًا
إن هدفك النهائي من الشركة مع الله هو أن تنمو روحيًا لتشابه المسيح أكثر فأكثر. أنت لا شك تشتاق إلى التعرّف على المسيح (كشخص) وأن تختبر قوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته (فيلبي ٣: ١٠)، بل إنك في الحقيقة تريده أن يحيا فيك حياته هو (غلاطية ٢: ٢٠).
إنك لست فقط تريد أن تعرفه هو، بل أيضًا تريد أن تعرف نفسك كما يعرفك هو، إذ ترى نفسَك بعينيه. يجب أن يتحول وقت خلوتك اليومية إلى وقت لفحص النفس، والاعتراف بالخطية والاغتسال منها.
أنت تريد أن تتعرّف على مقاصده وأفكاره ورغباته، ترغب في أن تُظهر اعتمادك عليه إذ تطرح أمامه كل احتياجاتك إلى حكمته وقيادته، بل تكشف عوزك المادي. بهذا يمكنك الحصول على القوة اللازمة لمواجهة مشكلاتك وتجاربك اليومية (إشعياء ٤٠: ٢٩-٣١).
الطريقة
يجب أن يحتوي وقت خلوتك على ثلاثة عناصر: الكلمة، والتأمل، والصلاة. قد تتشابك هذه العناصر الثلاثة أو تتداخل، لا تنشغل بالتفاصيل الكثيرة. في نفس الوقت لا تستمر في الدوران وإضاعة الوقت. إن الطريقة التي سنُقدّمها لك هنا تهدف إلى مساعدتك على استخدام الكتاب المقدس بفاعلية في الخلوة اليومية:
يرتدي كثير من الناس نظارات طبية عند الضرورة. يجب أن تكون صلاتك كتلك التي رفعها المرنّم لله: «اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَرَى عَجَائِبَ مِنْ شَرِيعَتِك» (مزمور ١١٩: ١٨). تحتاج أن تستخدم النظارات الروحية لكي ترى نفسك كما يراك الله. يحدث ذلك حينما يستخدم الروحُ القدس كلمةَ الله لكي يفتش في قلبك ويشير إلى خطاياك «لأنّ كلمة الله حيّةٌ وفعّالةٌ وأمضى من كُلّ سيفٍ ذي حدّين، وخارقةٌ إلى مفرق النّفس والرُّوح والمفاصل والمخاخ، ومُميّزةٌ أفكار القلب ونيّاته. وليست خليقةٌ غير ظاهرةٍ قُدّامهُ، بل كُلُّ شيءٍ عُريانٌ ومكشُوفٌ لعيني ذلك الّذي معهُ أمرُنا» (العبرانيين ٤: ١٢-١٣). يُوصف الكتاب المقدس أيضًا بالنظارات (أو المرآة) حيث يمكنك أن ترى فيه نفسك (يعقوب ١: ٢٣-٢٤). لا شك أنك ترغب في معرفة كيف يراك الله، ولا بد أنك تريد أن يستخدم الروح القدس كلمة الله لكي يكشف لك هويّة المسيح. وعبر أسفار الكتاب المقدس من التكوين إلى الرؤيا، يمكنك أن تتقابل مع المسيح في المواعيد والإعلانات الكتابية.
أنت الآن لا تستخدم الكتاب المقدس من أجل المعلومات، بل باعتباره وسيلة الله التي يستخدمها للتواصل معك. قد تحمل إليك إحدى آيات الكتاب معنى مغاير تمامًا لمعناها الحقيقي طبقًا لمعرفتك السابقة لله أو حسب نشأتك وضميرك الروحي. لا تتعجّل الأمر: اقرأ الجزء أو الفصل الكتابي ببطء، ثم اسأل نفسك هذه الأسئلة:
ما (Specs) :
- الخطية (Sin) التي يجب عليّ الإقلاع عنها؟
- الوعد الإلهي (Promise) الذي يمكنني أن أتمسّك به؟
- النموذج أو القدوة (Example) التي أقرأ عنها هنا لكي أتبعها؟
- الأمر الإلهي (Command) الذي يتعيّن عليّ طاعته؟
- حجر العثرة أو الخطأ (Stumbling block) الذي ينبغي أن أتجنّبه؟
ما الجديد الذي عرفتُه اليوم عن الله؟
يمكنك تطبيق النموذج السابق (Specs) على رسالة كولوسي الفصل ٣ مثلًا لكي تعرف كيف تستخدمه. بالطبع هناك الكثير من الأفكار الكتابية التي يمكن استخلاصها من هذا الفصل الكتابي، لكن الهدف الآن هو مساعدتك على تطبيق هذا النموذج. يمكن لهذه الطريقة أن تكون فعّالة للغاية حالة تطبيقها مع سفر الأمثال والرسائل البولسية. بعد تطبيق هذا النموذج على كولوسي ٣ انطلق أكثر وطبّقه على الأسفار القصيرة في العهد الجديد.
اقتراحات أخرى
اكتب ملاحظات قصيرة بقدر الإمكان. تذكّر أن شخصًا آخر لن يستخدم هذه الملاحظات. لا تجيب هذه الأسئلة بالترتيب فليس هذا هو المهم. ربما لا تجد في بعض الأجزاء الكتابية القدوة أو النموذج لكنك تجد الكثير من الوعود التي تسند إيمانك .. وهكذا.
عندما يشير الروح القدس إلى خطية ما في حياتك، توقّف في الحال واعترف بها أمام الرب. لا تراوغ؛ ادعُ الخطية بنفس المُسمّى الذي تستخدمه كلمةُ الله: نميمة، شهوة شريرة، ضغينة، كذب. ثم اطلب من الله تحقيق وعده الوارد في ١يوحنا ١: ٩.
عندما تقرأ وعدًا يقطعه الرب على نفسه، توقّف واشكر الله لأجل هذا الوعد، وطالبه بتحقيقه.
فإذا صادفت في قراءتك أمرًا أو وصية إلهية، توقّف وعبّر في صلاتك عن تسليمك لله ولطاعة أمره.
انتبه إلى الأجزاء الكتابية التي تكشف لك عن شخصية المسيح وصفاته. هذا الفصل الكتابي يكشف لك عن غفران المسيح (آية ١٥).
التطبيق الشخصي
والآن وقد كشف لك الروح القدس عن بعض الأشياء الجديدة بخصوص مشيئة الله لحياتك، فماذا تنوي أن تفعل؟ لقد ألقى الله بعض النور في طريقك الذي كان حالكًا، وكشف لك عن أمور جوهرية جدًا، لذا فالطاعة لله في غاية الأهمية. فرحك وسعادتك يتحقّقان الآن بالطاعة (يوحنا ١٣: ١٧) أما العصيان أو التجاهل فهو خطية (يعقوب ٤: ١٧). كن أمينًا مع نفسك أمام الله. هب أن الروح القدس قد لمّع أمام عينيك ما ورد في كولوسي ٣: ١٣ فاكتشفت أنك تحتفظ لأحدهم بخطيته رافضًا أن تغفر له، اعترف بهذه الخطية أمام الله. أسرع بإعلان الغفران لصديقك واطلب الغفران عن خطية عدم الغفران التي عاشت فيك طويلاً.
بالمثل، في آية ٢٠ نلتقي مع وصية وجوب طاعة الوالديْن وإكرامهما. قل لهما (أو اكتب لهما) أنك تخضع لهما وتكرمهما.
آية ٩ تنهانا عن الكذب. صلّ إلى الله حتى يساعدك في السيطرة على لسانك هذا الأسبوع ... الخ.
اكتب ما تتأمل فيه، كن أمينًا وواضحًا مع نفسك «اهتمّ بهذا. كُن فيه، لكي يكُون تقدُّمُك ظاهرًا في كُلّ شيء» (١تيموثاوس ٤: ١٥). إن التأمل بمثابة «الهضم الروحي» لكلمة الله. طبِّق هذه الأمور في حياتك واجعلها جزءًا من برنامجك اليومي.
الحياة العميقة
كمؤمن بالمسيح، لا يوجد شيء أكثر أهمية من بناء علاقة عميقة وحياة قوية مع سيدك. إن ذلك هو أساس حياتك الروحية. لذا، خبئ كلام الله في قلبك، فقضاء الوقت المنفرد بالله هو سر انتصارك عندما تقابلك التجارب والآلام والأحزان والمشكلات. هذا الأمر مهم للغاية.
المقاطع المتوازية
بعد أن تألف كتابك المقدس يمكن لآية كتابية أن تذكرك بآيات أخرى، أو تشرح لك شيئًا غامضًا مرَّ بك، أو تضيف جديدًا إلى معرفتك. يمكنك أن تكتب ملاحظاتك في هامش كتابك المقدس الشخصي حتى لا تنسى. هذه الممارسة جيدة وتستطيع اتباعها طوال دراستك الشخصية المعتادة. ليكن كتابك المقدس هو أهم كتب التفاسير لديك، لكن انتبه لئلا تبالغ في انشغالك بكتابة ملاحظاتك خلال وقت الخلوة اليومية.
التسبيح
اقضِ بعض الوقت في التسبيح ورفع الشكر لله. تأمل في صلاحه ومحبته ورحمته. لقد أنعم الله عليك. يُعلّم الكتاب المقدس أن من يُقدّم الحمد لله فهو يُمجّد اسمه تعالى. خذ وقتك في قراءة سفر المزامير والتأمل فيه. إن المزامير هي قلب عبادة المؤمنين بالله.
الطلب والشفاعة
بعد أن يتطهّر قلبك بكلمة الله كما تُعلّمنا رسالة أفسس ٥: ٢٦ يمكنك أن تعرض احتياجاتك واحتياجات الآخرين متضرعًا أمام الله. ربما تحتاج إلى هداية الله وإرشاده لك، أو إلى القوة والحكمة، أو إلى الملابس والطعام. لقد وعد الله بتسديد كل احتياجات شعبه. حينما تمارس الـ (Specs) ابدأ بكتابة الأشياء التي وضعها الرب في قلبك حتى تصلي من أجلها. يمكنك أن تصلي لأجل قائمة بأسماء أصدقائك وأحبائك الذين لم يحصلوا بعد على الولادة الجديدة من الله (الدرس الرابع). في الدرس المقبل سأعطيك بعض الاقتراحات باستخدام قوائم الأسماء من أجل الصلاة الفعالة والمحدّدة.
الصلاة التي لا تُرد!
عندما اصطحب الأب ابنه للتنزه قال الأب: «هل تمانع يا صغيري أن أشترى لك آيس كريم؟» ثم قال له: «ما رأيك لو اشترينا بعض الورود لماما قبل أن نصل إلى البيت؟» يجيب الابن: «نعم يا أبي: أريد آيس كريم، ويا لها من فكرة رائعة أن نشتري الورود لأمي». قد لا يقضي الولد الصغير وقتًا طويلاً في التفكير في هذين الاقتراحين، فالأب هو الذي بادر بالاقتراح. بالتأكيد يملك الأب من النقود ما يكفي لشراء هذه الأشياء لابنه ولزوجته. لكن ليست هذه هي الطريقة التي يستخدمها الله مع المؤمنين.
الله يعمل من خلال الصلاة، والصلاة تغيّر الأمور
في العلاقة مع الله، هناك مستوى تصبح عنده صلواتنا مضمونة الاستجابة. هذا المستوى لا يتمتع به المؤمن الكسول الذي لا يرغب في تعلّم قضاء الوقت مع الله.
الصلاة الحقيقيّة
تبدأ الصلاة الحقيقيّة في السماء؛ في قلب الله وذهنه. من خلال روح الله العامل في كلمته (الكتاب المقدس) يمكنك أن تعرف مقاصد الله ورغباته لك. فإذا عرفتَ هذه المقاصد وطلبتها من الله، فإن الروح القدس يحملها عائدًا بها لله بشفاعة الابن المبارك، عندها يستجيب الله لتضرعاتك. هذا هو ما يقصده الكتاب المقدس عندما يعلّمنا عن «الصلاة في الروح» (أفسس ٦: ١٨؛ يهوذا ٢٠). هذا هو السبب الذي يجعلنا نشعر بقوة الصلاة التي يمارسها بعض المؤمنين، فصلواتهم تم اقتراحها بواسطة الروح القدس في الكلمة المقدسة.
كمثال على ذلك، صلى إيليا النبي أن لا تُمطر السماء فلم تمطر لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، وظل الحال هكذا حتى صلى النبي ثانية فأمطرت. لقد كان الجفاف ثم المطر إرادة الله، كلٍ في وقته. لقد كان إيليا بصلواته شريكًا لله في تحقيق إرادته على الأرض.
إن الصلاة الحقيقية لا تعني «الحصول» من الله على شيء، بل بالأحرى أن ندع الله يعمل إرادته هو، من خلال صلواتك التي يقودها الروح القدس لأجل نفسك ولأجل الآخرين.
لقد اختبر مؤمنون كثيرون هذا الحق دون أن يقرأوا عنه، حدث ذلك حينما صلّى هؤلاء المؤمنون لأجل أفراد عائلاتهم وأصدقائهم والمرسلين الذين أرسلتهم كنيستهم. لقد اكتشف هؤلاء المؤمنون لاحقًا أن الله، على نحو فوق طبيعي، استجاب صلواتهم وعمل لصالحهم، إذ أنقذ أحبائهم من تجارب مريرة أو مخاطر مهلكة أو اضطهاد مرعب. اختبر آخرون كيف خلّص الله نفوس أصدقائهم ونجّاهم من مكايد إبليس الشرير. إن الله يعمل من خلال صلواتنا. هذه هي الطريقة التي اختارها الله لتتميم إرادته في عالمنا. لقد اختارنا لنشاركه في مقاصده التي يريد تحقيقها. اختارنا نحن الذين يُمكننا أن نرفع الصلوات في الروح القدس. هل تريد أن تكون عاملاً مع الله وشريكًا له في إتمام مشيئته؟
ذات مرة كانت الطائرة متجهة إلى إحدى العواصم الكبرى، وكانت هذه العاصمة تواجه عاصفة شديدة، فأراد قائدها أن يحترص لسلامة المسافرين، فاتصل مسبقًا للحصول على المعلومات والتعليمات اللازمة للهبوط. رد برج المراقبة عليه مزوّدًا إياه بما طلب فاستكمل الرحلة وهبط بسلام. إن ضبط جهاز الاتصال لاستخدامه في الإرسال والاستقبال هو أهم ما يلزم قائد الطائرة للحصول على التعليمات المطلوبة. يتوقف الأمر كله على ضبط هذا الجهاز.
إن بعض المؤمنين لا يتجاوزون مستوى صلوات الطلب! لدى الله الكثير والكثير. هناك الشركة مع الله التي من خلالها يكشف الله لنا عن أفكاره ومقاصده وخططه، تمامًا كما قال الله عن صداقته بإبراهيم خليله: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُه» (تكوين ١٨: ١٧). اضبط «مؤشر» حياتك مع خطة الله واقضِ وقتًا معه، عندها يمكن لله أن يستخدمك لمجده ورفعته.
اقتراحات أخرى للخلوة اليومية
- الصلاة بصوت مسموع تحفظ التركيز فلا تتشتت، كما أنها ستجعلك تألف الصلاة أمام الآخرين.
- إذا تعذّر عليك التركيز قم بتغيير روتين الصلاة. لستَ أسيرًا لنظام فقرات الصلاة.
- توقّع بالإيمان حضور الله فقد وعد هو بذلك (يوحنا ١٤: ١٦؛ متّى ٢٨: ٢٠).
- إذا لم تستطع قضاء خلوتك في الوقت المُحدّد سلفًا، فلا تجعل هذا الأمر يعكر صفو يومك. يمكنك أن تتواصل مع الله في عملك أو في مدرستك. اطلب من الله أن يمنحك القوة لتمجيد اسمه خلال اليوم. إذا كان عدم الحصول على فرصة الصلاة بسبب تقصيرك الشخصي، اعترف لله بهذا الأمر وتُب عنه.
- تأكد أن برنامج خلوتك صحيح.
- لا تستخدم هذا الوقت في الإعداد لخدمة مدارس الأحد، أو في تجهيز الدراسات الكتابية، أو في كتابة العظات.
الشركة مع الله
«اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ» (مزمور ١١٩: ١٨)
- الجزء الكتابي: رسالة كولوسي الفصل ٣
- التاريخ -----------
- خطية سأتركها ----------
- وعد إلهي سأطالب به ----------
- قدوة سأتبعها ----------
- وصية سأطيعها -----------
- عثرة سأتجنّبها -----------
- تعليم جديد عن شخصية الله --------------
- تطبيق شخصي --------------
اليوم التالي:
«اكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ» (مزمور ١١٩: ١٨)
- الجزء الكتابي ---------------
- التاريخ -----------
- خطية سأتركها ----------
- وعد إلهي سأطالب به ----------
- قدوة سأتبعها ----------
- وصية سأطيعها -----------
- عثرة سأتجنّبها -----------
- تعليم جديد عن شخصية الله --------------
- تطبيق شخصي --------------
أمور تساعدك على التذكر
كلما قرأتَ الكلمة المقدسة وتأمَلت فيها فإن الروح القدس سيستخدمها لكي يكشف لك:
- كيف يراك الله (العبرانيين ٤: ١٢).
- من هو المسيح (فيلبي ٣: ١٠).
- لاحظ لوقا ٢٤: ٢٧.
تأمل
- ١تيموثاوس ٤: ١٥
- ما الذي نصلي من أجله (يهوذا ٢٠)؟
للحفظ غيبًا
العبرانيين ٤: ١٢
فيلبي ٣: ١٠
١تيموثاوس ٤: ١٥
بركات إضافية
٢كورنثوس ٣: ١٨
يهوذا ٢٠
لوقا ٢٤: ٢٧
أسئلة الدرس
- إن جزءًا من صلاتك اليومية يجب أن يكون بينك وبين الله (متّى ٦:٦)؟
صواب خطأ
- أين ذهب الرب يسوع ليصلي في متّى ٢٦: ٣٦؟ ------------------------
- كم من الوقت قضاه دانيآل في الصلاة لله (دانيآل ٦: ١٠)؟ --------------
- يعلّمنا الكتاب المقدس في يوحنا ٤: ٢٣ أن الله يطلب الساجدين الحقيقيين.
صواب خطأ
- يَعِد الله في إشعياء ٤٠: ٢٩-٣١ أن يُجدِّد ----------- لمن ينتظره.
- وعد الله يشوع بالنجاح إذا تأمّلَ يشوع في كلمة الله وحفِظها (يشوع ١: ٨)؟
صواب خطأ
- يَعِد الرب يسوع كل من يثبت في وصاياه بأنه سيكشف له عن ذاته (يوحنا ١٤: ٢١)، وفي آية ٢٢ سأله أحد التلاميذ كيف يمكن أن يتم ذلك، فأجاب الرب يسوع في يوحنا ١٦: ١٣-١٤ قائلاً إن ----------- متى جاء فإنه سيُعطي المجد للمسيح.
- يستخدم الروحُ القدس كلمةَ الله لكي يكشف للمؤمن ------------- (العبرانيين ٤: ١٢).
- كيف يحترم المؤمن الحق الذي يعلنه الروح القدس (مزمور ١١٩: ١٧)؟
- قم بتوصيل الآية بالشاهد المناسب: يقول الكتاب المقدس:
سلّم للرب طريقك أفسس ٦: ١٨
الصلاة الحقيقية تُقاد بالروح أمثال ١٥: ٨، ٢٩
الخطية تحجب الصلوات إرميا ٢٩: ١٣
صلاة البار تسر الله إشعياء ٥٩: ١-٢
اطلب الرب بكل قلبك مزمور ٣٧: ٤-٥
- أفرز الروح القدس برنابا وشاول للخدمة كاستجابة لصلاة الكنيسة و ------- (أعمال الرسل ١٣: ١-٤).
- يُعلّمنا الكتاب في تيموثاوس الأولى ٤: ١٥ أن التأمل في كلمة الله مضيعة للوقت.
صواب خطأ
- ما الأمور الأربعة التي يجب عليك أن تُقرِّرها بخصوص خلوتك اليومية؟
- هل قُمتَ باتباع نموذج Specs أعلاه؟ -----------
- كم عدد الأيام التي واظبتَ فيها على خلوتك اليومية خلال الأسبوع الماضي؟ ------ وكم عدد الفصول الكتابية التي قرأتها؟ -----------
هل قُمتَ بحفظ العبرانيين ٤: ١٢ -------- فيلبي ٣: ١٠ --------- ١تيموثاوس ٤: ١٥ ------------ بركات إضافية: ٢كورنثوس ٣: ١٨ ----------- يهوذا ٢٠ ---------- لوقا ٢٤: ٢٧ ----------؟