السعي بلا عثرة
ترجمة أشرف بشاي
التجربة
هب أن الوالد طلب من ابنه الذي يُدعى «روحي» أن يذهب إلى المتجر لشراء وعاء من الألوان بقيمة خمسة جنيهات. أعطى الأب ولده ورقة نقدية من فئة الخمسين جنيهًا وأوصاه أن يحتفظ لنفسه بخمسة جنيهات أُخر ثم يرد له ما يتبقّى. قال الأب لابنه أنه يمكنه أن ينفق خمسة جنيهات كيفما يشاء فيما عدا شراء الطعام لأنه يجب أن يتناول الطعام مع أسرته. وطلب الأب من المدرس أن يتابع ذلك الأمر مع ابنه.
لم يكن صاحب المتجر أمينًا بما يكفي فكل ما يريده هذا الرجل هو سحب أموال الناس من جيوبهم. يحاول الرجل دائمًا أن يُقنع الناس أنه لطيف جدًا معهم، فيمكنه بذلك أن يبيع لهم أكثر فأكثر.
«وبالمصادفة» كان هناك عرضًا خاصًا على الألوان، فاقترح صاحب المتجر أن يبيع لروحي ثلاثة أوعية من الألوان مقابل عشرة دولارات فقط. قال الرجل لروحي إن الأب سيفرح جدًا بابنه الذي حصل على هذا العرض المغري. اشترى روحي وعاءً واحدًا لأن المدرس ذكّره بأمر والده الذي يقضي بشراء وعاء واحدًا فقط لا غير.
لكن صاحب المتجر ما يزال يرغب في الحصول على مزيد من الجنيهات من روحي، فاقترح على الصبي أن يشتري بعض الحلوى. كان روحي جائعًا حقًا، ولكنه لا يمتلك الخمسة جنيهات الخاصة به. ذكّره المدرس أيضًا أن أباه أوصاه ألا يأكل شيئًا خارج البيت، فألقى نظرة على ما في المتجر من لعب أطفال. كان هناك لعب أطفال كثيرة جميلة، فبعد أخذ نصيحة المعلم اختار واحدة جميلة واستعد للعودة إلى المنزل.
لم يستسلم صاحب المتجر بعد فاستدعى ابنه لكي يُقنع روحي بأن ينفق مزيدًا من المال. قال ابن صاحب المتجر لروحي: «هل ألقيت نظرة على كرات القدم التي وردت حديثًا إلينا؟ لماذا لا تشتري واحدة لنفسك فإن أباك غني وسيكون سعيدًا بذلك». فكر روحي أن شراء كرة سيكون مفيدًا له ليلعب بها طوال الصيف. لاحظ صاحب المتجر أن روحي مهتم بالأمر فاشترك في محاولة إقناع الصبي، فازداد خوف الصبي وشكر الله لأن أباه أرسل المعلم معه. اقترب الصبي من صاحب المتجر وقال له: «لا. أبي أمرني أن أرد إليه ما يتبقّى من مال». تراجع صاحب المتجر قليلًا واعتذر للصبي ولم يحاول مجددًا إقناع الصبي بشراء شيء آخر، إذ لم يُرد أن يُغضب الصبي.
وبينما كان الصبي يرحل عائدًا إلى البيت توقّف فقط ليلقي نظرة على قسم الحلويات. شعر بأن معدته خاوية وأنه يكاد يشترى شيئًا ليأكله، فاستدار ليسأل معلمه عما يجب أن يفعل، لكنه كان بجوار باب المتجر المفتوح، فحمل وعاء الألوان وأسرع بالخروج. في طريق العودة وجد الصبي شجرة تفاح محمّلة بالتفاح الأحمر الجميل فأراد أن يأخذ واحدة منها، لكن كلمة من المعلّم ذكّرته بوصية أبيه.
وبمجرد الوصول إلى المنزل، سلّم الصبي وعاء الألوان وبقية النقود لوالده، وبسبب سرعة طاعته وخبرته الروحية في مقاومة التجربة كان أباه فخورًا جدًا به وأعطاه مكافأة جيدة.
يُصدم مسيحيون كثيرون بأنهم ما زالوا يُجرّبون رغم مرور سنين كثيرة على نوالهم الخلاص، لكن الكتاب المقدس يُخبرنا بأنه حتى القادة الروحيين يجب أن يكونوا أكثر حرصًا حتى لا يُجرّبوا فيسقطوا في الخطية (غلاطية ٦: ١؛ ١كورنثوس ١٠: ١٢). الشيء الحكيم الذي يتعيّن أن نفعله نحن المؤمنين هو توقّع التجارب.
لقد جُن جنون الشيطان حينما صرتَ مسيحيًا، وهو الآن يضاعف جهوده لإسقاطك في الخطية حتى يظهر خجلك وخزيك أمام العالم فينمحي تأثير خدمتك للمسيح. في قصتنا، يُمثل صاحب المتجر شخصية الشيطان فهو يحاول أن يخدع الناس ويظهر لهم في شكل «شبه ملاك نور» (٢كورنثوس ١١: ١٤).
إن التجربة لازمة لخلق مؤمنين أقوياء تمامًا كما أن التمارين الرياضية تصنع الأبطال. إنها غير مُضرّة ما لم تخضع أنت لإغوائها، وفي الحقيقة فالتجربة ستجعلك تنمو وتتقوى روحيًا فتنجح في مقاومة التجارب الأكثر صعوبة في المستقبل.
كيف يُجرّبنا الشيطان؟
«كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِه» (يعقوب ١: ١٤). الشيطان يُجرّبنا محاولًا أن يُسقطنا في الخطية من خلال إغرائك بأشياء أنت تحبها بالفعل. هل تذكر ما قلناه عن الخنزير والحمل في الدرس الثالث؟ ما زال للمؤمن نفس الطبيعة العتيقة، جنبًا إلى جنب مع الطبيعة الجديدة، لذا فإن إحدى طرق الشيطان هو استخدام هذه العادات والرغبات القديمة. ربما يُرسل لك الشيطان أحد الأصدقاء القدامى ويستخدمه ليجرّبك. يحذّرنا الكتاب: «لاَ تَدْخُلْ فِي سَبِيلِ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَسِرْ فِي طَرِيقِ الأَثَمَة» (أمثال ٤: ١٤). لذا ابقَ بعيدًا عن الأشخاص والأماكن التي من الممكن أن يستخدمها الشيطان ليُجرّبك «وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَات [الرغبات]» (رومية ١٣: ١٤).
الرغبات الطيّبة
قد يستخدم الشيطان أيضًا رغباتك الحميدة لكي يقودك للسقوط في الخطية. حاول صاحب المتجر أن يُغري الصبي بالعصيان من خلال شراء ثلاثة أوعية من الألوان، بدلًا من وعاء واحد، مدعيًا أن ذلك يسر أباه. كذلك حاول الرجل أن يستخدم رغبة عادية للحصول على الطعام لكي يُجرّب الصبي.
في كثير من الأحيان تأتي التجربة من خلال الرغبات الطيبة التي تختلط برغبات شريرة تمامًا كسرقة تفاحة وأكلها. إن الرغبات الطيبة قد يُساء استخدامها أو قد يحدث لنا انغماس زائد فيها. اعمل قائمة لاستخدامك الشخصي بالرغبات الطيبة والرغبات السيئة التي يمكن أن يستخدمها الشيطان ليجرّبك.
كيف نواجه التجربة؟
لقد قام المعلم بتذكير روحي بكلمات أبيه. يصنع الروح القدس نفس الأمر معك باستخدام كلمة الله. هذه هي الطريقة عينها التي استخدمها الرب يسوع في مواجهة التجربة «مكتوب» (متى ٤:٤). إن الكلمة المكتوبة هي سيف الروح (أفسس ٦: ١٧). هذا الأمر هو أحد الأسباب القوية التي تدفعنا لكي نخبئ كلمة الله في قلوبنا (مزمور ١١٩: ١١). فإذا كانت الكلمة حاضرة باستمرار في قلبك، يمكن للروح القدس أن يستخدمها لينصرك على الخطية. عندما يُجرّبك الشيطان لا تجادله، بل فقط اقتبس له من المكتوب.
قاوم العدو
تمامًا كما فعل الصبي وأخذ خطوة للأمام قائلًا «لا» لصاحب المتجر حينما عرض عليه فكرة شراء الكرة، يجب عليك أنت أيضًا أن تتعلّم قول كلمة «لا»: «فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُم» (يعقوب ٤: ٧).
رمّم الثغرات
في أوقات أخرى يكون من الحكمة أن تهرب، تمامًا كما فعل الصبي في القصة السابقة. تعلّم كيف تهرب كما هو مكتوب (١كورنثوس ١٠: ١٣؛ ١تيموثاوس ٦: ١١).
التدريب الخاص
يُقدّم المعلّم تدريبًا خاصًا لتلاميذه، وهو يعرف جيدًا الامتحانات التي استعد الطلاب لها جيدًا. والروح القدس يقود المؤمن حتى يمكنه تحقيق النصرة على التجارب. ويؤكّد الروح القدس لك على أربعة أمور أساسيّة:
- لن تواجه امتحانًا غير معتاد.
- الله أمين وهو يحفظ وعوده لك.
- التجربة لن تكون أكبر مما تستطيع احتمالها.
- إذا كانت التجربة فوق ما يمكنك تحمّله، فالله سيجعل لك مع التجربة المنفذ (١كورنثوس ١٠: ١٣). هذه الآية مُهمّة كونها تعِد بالانتصار على التجربة. اهدأ واسترح.
لمجد المسيح وحمده وتسبيحه
كم كان الأب سعيدًا لأن ابنه روحي لم يسقط في الخطية! لقد شرّف الابن اسمَ العائلة. يقول الكتاب إن امتحان الإيمان أثمن من الذهب، وهي تجلب التسبيح والحمد والتمجيد لاسم المسيح (١بطرس ١: ٦-٧).
الإكليل
كما كافأ الأب ابنه، كذلك يكافئ الله المؤمن المطيع «طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَه» (يعقوب ١: ١٢). هذه الآية لا تتعلّق بنوال الخلاص بل بالحصول على مكافأة الطاعة (قارن أفسس ٢: ٨-٩). الله يكافئنا.
لتنشيط ذاكرتك
- طريقة الشيطان - أمانة الله - مكافأة الانتصار
- رغباتك - تحقيق الانتصار أو منفذ للهروب - المكافآت
- يعقوب ١: ١٤ - ١كورنثوس ١٠: ١٣- يعقوب ١: ١٢
إن سر القدرة على التذكُّر هو التكرار. استرجع هذه الآيات الكتابية كل يوم حتى تثبت في قلبك. يمكنك كذلك أن تنشّط ذاكرتك بقراءة آيات جديدة مع استرجاع الآيات القديمة. راجِع، راجِع ، راجِع.
آيات للحفظ غيبًا
- يعقوب ١: ١٤
- ١كورنثوس ١٠: ١٣
- يعقوب ١: ١٢
بركات إضافية
- رومية ١٣: ١٤
- ١بطرس ٤: ١٢
- عبرانيين ٢: ١٨
أسئلة الدرس
- هل قمت بكتابة قائمة بالرغبات الصالحة والرغبات الشريرة التي قد يستخدمها الشيطان لتجربتك وإسقاطك في الخطية؟ ـــــــــــــــــ
- هل قرأت تكوين ٣؛ أيوب ١: ٧- ٢: ١٠؛ متّى ٤: ١- ١٧؛ يعقوب ١: ١- ١٦؟ ـــــــــــــــ
- هل لديك خطة لحفظ واستظهار الآيات الكتابية (وقت محدّد - مكان محدّد – طريقة)؟ هل حفظت يعقوب ١: ١٤ ــــــــــ ويعقوب ١: ١٢ ـــــــــــــ؟
بركات إضافية
- رومية ١٣: ١٤ ١بطرس ٤: ١٢
- عبرانيين ٢: ١٨ أفسس ٦: ١٠-١١
- ٢كورنثوس ٦: ١٧، ١٨