ترجمة أشرف بشاي
الاغتسال والتطهير
الخطية
يمكن أن نُعرّف الخطية بأنها «تمرد ضد الله وضد مشيئته». الخطية معناها أن يوافق الإنسان على اقتراحات الشيطان وأن يرفض وصايا الله وكلامه. حينما يصبح المؤمن متراخيًا فلا يهتم بتحذيرات الروح القدس له، عندئذ يسقط في التجربة والخطية.
ما العمل الآن؟ هل يهلك المؤمن بسبب خطيته؟ هل يتناسى المؤمن فشله؟ ماذا يفعل؟
إن أجرة الخطية موت. لقد كان المؤمن يومًا ما بعيدًا عن الله وواقعًا تحت دينونته (يوحنا ٣: ١٨؛ رومية ٦: ٢٣)، لكن «اَلْمَسِيح افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا» (غلاطية ٣: ١٣). لقد دفع المسيح ثمن خطاياك الماضية كلها، بل وخطايا الحاضر والمستقبل أيضًا، وصرت تمتلك الوعد المبارك: «وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَة» (يوحنا ٥: ٢٤)، ومع ذلك فهذه الخطايا لا يمكن أن يتم تجاهلها.
حينما يحصل الابن على غرامة مرور بسبب السرعة الزائدة ثم يدفع أبوه عنه الغرامة المالية، يصبح القانون فوق الجميع. لا يمكن للقاضي أن يحكم على الابن مرة ثانية بسبب نفس المخالفة المرورية، لكن انتهاء الأمر أمام القانون لا يعني أن الأمر لن يتم نقاشه بين الأب وابنه في المنزل. لقد صار الأمر موضوعًا للمناقشة داخل العائلة. لقد انقطعت الشركة وتكدّرت العلاقة. ما الذي يتعين على الابن أن يفعله لضمان غفران أبيه له؟
الشركة ومعناها
إن كلمة الشركة لها أصل يوناني. إنها تعني ما هو أكثر من الصداقة أو التعاون. إنها تعني الانضمام، والمشاركة، والتشارك في شيء واحد. هذا الشيء الواحد قد يكون العمل، أو الفرح أو الحزن أو الألم، أو أي شيء آخر.
إن الفقرة الكتابية المفتاحية لهذا المفهوم موجودة في ١يوحنا ١: ٥-٢:٢. اقرأ هذا الجزء قبل أن تستكمل الدرس.
الأب وابنه
أخذ الأب ابنه ليتمشيا معًا، وكان كل منهما مستمتعًا مع الآخر. رأيا الطيور والورود واستمتعا بظلال الأشجار. وفي سبيل رؤية كل الجمال وتأمُل كل الكائنات صارت ثياب الابن متسخة تمامًا. في بعض الأماكن كان الابن مهددًا بالسقوط بسبب الأرض المبتلة. جلس الابن أولًا وصار يمشي ببطء وحذر شديديْن. صحيح أن منظر الابن صار متسخًا جدًا لكن الأب ما زال ممسكًا بيمينه. لا ينشغل بال الأب كثيرًا بهذا الأمر لكونه عالمًا أن الابن يتصرّف في حدود معرفته. لكن هناك بعض الأشياء التي قد تُسبّب مشكلة.
قال الأب لابنه أن يمكث بعيدًا عن الطين لكن الابن ظن أنه قد يكون من الممتع أن يلعب في الطين. لعل الابن قد سبق فرأي أطفالًا آخرين يلعبون بهذه الطريقة، فإذا رفض الابن طاعة وصية أبيه فلا شك أن الشركة بينهما ستنكسر. ولا يمكن لأيٍّ منهما أن يكون مستمتعًا بهذا الوضع.
الاعتراف مفتاح الغفران
لكلمة الاعتراف في اليونانية معنى مهم. إن معناها «الموافقة على التعريف» أو «أن يقول المرء إن هذا الشيء كذلك». إن فهم هذا التعريف أمر مهم جدًا لحياة الشركة المسيحيّة.
وتعود الشركة فورًا حينما يقول الابن: «لقد أخطأت إذ لعبتُ بالطين». أما إذا قال الابن: «إنني لم أفعل شيئًا خاطئًا؛ فكل الأطفال يلعبون في الطين» فإنه بهذا القول يجعل أباه كاذبًا (١يوحنا ١: ١٠).
في حالة قول ذلك، يصبح لزامًا على الأب أن يؤدب ابنه حتى يعرف حجم الخطأ ويدركه، ففي المرة المقبلة حينما تكون الدنيا مطيرة والطين يملأ الطرقان يحفظ الصبي نفسه من الوسخ.
الله نور
يخبرنا الكتاب في ١يوحنا ١: ٥ أن «الله نور» بطبيعته. إن الله قدوس وطاهر وبلا خطية. وتقول الآية السابعة من نفس الأصحاح: «وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّة».
الاغتسال
من يحيا بطاعةٍ في النور، يمتلك ويكون له شركة مع الله تمامًا كما في قصة الآب وابنه السابقة. بينما يفعل المؤمن ذلك فإن دم يسوع المسيح يغسل ويطهر (الفعل اليوناني يرد في صيغة المضارع المستمر) من خطايا الغفلة والجهل وعدم الوعي، وهي طائفة الخطايا التي يفعلها المؤمن بسبب عدم النضوج في الحياة الروحية. هذه هي الحال التي تضمن وجود شركة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ.
الاعتراف – الاتفاق مع الآخر
إذا أشار الروح القدس، من خلال الضمير أو صديق، أو بأي طريقة أخرى، إلى شيء ما اقترفته فقال: «هذه خطية». فيجب عليك أن تعترف وأن تتفق مع هذا الصوت، وأن تسمّي هذا الأمر بذات الاسم الذي يدعوه الله به، عازمًا على ترك هذه الخطية وألا تعود إليها مجدَّدًا.
فإذا كان هذا هو تصرفك الفوري، فإن شركتك مع الله تنقطع فقط خلال ارتكاب الخطية، لأن الله لا يمكن أن يظل شريكًا لك أثناء ممارستها.
إن الله «أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم» (١يوحنا ١: ٩). لقد دفع المسيح جزاء خطاياك بالفعل، لكن قصد الله هنا هو أن يطهّرك من نجاسة الخطية لكي يجعلك على صورة المسيح، لكي يُدرِّبك لا لكي يعاقبك. أما إن رفضتَ أن توافق الله على تعريفه للخطية بأن تدعوها باسمها، لذا فالله سوف يقوم بتأديبك وتلمذتك.
إن الاعتراف يتم بخصوص الخطايا المعروفة لا المجهولة. لقد صرتَ تميّز الخطية. فلأنك كبرتَ روحيًا، فقد صرتَ ترى أشياء كثيرة كخطايا في حياتك حتى لو لم تكن قادرًا على رؤيتها كذلك بالأمس.
التأديب والضرب
اقرأ عبرانيين ١٢: ٥- ١٢
التأديب يعني التلمذة أو التقويم أو التوبيخ. تُستخدم هذه الكلمة بالأساس في مجال تربية الأبناء. إن الأمر المهم في التأديب هو التدريب وليس العقاب.
الأهداف الإلهية الثلاثة للتأديب
- بالتأديب الإلهي، يعرف المؤمن خطاياه فيعود للشركة مع الله، فيصير مقدّسًا وبلا لوم (أفسس ٥: ٢٧).
- يكشف الله عن أبوته فيحذّرك، لأنه يتعامل معك كابن (عبرانيين ١٢: ٥-٨).
- لكي يكافئك: فالخطية تحرمك من المكافآت (وإن كانت لا تحرمك من الخلاص الأبدي ١٢يوحنا ١: ٨).
طرق التأديب
يعرف الأب البشري بالخبرة أنه لا يمكن أن يستخدم طريقة واحدة في تأديب سائر أبنائه. ربما يصحح أحد الأبناء طريقه بمجرد أن يتحدث معه أبوه، بينما قد يحتاج ابن آخر إلى التأديب الشديد، وربما يتطلب الأمر حرمان الابن الثالث من بعض الامتيازات. وكلما كبر الابن كلما كان ذلك أدعى لاختلاف طرق التربية.
إن الله كلي الحكمة وهو يستخدم الطريقة المثلى التي تناسب كل ابن من أبنائه. ربما حرمك الله من بعض الامتيازات أو سلبك شيئًا مفضلًا لديك. قد يسمح الله بالمرض، وقد يجمع بيم طريقتين من الطرق السابقة. يجب ألا ننظر إلى كل الأمراض باعتبارها تأديب إلهي، بل علينا أن نمتحن الأمر بشكل شخصي (مزمور ١٣٩: ٢٣). لا يمكن أن يقال كل شيء لجميع الأبناء، بل يجب على الابن أن يختبر الأمر بنفسه.
الزرع والحصاد
اقرأ غلاطية ٦: ٧-٩
يعمل الله غالبًا طبقًا للقانون الطبيعي، لذا يحصد الإنسان غير المُخلَّص دينونة الله في حياته الحاضرة والآتية. يسمح الله غالبًا للمؤمن بأن يحصد نتيجة خطاياه ربما أسرع من حصاد الخاطئ لنتيجة آثامه. قد يستخدم الله العتاب أو الألم أو أي شيء آخر من أجل تأديب المؤمن واسترداده.
الازدراء
«يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ» (عبرانيين ١٢: ٥). هناك دلائل كتابية أن المؤمن قد يحتقر تأديب الرب أو يكرهه أو يتمرّد ضده (أمثال ١٥: ١٠؛ ١كورنثوس ٥:٥، ١١: ٣٠؛ يعقوب ٥: ١٩-٢٠؛ ١يوحنا ٥: ١٦). هذا الأمر واقعي تمامًا. أحيانًا يسيء المؤمن التصرف علانية حتى يبدو أنه لا فائدة من الإصلاح، بل ويجلب العتاب على عائلة الله.
لقد صُنع المؤمن ليتناسب مع السماء بواسطة دم المسيح وبره، لكنه -بسبب بعض سلوكياته- قد لا يكون متوافقًا مع مهمة تمثيل إلهه وعائلة إلهه في هذا العالم.
ليس كل موت مبكّر نتيجة حتمية للخطية، من جهة ثانية حاذر من أن تحتقر تأديب الرب في حياتك الخاصة.
«وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَك» (عبرانيين ١٢: ٥). لا تكن كالطفل الذي يبكي باستمرار لأنه لا يعترف بخطئه وقت التأديب. لا فائدة تُرجى من هذه التصرفات الصبيانية!
نتائج طيبة للتأديب
للتأديب نتائج رائعة: «فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ» (عبرانيين ١٢: ١١). إنه يقودك للتوبة فتحصل بعدها على الغفران والتطهير (١يوحنا ١: ٩). بهذه الطريقة «نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِه» (عبرانيين ١٢: ١٠).
كيف يمكنك تجنب التأديب؟
يقول الكتاب: «لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا، وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَم» (١كورنثوس ١١: ٣١-٣٢).
إن الأب هنا ينتظر أن يدين الابن نفسه فيعترف بخطيته، فإذا لم يقم الابن بذلك من تلقاء ذاته، توجّب على الأب أن يحاسبه بنفسه. الله يؤدب ولكنه يحب ابنه في آن.
الله يعلن محبته لنا من خلال التأديب، حتى لو أحزننا هذا التأديب لوهلة (عبرانيين ١٢: ٦، ١١). هذا التأديب جزء من عملية كبير هدفها تغيير المؤمن إلى الأفضل: «وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوح» (٢كورنثوس ٣: ١٨).
أنعش ذاكرتك
الغرض: عبرانيين ١٢: ١١
التصرف اللائق من كل ابن لله: عبرانيين ١٢: ٥ب
- لا تحتقر
- لا تخُر
تأديب الآب: عبرانيين ١٢: ٧
طرق تجنب التأديب من خلال حساب الذات: ١كورنثوس ١١: ٣١-٣٢؛ ١يوحنا ١: ٩؛ مزمور ٣٢: ٥ (الاعتراف).
آيات للحفظ غيبًا
عبرانيين ١٢: ٥ب
عبرانيين ١٢: ١١
١كورنثوس ١١: ٣١-٣٢
بركات إضافية
عبرانيين ١٢: ٧
مزمور ٣٢: ٥
لاستخدامك الشخصي: اكتب قائمة بأسماء الأشخاص الذين أساءوا إليك. اقرأ اسمًا اسمًا ثم اغفر لهم (أفسس ٤: ٣٢). إن روح عدم الغفران تمنع مؤمنين كثيرين من الإثمار. لا تدع هذا الأمر يعطّل حياتك الروحية. تخلّص الآن من الورقة ولا تسمح للشيطان أن يملأك بالمرارة بسبب هذه الأشياء مرة أخرى.
- هل حفظت عبرانيين ١٢: ٥ب ــــــــــــــــ عبرانيين ١٢: ١١ ــــــــــ ١كورنثوس ١١: ٣١-٣٢ ــــــــــ
بركات إضافية
- هل حفظت عبرانيين ١٢: ٧ ــــــــــــ أفسس ١: ٧ ــــــــــــ مزمور ٣٢: ٥ ــــــــــــــ ١يوحنا ١: ٧ ـــــــــــ
- هل قرأت ١يوحنا ١: ٥-٢: ٢ ــــــــــــ عبرانيين ٢: ٥-١٣ ـــــــــــــ غلاطية ٦: ٧-٩ ــــــــــــــ
- كم عدد الأصحاحات الكتابية التي قرأتها هذا الأسبوع؟ ـــــــــــــــ
