الغذاء الرُوحي
ترجمة أشرف بشاي
احتدام المعركة
«فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ» (رُوميَة ٧: ١٨-١٩).
يُفاجئ مؤمنون كثيرون بأن الحياة الصحيحة مع الله قاسية وصعبة رغم أن نياتهم طيبة. إنهم يُحاولون بإصرار العيش مع الله، فلماذا يكون الفشل من نصيبهم غالبًا؟
إن الخنزير يسعد دائمًا بالعيش وسط أكوام القمامة وبالتمرُّغ في الوحل؛ فهذه طبيعته لأنه خنزير! إنه يفعل ذلك قاصدًا لأنه يستمتع بهذه البيئة. لكن الحملان تحب أن تأكل من المراعي الخضراء النظيفة وأن ترتوي من ينابيع الماء النقي؛ هذه هي طبيعة الحملان.
فإذا افترضنا أننا نستطيع أن نجعل في داخل أحد الخنازير طبيعة الحملان لرأينا الخنزير يتصرّف كالحمل ويرعى في المراعي الجميلة. ربما شكله الخارجي كخنزير لم يتغيّر وجسمه كما هو، لكن تصرُّفاته تغيّرت ولم تعد كما كانت. إنه لم يعد يستمتع بما كان يستمتع به سابقًا مع بقية الخنازير.
هذا التشبيه يُوضِّح التغيير الذي حدث لك (ولكل مؤمن بالمَسِيح). لقد تقابلت مع الرب يَسُوع المَسِيح وقبلتَه مخلصًا شخصيًا لك. كنتَ خاطئًا تحيا في خطاياك بعيدًا عن الله، لكن يَسُوع وَهبَك حياته وطبيعته. لقد اكتشفتَ لتوّك أن اهتماماتٍ جديدة تولّدت في قلبك، وهذه هي نوعيّة الحياة التي يجب عليك أن تحياها (٢بُطرس ١: ٤).
لنفترض الآن أن الخنزير قد حصل على الطبيعة الجديدة التي للحملان لكنه ما زال محتفظًا أيضًا بطبيعته القديمة كخنزير. إن الاختيارات القديمة ما زالت موجودة: يمكن للخنزير أن يعود للرعي في القمامة فيتمرّغ في الأوحال، لأن هذا هو ما اعتاد عليه في الماضي. لذلك، ففي عمق قلبه سوف تدور رحى حربٌ دائمة وشرسة، لأن طبيعة الحمل فيه سوف تحتقر الرجاسات وسوف تصرخ دائمًا لأجل التخلُّص من النجاسات! لم يعد الخنزير قادرًا على الاستمتاع ببقعة الطين (الرهريط باللهجة الصعيديّة المصرية) كما كان في الماضي.
هذا هو بالضبط ما يحدث مع المؤمن الجديد. يُسمّي الكِتاب المُقدّس الطبيعةَ البشرية القديمة الخاطئة بـ «الجسد» فيقول: «اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُوح هُوَ رُوحٌ» (يُوحنّا ٣: ٦). كذلك نقرأ عن الحرب بين ثمر الرُوح وأعمال الجسد في غلاطية ٥: ٢٢-٢٣.
الطعام
يحتاج الخنزير إلى الطعام، فإذا كان يرعى في المراعي فإننا نتوقّع منه أن يتصرّف كالحمل، أما إن كان يرعى في أماكن القمامة فإن الطبيعي أنه سيتصرّف كالخنزير.
كيف يمكن أن تتواجد في المراعي؟
إذا استطعتُ كراعٍ أن تقود الخنزير إلى المراعي فإن ذلك سيساعده كثيرًا. ورغم أن الخنزير حيوان عنيد وعصيّ على القيادة ولا يمكن التنبؤ بتصرُّفاته، لكنك لو استطعت أن تقوده قيادة جيّدة فإن فارقًا عظيمًا سوف يحدث في سُلوكه.
وعَدَ يَسُوع بوُضوح قائلاً: «وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوح الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ» (يُوحنّا ١٤: ١٦-١٧). إن الرُوح القُدُس يسكن في قلب كل مؤمن. إنه يأتي «لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ»، «وَيَكُونُ فِيكُمْ» إلى الأبد (رُوميَة ٨: ٩؛ ١كورنثوس الأولى ٦: ١٩).
من خلال الرُوح القُدُس يحصل المؤمن بالمَسِيح على إمكانية أن يحيا الحياة المَسِيحيّة. لا يمكن للمؤمن أن يفعل شيئًا بقدرته الذاتية (رُوميَة ٧: ١٨). يجب على كل مؤمن بالمَسِيح أن يمارس كلام الكتاب: «وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُوح [بقُوّته وإرشاده] فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَد [رغباته الشريرة القويّة]» (غلاطية ٥: ١٦).
إن العادات القديمة لها سُلطانها القوي على المؤمن الجديد، وهذه المعركة مع العادات القديمة سوف تستمر طالما عاش المؤمن على الأرض. لقد وعدنا المَسِيح بالنصرة طالما كُنّا نُحارب بقُوته وبقُدرته (فيلبي ٤: ١٣؛ ١كورنثوس ١٥: ٥٧).
ولكي تنمو رُوحيّا يجب عليك أن تتغذّى رُوحيّا. ينبغي على المؤمن أن يسمح للرُوح القُدُس أن يقوده في المراعي الخضراء لكلمة الله. يجب أن تكون قيادة الرُوح لك أمرًا مستمرًا لا عشوائيًا «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي، لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُود» (إرميا ١٥: ١٦).
يسعد الوالدان دائمًا حينما يشاهدان طفلهم قادرًا عن إطعام نفسه. ربما يحتاج الطفل في البداية مساعدةً كبيرة، وربما لا يتمكّن من تناول كل أنواع الأطعمة، لكن إمكانيّة تناول الطعام معناها أن الطفل ينمو، وهذا أمرٌ مُفرح. يا لها من كارثة أن يكتشف الوالدان أنهما مُضطران إلى إطعام ابنهما بقيّة أيام حياته! يقف مؤمنون كثيرون عند هذه المرحلة، لقد توقّف نموهم! (العِبرانيّين ٥: ١١-١٤).
يستخدم الإنسان أواني كثيرة للأكل، ولكل إناء استخدام مُحدّد في هذه العملية. لكن كل هذه الاستخدامات تتم في إطار تحقيق هدف واحد وهو حصول الجسد على ما يلزمه من عناصر غذائيّة. لا يتناول الإنسان طعامه فقط لأن طعمه لذيذ، بل لأن الجسد يحتاج إلى كل العناصر الغذائية المُهمّة لنمو الجسد وتقويته. بالمثل يجب على المؤمن أن يتبع طرقًا متنوّعة من أجل الحُصول على الطعام الرُوحيّ؛ كلمة الله، بهدف النمو الرُوحيّ.
الاستماع
«إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ الله» (رُوميَة ١٠: ١٧). أنت الآن جزء من جسد المَسِيح (١كورنثوس ١٢: ١٣). لقد صارت الكنيسة جسدًا للمسيح حيث يُمارس القساوسة والوعاظ والمُبشِّرون والمُعلِّمون أدوارًا مختلفة من أجل بناء الجسد وإعداده وتأهيله لعمل الخدمة (أفسس ٤: ١١، ١٦). هذه هي رغبة الله وإرادته أن تلتقي -كمؤمن حديث- بمؤمنين آخرين. هناك مكان في قلبك لن يملأه إلا الشركة مع شعب الله (العِبرانيّين ١٠: ٢٥).
هناك، في اجتماع المؤمنين، يمكنك أن تستمع، بطُرق عديدة، إلى كلمة الله المشروحة:
- يجب أن تواظب على حُضور اجتماعات الكنيسة التي تحترم كلمة الله، وليس فقط أيام الآحاد بل أيضًا خلال الأسبوع.
- من خلال برامج الميديا المَسِيحيّة (الراديو والتليفزيون).
- المؤتمرات واللقاءات والحلقات الدراسية التي تُخصَّص لدراسة كلمة الله.
- شَارِك خدّام الكلمة الذين درسوا الكلمة المُقدّسة لسنين طويلة في البركة والخبرات الرُوحيّة.
- عوّد نفسك على كتابة الملاحظات والأفكار التي تتلقّاها حتى تحتفظ بها في عقلك وقلبك لفترة أطول، وحتى تتمكّن من مشاركة هذه الكنوز مع آخرين أيضًا.
- من خلال الشروحات المكتوبة، يمكنك الجلوس عند قدميّ رجال الله العظماء الذين شرحوا الكلمة المُقدّسة وفسّروها.
القراءة
«إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ» (١تيموثاوس ٤: ١٣). يجب عليك أن تواظب على خطة لقراءة الكِتاب المُقدّس من التكوين إلى الرؤيا، فبعد الانتهاء من العهد الجديد، ابدأ مجدّدًا من سفر التكوين ثم واصل القراءة بالترتيب سفرًا بعد سفر. هذا النوع من القراءة:
- يساعدك على معرفة خطة الله للخلاص من البداية حتى النهاية.
- يمنحك الفرصة لمراجعة ما قد تنساه من الكتاب المُقدّس.
- يجذب انتباهك إلى الموضوعات الجديدة التي يجب عليك دراستها.
- يفتح عينيْك على كيفية ربط الأجزاء والموضوعات الكتابية معًا. مثلاً، تربط بين المقطع الكتابي الذي شرحه الراعي هذا الصباح مع الآيات التي تحفظها في ذاكرتك، مع الأجزاء التي تستخدمونها كمجموعة درس كتاب. بهذه الطريقة تُمارس «نظرة الطائر» على كلمة الله.
في النهاية، يجب عليك أن تقرأ كتابك المُقدّس كل يوم لكي تضمن الانتهاء من قراءته كله مرّة على الأقل كل سنة. يمكنك أن تحقّق هذا الهدف من خلال قراءة ثلاثة فصول يوميًا من الاثنين إلى السبت وخمسة فصول كل أحد. اجعل هذا الأمر هدفًا لك، لكن انتبه أن تقرأ من أجل الحصول على البركات الإلهية لا لكي تنهي السباق.
يُواظب الصغار أيضًا على غسل أسنانهم بالفرشاة والمعجون مستخدمين الجداول اليوميّة. لا يُتوقع منهم الالتزام المطلق بهذا الجدول، لكن الجدول يساعدهم على تطوير عادة غسيل الأسنان. تذكّر أن تضع علامة (صح) على الجزء الكتابي الذي انتهيت من قراءته، حتى تطوّر في نفسك عادة قراءة الكتاب المقدس يوميًا.
أعطَ وقتًا لله في صمت تام حتى يتكلّم الرب إلى قلبك عقب الانتهاء من القراءة.
الدراسة
«اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَة» (٢تيموثاوس ٢: ١٥ قارن أعمال ١٧: ١١). تُحاول أسر كثيرة أن تجعل من وجبة الغذاء في يوم العطلة وجبة خاصّة وشهيّة. ومن المُهم كذلك أن يحاول المؤمن الحُصول على وجبة دسمة من كلمة الله أسبوعيًا بواسطة «التعمّق في كلمة الله والبحث فيها». لا يجب أن يتعارض هذا الأمر مع البرنامج العادي للقراءة. لكي تمنع نفسك من الغرق في قراءاتك بسبب موضوع أكثر تشويقًا في كلمة الله، دوّن عنوان هذا المقطع في «نوتة» خارجية تحت عنوان «موضوعات للدراسة في المستقبل». إن لم تفعل ذلك ستستغرق أسابيع طويلة في قراءة جزء قصير من كلمة الله. بعد أن تنتهي من قراءة الكِتاب المُقدّس كلّه، يمكنك أن تصرف الوقت في دراسة هذه الموضوعات المؤجّلة.
على طُول القراءة المنتظمة لكلمة الله اجتهد أن تحتفظ بثمر مجهوداتك الدراسيّة، ومرِّر هذه الدراسات إلى آخرين أيضًا. طبّق الحق الإلهي في حياتك أولاً: «هذا هو ما تعلّمه كلمة الله لكنني للأسف أتصرّف بالشكل الفلاني، وعليه فإنني أختار أن أغيّر حياتي لكي تتوافق مع كلمة الله».
بعض الطُرُق لدراسة الكتاب المُقدّس
- طريقة السؤال والجواب (كما تجدها في هذه الدروس).
- طريقة الموضوعات: الصلاة، الصوم، التجربة، المحبّة، الشيطان .. الخ.
- شخصيّات الكتاب المُقدّس.
- دراسة الأسفار، الفصول، الآيات، الكلمات.
- المسح الشامل.
ستجد قائمة من الدراسات المقترحة في نهاية هذه الدروس، من المهم في البداية أن تضع أساسًا جيدًا، وأن تسدِّد احتياجاتك الرُوحيّة العاجلة، ثم تطوِّر بنفسك عادات جيّدة في دراسة الكتاب المُقدّس.
لعلك أيضًا ترغب في تخصيص أُمسية كاملة في دراسة أسبوعيّة قويّة، أو ربما يكون الأنسب لك أن تدرس ساعة واحدة فقط يوميًا. حاول أن يكون لك أسبوعيًا ليلة واحدة على الأقل للدراسة المتأنية.
تُستخدم السكين في تقطيع الطعام. حاول أن تُقسِّم الكلمة بشكل صحيح من أجل دراستها جزءًا جزءًا (٢تيموثاوس ٢: ١٥).
حفظ الكلمة واستظهارها
«خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مزمور ١١٩: ١١). خلال تناول الطعام يستخدم البعض شوكة ليلتقم بها قطعة مما في الطبق. عند التناول من الطعام الرُوحيّ تلتقي مع مواعيد الله، ووصاياه، وكلمات الحكمة، وغيرها. لعلك تريد عندها أن تختار آية معيّنة لتحفظها غيبًا. هناك أسباب كثيرة قد تدفعك إلى حفظ كلمة الله في قلبك حيث تظل هناك إلى الأبد، وحيث يستطيع الرُوح القُدُس استدعاءها من هناك لكي يستخدمها في حياتك متى شاء (يُوحنّا ١٤: ٢٦) من أجل أن:
- تُواجه بها هجمات الشيطان (متّى ٤: ١-١٠).
- تربح بها الآخرين للمسيح (١بُطرس ١: ٢٣).
- تنمو بها رُوحيًا (أعمال ٢٠: ٣٢؛ ١بُطرس ٢: ١-٢).
- تتغيّر حياتك (رُوميَة ١٢: ٢؛ ٢كورنثوس ٣: ١٨؛ العِبرانيّين ٤: ١٢).
- لأنها مقياس صحيح للأمور المُتخالفة (مزمور ١٩: ٧-٨).
- لأجل الصلاة بفاعلية (يُوحنّا ١٥: ٧؛ كولوسي ١: ٩-١١).
- الكلمة تقودك وتهديك وترشدك (مزمور ١١٩: ١٠٥).
أطِع ما يقوله الكتاب المُقدّس، اغرس الكلمة في قلبك لا في رأسك فقط. اقضِ الوقت الضروري في استظهار شواهد الآيات حتى تستطيع العودة إليها بسُهولة في كتابك المُقدّس لأجل مشاركتها مع شخص آخر.
كلما قرأتَ الكِتاب المُقدّس ودرسته كلما وجدت آيات أكثر ترغب في حفظها غيبًا. دوّن هذه الآيات في «نوتة» منفصلة تحت عنوان «آيات للحفظ في المستقبل». تعرّف على معاني الآيات مع المجموعة التي تدرس الكتاب معها، ثم احفظ الآيات حينما تخلو إلى نفسك. لقد اُختيرت هذه الآيات بعناية لكي تتماشى مع الدراسة المُقدّمة لك، ولكي تُعطي الأساس الكتابي المطلوب للدراسة، وهي تُسدِّد احتياجاتك الرُوحيّة الحالية.
إن سر عمل الذاكرة هو المراجعة الدؤوبة والدائمة، ولكي تراجع الآيات تحتاج إلى نظام روتيني تتبعه. هذا هو السبب الذي يجعلنا نختار طريقة «الكروت» لتدوين الآيات التي نرغب في حفظها غيبًا. عاجلاً سوف تكتشف أن المراجعة تستغرق وقتًا أطول مما يستغرقه حفظ الآيات الجديدة. استثمر الوقت الضائع في المراجعة: عند انتظار الأتوبيس، وقت غسيل الأطباق، أثناء كيّ الملابس، خلال الذهاب للعمل ماشيًا. اجتهد أن تحفظ ثلاث آيات أسبوعيًا، فستحصل خلال عشر سنوات على ١٥٦٠ آية. يمكن للرُوح القُدُس أن يستخدم هذا القدر من الآيات لبناء حياتك وللتأثير في الكثيرين من حولك.
الهضم
«اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ، لِكَيْ يَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا فِي كُلِّ شَيْء» (١تيموثاوس ٤: ١٥). إن كل الطعام الذي في العالم لن ينفعك بشيء إذا كان جسمك غير قادر على الهضم. على العكس من ذلك إذا كانت المعدة لا تهضم الطعام فكل طعام يصل إليها سيجعل الجسد مريضًا وغير مستريح!
وبصرف النظر عن الكم الذي تقرأه أو تدرسه أو تحفظه من الكِتاب المُقدّس فما لم تهضم الكلمة فلن يمكنك الانتفاع بها. لن يمكنك أن تقرأ الكلمة وأن تدرسها وتطبّقها من الوهلة الأولى، إذ سيحاول الشيطان جاهدًا أن يمنعك من هضم الكلمة وتطبيقها.
يتحدّث الكتاب في رسالة العِبرانيّين ٥: ١١-١٤ عن بعض المؤمنين الذين عانوا من عدم النمو الرُوحيّ، لقد كانوا أطفالاً رُوحيّين وفي حاجة ماسّة إلى التعليم. وعلى العكس من أولئك، فإن هؤلاء الذين تعلّموا بجدية صاروا قادرين على هضم الطعام القوي؛ الحقائق الرُوحيّة العميقة في كلمة الله.
وعبر هذه الدروس سوف تكتشف مشيئة الله لحياتك، وسوف تُشجَّع على اتخاذ خطوات بسيطة في حياتك الرُوحيّة من خلال تطبيق ما تعلمته هنا عمليًا. سوف تقودك هذه الطاعة إلى اختبار السير في شركة حميمة مع المَسِيح وفي اختبار الحياة المنتصرة التي يُقدّمها السيد لأتباعه.
أفكار واقتراحات مساعدة
استخدم نُسختك الشخصية من الكِتاب المُقدّس بكفاءة. نُشجّعك على عمل أي شيء من شأنه أن يساعدك على أن تألفَ نُسختك الخاصّة. ضع خطًا تحت الآيات المُهمّة، وضع دوائر حول أرقام الآيات التي حفظتَها، اكتب في الهامش التعليقات والكلمات التي تُعينك على التذكُّر، اصنع كل ذلك بدقّة وعناية.
استخدم فهرسًا للكلمات الكتابية وأطلس لمعرفة الأماكن والمواقع التي وقعت فيها الأحداث التاريخيّة. سيكون من السهل عليك أن تجد الآية كاملةً متى تذكّرت كلمة واحدة أو كلمتيْن منها. إن الفهارس قيّمة للغاية أيضًا عند دراسة الموضوعات الطولية. من الممكن أيضًا أن تستخدم جوجل أو أي موقع أو تطبيق آخر للبحث عن الآية المطلوبة.
الذاكرة تعين
الاستماع: إن أسهل وسيلة لتناول الطعام الرُوحي من كلمة الله تتم بواسطة الاستماع إلى الكلمة خلال الوعظ والتعليم (رُوميَة ١٠: ١٧).
القراءة: أسهل طريقة ليتناول بها المؤمن طعامه الرُوحيّ بنفسه هي من خلال القراءة الشخصيّة للكتاب المُقدّس (١تيموثاوس ٤: ١٥).
دراسة الكلمة: ما أن تبدأ بقراءة الكلمة سوف تدرك فورًا أن هناك أشياء لا تستطيع فهمها بمُجرّد القراءة العاديّة، يتعيّن عليك وقتئذ أن تتوقّف فورًا لتُعيد قراءة هذا الجزء من جديد لتفهم الكتاب بالكتاب. يتعيّن عليك عندها أن تدرس (٢تيموثاوس ٢: ١٥).
الحفظ غيبًا: ما أن تبدأ بدراسة الكلمة حتى تكتشف آياتٍ محبوبة ترغب في حفظها غيبًا، وهذه الآيات التي ستحفظها ستدوم في قلبك وذهنك إلى الأبد وسوف يستخدمها الرُوح القُدُس في تشجيعك وإرشادك. وعند سماعك للوعظ بالكلمة وعند دراستك وتذكُّرك للآيات المُقدّسة، ستتولّد بداخلك رغبة التأمل فيها وتطبيقها في حياتك العملية. عندها، وعندها فقط يمكن للكلمة أن تُغيّر حياتك إلى صورة المَسِيح (مزمور ١١٩: ١١؛ ٢كورنثوس ٣: ١٨).
تأمل في هذه الحقيقة
بينما تقرأ الكتاب المقدّس فإن الكتاب يقرأك.
آيات للحفظ غيبًا
- متّى ٦: ٣٣
- فيلبي ٤: ١٣
- ٢تيموثاوس ٢: ١٥
- مزمور ١١٩: ١١
بركات إضافية
- إرميا ١٥: ١٦
- رُوميَة ١٠: ١٧
- ١تيموثاوس ٤: ١٣
- ١تيموثاوس ٤: ١٥
أسئلة الدرس
١. نتعلّم من أيوب ٢٣: ١٢ أن كلمة الله أهم من طعام الجسد
- صواب
- خطأ
٢. نتعلّم من ٢تيموثاوس ٣: ١٦ أن كل الكتاب نافع للدراسة
- صواب
- خطأ
٣. ....... هو من يساعدنا على فهم الأمور الرُوحيّة (١كورنثوس ٢: ٩-١٢). «الكاتب يعرف عن كتابه كل شيء أكثر من أي شخص آخر. قد لا تفهم كل شيء لكنك -بكل يقين- يمكنك أن تطالب الله بتنفيذ وعده الوارد في التثنية ٢٩:٢٩».
٤. طبقًا لما ورد في مزمور ١١٩: ١٨ يجب أن تبدأ قراءة الكِتاب المُقدّس بأن تصلّي لله طالبًا أن ...... .
٥. يومًا من الأيام سوف نستغني عن الكِتاب المُقدّس نهائيًا (إشعياء ٤٠: ٨)؟
- صواب
- خطأ
٦. سيسمح الله للبشر أن يُضيفوا إلى/ ويحذفوا من الكِتاب المُقدّس كلما تقدّمت العلوم والفنون والآداب (رؤيا ٢٢: ١٨).
- صواب
- خطأ