كيف أعرف مشيئة الله لحياتي وأختبرها؟
ترجمة أشرف بشاي
يدعو المدير العام للشركة الكبيرة كل الموظفين الجدد في الشركة لكي يوزع عليهم المهام والاختصاصات؛ قد يرسل البعض منهم إلى قسم تعليم التكنولوجيا، وقد يأمر البعض الآخر أن يتدرّبوا على أيدي الموظفين القُدامي. هناك ولا شك أقسام عديدة في هذه الشركة: قسم للعلاقات العامة والإعلان مهمته أن يُخبر العملاء بالمنتجات الجديدة، وقسم خدمة العملاء الذي يُعرّف العملاء بكيفية استخدام المنتجات الجديدة. وهناك قسم مندوبي المبيعات الذي يطوف أفراده من بيت إلى بيت لبيع المنتجات بطريقة مباشرة للعملاء، وأيضًا قسم البيع بالجملة، وقسم تقديم المعونة التقنية للعملاء الجُدد الذين قد يجدون صعوبة في استخدام المنتجات الجديدة. إن كل قسم مهم جدًا بالنسبة للخطة العامة التي تضعها الشركة.
خطة الله الحكيمة
(اقرأ ١كورنثوس ١٢: ١- ٢٧)
عندما حصلت على الخلاص صرتَ عضوًا في جسد المسيح (١٢-١٣). لقد أعطى الله موهبة مختلفة لكل عضو في هذا الجسد طبقًا لمشيئته الصالحة (١١).
ليس كل أعضاء الجسد عيونًا، وليس كلهم آذانًا، لأن لله قصد وخطة مختلفة لكل عضو. لقد أعد الله لك مكانًا وجهّزك بالموهبة لكي تخدم في هذا المكان بالذات. هناك أماكن غامضة في هذه الخطة يعمل بها أشخاصٌ من خلف ستار وهم بالنسبة للعالم مجهولون. قال الرب يسوع: «وتكُونُون لي شُهُودًا .. إلى أقصى الأرض» (أعمال الرسل ١: ٨). هذه هي مهمة جسد المسيح ووظيفته على الأرض. أين موقعك في هذه الخطة؟ إن كل شخص يدعوه الله مهمٌ جدًا في برنامجه السماوي لإرساليتنا نحو العالم. اهتمامك الأساسي ينبغي أن يكون إيجاد مشيئة الله لحياتك، وحينما تعرف هذه المشيئة وتعيشها فإنك ستعيش الحياة الأكثر فرحًا على الأرض.
وقد ينقل مدير الشركة أحد موظفيه من قسم إلى آخر بسبب حاجة العمل، أو بسبب الرغبة في تدريب هذا الموظف على مهام جديدة. عندها لا ينتقل هذا الموظف من عمل إلى آخر، بل يتنقل بين المواقع المختلفة في نفس الشركة. إن مدير الشركة حريص للغاية على عدم تكليف أي موظف بمهمة لا يستطيع إنجازها.
مهام جديدة
بعد أن يألف الموظّف منتجاتِ الشركة وعملية التشغيل والإنتاج، قد يدعوه المدير إلى مكتبه ليكلِّفه بمهام جديدة. لا يُجبر المديرُ موظّفه على أداء المهمة المطلوبة، لكن قبول الموظّف لأداء المهمة يضمن مساعدة المدير له أثناء العمل، أما إذا رفض المهمة فقد يفقد فرصة كبيرة. فطالما كان الموظف يفعل فقط ما يجيد فعله فلن يكون مفيدًا للشركة كما يجب. ولعل شخصًا آخر سيقوم بالمهمة التي رفض هو القيام بها!
وظيفة شاغرة
هب أن الموظف يعمل كمندوب مبيعات فإن الشركة، ولا شك، تريد منه تحقيق أفضل إنجاز ممكن في هذا المجال. لا بد أن الشركة ستمنحه «كتالوج أو مانيوال» للمنتج حتى يتمكّن الموظف من إجابة أسئلة العملاء، وسترتّب له من آنٍ إلى آخر لقاءاتٍ تدريبية مع موظفين آخرين. سيتلقى الموظف رسائل الكترونية تحتوي التعليمات والمعلومات الجديدة. سيصحب مديرُ المبيعات هذا الموظف للتدريب العملي على أرض الواقع، ثم سيسمع الموظّف من المشرفين: «إذا واجهتَ أي مشكلة ولم تستطع حلها، اتصل هاتفيًا على الرقم الفلاني وسوف تحصل فورًا على المساعدة المطلوبة للتغلب على هذه المشكلة».
ماذا يقول الكتاب؟
إن الكتالوج أو المانيوال الممنوح من الشركة للموظّف مكتوب بطريقة في غاية الدقة والوضوح. لا يكذب الكتالوج أبدًا بشأن المنتجات. قد لا يتذكّر الموظف كل ما هو مكتوب في الكتالوج، فإذا كان الكتالوج واضحًا فإن الموظف سيحتاج فقط أن يبحث عن المعلومة في صفحة أخرى.
ليس موجودًا في الكتاب!
لا شك أن الكتاب لن يحتوي على كل شيء، ففي الغالب سيحتوي الكتاب على المبادئ الأساسية التي تتوافق مع المشكلات المتوقّع حدوثها مع المنتج.
اتصل بالمقر الرئيسي
فإذا لم يستطع الموظف معرفة ما يجب فعله لحل مشكلة ما، يتوجّب عليه أن يتصل بمقر الشركة. لعل الشركة تنصح الموظّف أن يُراجع من جديد الكتالوج صفحة كذا ليجد الحل مكتوبًا هناك.
النصيحة
متى قدّم ممثّل الشركة النصيحة للموظّف تعيّن على هذا الأخير الإصغاء وطاعة نصائح الأول وتعليماته بكل دقة. إن ممثّل الشركة لن ينصح بأي شيء يخالف ما رد في كتالوج المنتج.
الظروف
ربما بدت المنطقة التي يعمل بها الموظف جدباء فلا يُحقق فيها العمل أية مبيعات. هذه ليست مسؤولية الموظّف طالما أدى عمله في المنطقة التي حًدّدت له سلفًا، طالما أدى مهمته على أكمل وجه. يجب أن يترك الموظّف تقييم النتائج لمكتب الشركة. متى أظهر الموظف الأمانة المطلوبة منه في المهمة المنوط بها، فلا بد أنه سيُكلَّف بمسؤوليات جديدة. لا شك أنه سيكون من دواعي سرور صاحب الشركة أن يعمل معه مثل هذا الموظف الذي يُعتمد عليه.
أشخاص مؤتمنون من الله
أوردت لنا كلمة الله صفات الأشخاص الذين اعتمد الله عليهم لتأدية الرسالة في الماضي:
نوح البار
يقول الكتاب إن نوحًا سار مع الله (تكوين ٦: ٩). وفي الآية ١٤ أمره الله أن يبني فلكًا. يجب أن نسير مع الله حتى يقودنا ويستخدمنا. لقد طُلب منك في الدرس الخامس أن تقدّم ذاتك لله فتمتلئ من الروح القدس. لا يمكنك تجاوز هذه الخطوة أو إهمالها إن أردت أن يستخدمك الله (راجع الدرس الخامس).
يشوع القائد العسكري
أمر الرب يشوع أن يطيع وصاياه التي كان يعرفها منذ وقت مضى، فبطاعته لله ينجح ويفلح «لا يبْرحْ سفْرُ هذه الشّريعة منْ فمك، بلْ تلْهجُ فيه نهاراً وليْلاً، لتتحفّظ للْعمل حسب كُلّ ما هُو مكْتُوبٌ فيه. لأنّك حينئذٍ تُصْلحُ طريقك وحينئذٍ تُفْلحُ. أما أمرْتُك. تشدّدْ وتشجّعْ. لا ترْهبْ ولا ترْتعبْ لأنّ الرّبّ إلهك معك حيْثُما تذْهب» (يشوع ١: ٨-٩).
صموئيل النبي
عندما دعا الله الصبي صموئيل أجاب: «تكلّمْ لأنّ عبْدك سامع» (١صموئيل ٣: ١٠). لقد اعتبر صموئيل نفسه عبدًا لله وكان توّاقًا لمعرفة ماذا يريد الله منه أن يفعل.
إشعياء النبي
عندما طرح الله سؤاله: «منْ أُرْسلُ، ومنْ يذْهبُ منْ أجْلنا» لم يتوانَ إشعياء ولم يتوقّف ليسأل عن طبيعة المهمة المطلوبة، بل قال: «ها أنا ذا أرْسلْني» (إشعياء ٦: ٨-٩).
تذكّر الوعود الإلهية
- لدى الله خطة رائعة لحياتك «منْ قبل الرّبّ تتثبّتُ خطواتُ الإنْسان وفي طريقه يُسر» (مزمور ٣٧: ٢٣).
- الله يعِد أن يقودك ويهديك: «أُعلّمُك وأُرْشدُك الطّريق الّتي تسْلُكُها. أنْصحُك. عيْني عليْك» (مزمور ٣٢: ٨).
- ثلاث خطوات للقيادة الإلهية: أ. توكّلْ على الرّبّ بكُلّ قلْبك. ب. وعلى فهْمك لا تعْتمد. ج. في كُلّ طُرُقك اعْرفْهُ وهُو يُقوّمُ سُبُلك (أمثال ٣: ٥-٦).
- إذا أعوزتك الحكمة فاطلب من الله: «وإنّما إن كان أحدُكُم تُعوزُهُ حكمةٌ، فليطلُب من الله الّذي يُعطي الجميع بسخاءٍ ولا يُعيّرُ، فسيُعطى له» (يعقوب ١: ٥).
- ثلاث خطوات ليعرف المؤمنون إرادة الله: أ. أن تُقدّمُوا أجسادكُم ذبيحةً حيّةً مُقدّسةً مرضيّةً عند الله، عبادتكُمُ العقليّة. ب. ولا تُشاكلُوا هذا الدّهر. ج. تغيّرُوا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم، لتختبرُوا ما هي إرادةُ الله: الصّالحة المرضيّة الكاملة (رومية ١٢: ١-٢).
احترس من فقدان خطة الله لحياتك
حينما يمنحنا الله شرف خدمته يجب أن نكون أمناء فنقبل قيادته لنا. لن يرغمك الله على قبول خطته لحياتك. قد تفقد ولا شك الخطة أ التي لدى الله بسبب الخطية أو بسبب تجاهل قصد الله. إن الخطة أ هي الأفضل على الإطلاق لك لأنها تفيض بالبركة وبالحياة الحقيقية. يمكن لله، بسبب العصيان، أن يتحول عنك فيعطي لآخر شرف القيام بما كان لك في الأصل. لقد حدث هذا في حياة موسى (الخروج ٣: ١٠-١٢؛ ٤: ١٠-١٦). نفس الشيء كان من الممكن أن يحدث في حياة الملكة استير (استير ٤: ١٤). هناك أشياء يرغب الله لك أن تمارسها بإرادتك إذ تخضع لمشيئته وتطيعها، وهناك أشياء يأمرك الله بفعلها. فإذا عرفت يقينًا أن شيئًا ما يقع في دائرة خطة الله لك فقم بإنجاز هذا الأمر وإلا فإن الله سوف يعاقبك. تذكّر ما حدث ليونان النبي!
أنواع مختلفة من القيادة الإلهية
أنت في حاجة إلى نوعيْن من القيادة: فأولاً، أنت تحتاج أن تعرف الخط العام الذي يريد الله قيادتك فيه. من المحتم أن يتوافق هذا الخط مع وصية الرب الأساسية بتبشير العالم أجمع. ثانيًا، تحتاج إلى اتخاذ ما يلي من خطوات. غالبًا ما يصرف المؤمنون جل وقتهم ومجهودهم للحصول على وسيلة ما لمعرفة إرادة الله بشكل فوري بخصوص ما يحمله المستقبل لهم. في الحقيقة فإن الاحتياج الأساسي للمؤمن هو إلى النور الذي يحفظه من العثرات يومًا فيومًا. في الدرس السابق تعلّمت كيف تساعدك الخلوة اليومية في هذا الأمر.
مصادر الإرشاد
كلمة الله
«سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي» (مزمور ١١٩: ١٠٥). إن مشيئة الله مُعلنة، بأكثر تحديدًا ووضوحًا، في الكتاب المقدس. فمثلًا: الكذب خطية ولن تتغيّر هذه الوصية في يوم من الأيام. وكلما قضيتَ وقتًا أطول مع الكتاب كلما فهمتَ أكثر ماذا يريد الله منك أن تفعل. لا تحتاج أن تسأل الله عن شيء أعلنه بوضوح في كلمته، فلكلمة الله السلطة النهائية والأخيرة. إذا لم تستطع أن تعرف ما يقوله الكتاب المقدس عن أمر ما فابحث في المعاجم الكتابية أو أونلاين.
مبادئ كتابيّة
يمكنك أن تصلي طالبًا من الله أن يستخدم كلمته لإرشادك. لقد وضع الله الكثير من المبادئ في كلمته. يمكنك أن تعتمد على إرشاد كلمة الله في معظم قرارات حياتك. وَعدَ الله أن يعطينا الحكمة إن طلبنا منه ذلك (يعقوب ١: ٥). هذا لا يعني أن تفتح الكتاب المقدس بطريقة عشوائية وأن تشير بإصبعك على آية ما ثم تطلب من الله أن يحقّق لك ما هو مكتوب في هذه الآية. يجب عليك أولاً أن تسلك في شركة دائمة مع الله وأن تواظب على خلوتك اليومية معه. يتعيّن عليك كذلك ألا تلجأ إلى محضر الله فقط في وقت احتياجك. فقط بالاستمرار في قراءة كلمة الله يمكنك أن تتوقّع أن يملأ الروح القدس قلبك بالآية أو الجزء الكتابي الذي تحتاج إليه.
القائد؛ الروح القدس
لدى المؤمن شخصٌ أكثر حكمة بما لا يُقاس من المُشرف الميداني للشركة في مثالنا السابق. حين آمنتَ بالمسيح سكن الروح القدس في قلبك، ومهمة الروح القدس هي قيادتك وإرشادك (رومية ٨: ١٤). إن واحدة من أسهل الطرق التي يقودك بها الروح القدس تتم من خلال الآيات الكتابية التي تحفظها في قلبك. بما أن هذه الآيات موجودة هناك دائمًا فما أسهل أن يستخدمها الروح القدس «وإنّما أقُولُ: اسلُكُوا بالرُّوح فلا تُكمّلُوا شهوة الجسد» (غلاطية ٥: ١٦).
انطباعات
أحيانًا يتكلم الروح القدس للمؤمن عميق الإيمان بأمور ممتدة الجذور. ستعرف في قلبك إذا كان الله يريد منك أن تقوم بعمل ما. ربما تريد أن تختار من بين وظيفتيْن تبدوان في الظاهر متماثلتيْن، لكن قلبك يستريح لوظيفة منهما دون أخرى.
كيف يمكنك التمييز بين مشاعرك الخاصة وقيادة الروح القدس؟ إن المشاعر تتغيّر بتغيّر فصول السنة، قد تكون اليوم سعيدًا ثم تصبح غدًا حزينًا. في كل الأحوال تبقى قيادة الروح القدس بلا تغيير.
تحذير!
تذكّر أن الروح القدس لن يقودك أبدًا لعمل أي شيء يتناقض مع كلمة الله، بل بالعكس، سيقودك هو إلى الكلمة ومن خلال الكلمة. إن قيادته تتناغم بالتمام مع كلمة الله، فإن كان قرارك بعيد -ولو قليلاً- عن الكلمة المقدسة فلن يكون أبدًا قرار مبني على إرشادٍ من الله.
الأبواب المغلقة
أحيانًا يكون المرء في مفترق طرق ولا يعرف أي طريق يختار، لكن الاختيار حتمي. صلِّ باستمرار لكي يُغلق الله أمامك الباب الذي لا يكون في مشيئته. اقرع على الباب، فإن استمر موصدًا أمامك فهذا الباب ليس من الله. لقد قاد الله الرسول بولس بهذه الطريقة (أعمال الرسل ١٦: ٦-١٠).
قد تظهر مشكلة ما، فكيف تعرف أن هذا الباب ليس من الله أو أن ما يحدث هو مقاومة من الشيطان؟ إذا أغلق الرب الباب أمامك سيملأ قلبك بالسلام تجاه الأمر، وفي الغالب سيعطيك الرب بابًا آخر كما فعل مع الرسول بولس. يجب أن تكون في شركة دائمة مع الله وحساسًا لقيادته. إن هذا الإرشاد لا يأتي إلا بقضاء الوقت طويلاً مع الله ومع كلمته. لا تُهمل أبدًا خلوتك اليومية.
الظروف المحيطة
قد يحدث لك أحيانًا ظروف معاكسة غير منطقية كما حدث مع يوسف. لقد كشف الله ليوسف في أحلامه أنه يُعِد له منصبًا رفيعًا (تكوين ٣٧: ٥-١٠). لقد بِيع يوسف عبدًا ثم سُجن ظلمًا. بدا الأمر وكأن يوسف قد ابتعد كثيرًا عن خطة الله لحياته، لكن الكتاب المقدس يقول: «وكان الرب مع يوسف» (تكوين ٣٩: ١-٢). لقد علم يوسف فيما بعد أن الله قصد أن يرسله إلى مصر (تكوين ٤٥: ٥-٧؛ ٥٠: ٢٠). لذا، فبغض النظر عن الظروف، إن كنتَ في شركة مع الله وكان الرب معك فتشدّد وتشجّع. سلّم نفسك له وهو يُجري مشيئته.
سُلَم الصعود
متى كنتَ أمينًا لله في الأمور الصغيرة فإنك ستؤهَّل لمسؤوليات أكبر. في سفر أعمال الرسل يُعطينا الكتاب المقدس نموذجًا لهذا الأمر في حياة فيلبس:
- لقد اُنتخب فيلبس ليخدم كشماس (٦: ٥).
- ثم رأيناه يُبشّر في السامرة (٨: ٥).
- وجد الله فيه خادمًا مطيعًا فأرسله لكي يُبشر الخصي الحبشي (٨: ٢٦-٤٠).
- بعد ٢٥ سنة من هذه الأحداث، أشار الكتاب إليه باعتباره فيلبس المبشر الذي يعيش ويخدم الرب في قيصرية (٢١: ٨). لقد عاش فيلبس حياة مثمرة للمسيح.
كيف ستتصرّف في وزنة العُمر؟
تذكّر أن مهمة الكنيسة الأساسية هي تبشير العالم. لذا، حاول أن تكتشف الاحتياجات الروحية في المنطقة التي تسكن فيها، ثم في مدينتك، ثم في وطنك بالكامل. ابدأ الصلاة لكي يُسدِّد الرب هذه الاحتياجات واطلب من الله أن يكشف لك عن دورك في تسديد هذه الاحتياجات. لا تستطيع أن تخدم الرب في كل مكان، لكن كل مكان مهم جدًا في نظر الله.
التدريب
عندما يضع الله في قلبك الرغبة المقدسة لخدمته، اجتهد أن تكتشف التدريب الذي تحتاجه لتكون فعّالاً ومثمرًا في هذه الخدمة. إن الله يهب كنيسته رعاة ومُعلّمين (أفسس ٤: ١١). يجب على كل مؤمن أن يحفظ جيدًا ٢تيموثاوس ٢: ١٥. صلّ لكي يمنحك الرب فرص التدريب المناسبة: نوعية التدريب المناسب لك، ومكان هذا التدريب.
مواهب الروح القدس
لا تخلط بين الوزنات الطبيعية ومواهب الروح القدس. إن عمل الله لا يتم إلا بقوة الله. هذا هو الدرس الذي علّمه الله لموسى النبي (خروج ٤: ١٠-١٢). من عادة الله أن يختار إنجاز ما يريد من خلال الأشياء البسيطة والعادية (١كورنثوس ١: ٢٧)، بحيث يؤول المجد كله لله وليس للإنسان (٢كورنثوس ٤: ٧؛ ١٢: ٩). حتى قدراتنا ووزناتنا الطبيعيّة يجب أن نسلّمها بين يديّ الله حتى يستخدمها بروحه القدوس (يوحنا ١٥: ٥).
اقتراحات
- سلّم لله إرادتك الشخصيّة.
- اطلب مشيئة روح الله القدوس من خلال كلمة الله.
- ادرس الظروف المحيطة بك.
- صلّ طالبًا الإرشاد الإلهي.
- انتظر الرب واصبر له إلى أن يملأ قلبك بالسلام تجاه الأمر الذي ستخوض فيه.
وازِن وقارِن
يستخدم بعض المؤمنين ورقة يُسمّونها «ورقة الموازنة»: يرسمون خطأ رأسيًا ليقسم الصفحة إلى نصفيْن متساوييْن. يكتبون في الجانب الأيمن من الورقة كل العوامل التي يرونها في صالحهم، ثم يكتبون في النصف الأيسر كل المعوقات التي يمكن أن تعترض طريقهم. يقضون أيامًا وهم يراجعون هذه الورقة مُصلّين، ويُضيفون ما قد يُستجد من عوامل للصالح أو للضد. كذلك يقومون بحذف ما يستوجب الحذف. بعد وقت، طال أو قصر، يتمكن المؤمن من تكوين انطباع عن أرجح الرأييْن. بعد الصلاة الطويلة، إذا بقيت الفكرة وتكثّفت، يبدأ المؤمن في التحرك والعمل.
هنا يجب أن نعيد كلمة تحذير: أن الذين يعيشون في شركة عميقة مع الله هم فقط الذين يمكنهم أن يعرفوا مشيئة الله، لكن المسيحي الجسداني لا يستخدم ما أعطاه الرب له من نور.
من تجنّد قط بنفقة نفسه؟
في مثالنا السابق، عندما يذهب مندوب المبيعات إلى الشارع لكي يمثّل شركته تضع الشركة في حسبانها مجهوده وإنجازه من جهة ومرتبه من جهة ثانية. لا شك أن الشركة ترغب في أن يظهر مندوبها بمظهر لائق فتعطيه الزي المناسب لعمله، ليكون للعملاء انطباع طيب عنه وعن شركته. تمنحه الشركة بدل الوجبات الغذائية، وتدفع له مصاريف السكن. ربما تقوم الشركة بتأمين سيارة لتنقلاته وعيّنات من المنتجات التي تقدّمها الشركة. لا تدفع الشركة لرفاهية الموظف لكنها يجب أن تسدّد كل احتياجاته ليقوم بمهامه على أكمل وجه. لا بد أيضًا أن يحتوي عقد التوظيف على كل هذا البنود الخاصة بأجر الموظف وبدلاته جميعًا.
سفراء المسيح (٢كورنثوس ٥: ٢٠)
أنت سفير للمسيح على هذه الأرض إذ أنك تبشّر العالم نيابة عنه.
تُزاد لكم
«لكن اطلُبُوا أوّلاً ملكُوت الله وبرّهُ، وهذه كُلُّها تُزادُ لكُم» (متّى ٦: ٢٥-٣٣). لقد أعطانا الله وعودًا كثيرة جدًا في كلمته المقدسة، لذا فالصلاة الحقيقية تضع الإصبع البشري على هذه الوعود الإلهية وتطالب الله أن يكون أمينًا لها.
ضمن هذا الدرس تجد صفحة مخصّصة لطلبات الصلاة وصفحة أخرى لكتابة الاستجابات الإلهية. إن استخدام هاتين الصفحتيْن أمرٌ مشجّع للغاية للأسباب التالية:
- تساعدك الكتابة على وضوح طلباتك وتحديدها بدقة.
- تمنحك الكتابة فعالية في حياة الصلاة الخاصة بك.
- تبرهن لك على أمانة الله عند كل استجابة.
- تقوي ذاكرتك الروحية.
- تساعدك على التركيز الذهني خلال وقت الصلاة.
يمكنك أن تصلي من أجل
- غير المُخلَّصين الذين يضعهم الرب في قلبك (تذكّر أنك تعلّمت ذلك في الدرس الرابع).
- صلّ من أجل عائلتك، وراعي كنيستك، والخُدام في المحيط الخاص بك، والجيران، والمرسلين الذين تسمع عنهم.
- صلّ لأجل المؤسسات المسيحيّة: كالكنائس والمدارس المسيحية والإرساليات ومحطات الراديو والقنوات التليفزيونية.
- صلّ لأجل الطلبات المحدّدة التي تخص حياتك الشخصية.
- اقتراحات أخرى قد تستشفها من هذا الدرس.
انتبه
- لا تجعل قائمة الصلاة أطول مما تستطيع أن تحتمل.
- لا تُصلِّ من أجل قائمة الصلاة!
- كمؤمنين، نحن لا نصلّي من أجل الصلاة ذاتها، لذا يمكنك أن تغير في برنامج الصلاة من آن إلى آخر. إذا صارت قائمة الصلاة طويلة جدًا يمكنك أن تقسمها على يوميْن أو بضعة أيام. بمرور الوقت يمكنك حذف الطلبات التي قد انتهى أمرها.
الصلاة
افتح حساب الصلاة أمام الله واكتب سِجلًا لاستجابات الله وأمانته معك:
التاريخ الطلبة الوعد الكتابي تاريخ الاستجابة
---------------------------------------------------------------------------
ـ---------------------------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------
ربما كانت بعض الطلبات شخصية جدًا بطبيعتها. إن أردتَ، تستطيع أن تكتب هذه الطلبات بطريقة مختصرة أو مشفّرة. تذكّر أن هذه القائمة هي لاستخدامك الشخصي، لكنك قد ترغب في مشاركتها مع «شريكك في الصلاة»، أو ربما لتشجّع مؤمنًا حديثًا باتباع نفس الطريقة.
بالإضافة إلى نموذج الطلبات الذي تقدّم، ربما يكون لك بعض الطلبات العامة التي لا تحتاج إلى كتابتها:
أنعش ذاكرتك
أمثال ٣: ٥-٦
يعقوب ١: ٥
غلاطية ٥: ١٦
مزمور ٣٢: ٨
بركات إضافية
مزمور ١١٩: ١٠٥
إرميا ١٠: ٢٣
يوحنا ١٦: ١٣
أسئلة الدرس
- يجب على المؤمن أن يعرف مشيئة الله حتى يعيش بطريقة تسر إلهه (إرميا ١٠: ٢٣)؟
صواب خطأ
- من الذي يقود المؤمن ويرشده (رومية ٨: ١٤؛ يوحنا ١٦: ١٣)؟ ---------------
- في ٢صموئيل ٢٢: ٣١ يقول داود إن طريق الرب: -كامل - صعب - سهل
- الواجب الأول للمؤمن هو أن يحفظ وصية خالقه (أعمال الرسل ٥: ٢٩)؟
صواب خطأ
- تعلّمنا بشارة لوقا ٦: ٤٦ أنك إن دعوت يسوع ربًا فيجب عليك: ١. أن تنتظم في حضور اجتماعات الكنيسة. ٢. أن تُعطي من مالك للفقراء. ٣. أن تطيع ما يأمرك به
- يقول الكتاب في يوحنا ١٣: ١٧ أننا إن عشنا حسب مشيئة الله فإن حياتنا ستصبح ---------
- يجب على المؤمن أن يتبنّى أسلوب حياة مشابهًا لما يتوافق مع العالم من حوله (رومية ١٢: ٢)
صواب خطأ
- كمؤمن يحاول أن يتخذ قرارًا بشأن شيء ما ليس مكتوبًا عنه في الكتاب المقدس، فمن المفيد أن تسأل نفسك هذه الأسئلة: (١) هل يمكنني أن أفعل هذا الشيء في اسم المسيح؟ ١كورنثوس ١٠: ٣١ (٢) هل لهذا الأمر مظهر الشر؟ كولوسي ٣: ١٧ (٣) هل يجلب هذا الأمر المجد لله؟ ١تسالوميكي ٥: ٢٢ (٤) هل يُسمح لسفير المسيح أن يفعل مثل هذا الأمر؟ رومية ١٤: ١٣ (٥) هل هذا الأمر يليق بالرب؟ كولوسي ١: ١٠ (٦) هل هذا الأمر يُعثر أخي في المسيح؟ ٢كورنثوس ٥: ١٠ (راجع الشواهد السابقة واختر الشاهد الصحيح لكل جملة).
- يقول مزمور ١١٩: ١٠٥ إن أحد مصادر الإرشاد الإلهي لنا هو ------------
- إذا طلبت من الله إرشادًا لك، فهل سيستجيب (مزمور ٣٢: ٨)؟
- إذا كان ما تفكّر فيه هو الإرشاد الإلهي الصحيح فإن هذا الإرشاد لن يتناقض أبدًا مع ------------------
- أحيانًا يُغلق --------- بابًا أو يجعل الطريق مستحيلاً لكي يقودك في الطريق الصحيح (أعمال الرسل ١٦: ٦-١٠).
- ربما تبدو الظروف المحيطة غير طبيعيّة وغير معقولة، لكنك إن كنتَ في مشيئة الله فستكون كيوسف لأنك تثق في قلبك أن ---------- معك (تكوين ٣٩: ١-٢).
- هل قرأت ١كورنثوس ١٢: ٢٧ ------- أعمال الرسل ١٦: ٦-١٠ -------- سفر يونان --------؟
هل بدأت في استخدام قائمة الصلاة الخاصة بك؟ ---------- كم مرة أخذت خلوتك مع الرب خلال الأسبوع الماضي؟ ---------- كم فصلاً كتابيًا قرأت خلال الأسبوع؟ ---------- هل حفظت أمثال ٣: ٥-٦؟ ------- يعقوب ١: ٥؟ --------- غلاطية ٥: ١٦؟ ---------- مزمور ٣٢: ٨؟ ------ بركات إضافية: مزمور ١١٩: ١٠٥؟ -------- إرميا ١٠: ٢٣؟ ----------- يوحنا ١٦: ١٣؟ ---------