«حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ» (متى ٣: ١٣أ)
جون ماك آرثر
ترجمة أشرف بشاي
هناك شيء مهيب بخصوص معمودية يسوع يُحضر كل الأحداث الأرضية السابقة في حياة مُخلِّصنا إلى بؤرة المشهد. بالمعمودية أتى يسوع إلى مسرح أحداث رواية الإنجيل، فبها ابتدأ يسوع خدمته العلنية وعمله الخلاصي بشكل حقيقي على أرض الواقع.
لقد أحضر اللهُ مخلِّصَنا بشكل علني وواضح إلى العالم. فالمُخلِّص الذي كان في ماضيه الأزلي في السماء، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا من وجوده الغامض في الناصرة، جاء أخيرًا إلى عالمنا. ولأن يوحنا المعمدان هو «صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّة» (٣:٣ قارن إشعياء ٤٠: ٣) فقد بشّر بمجيء المسيا، والآن فإن ابن الله جاهز تمامًا ومستعلَن للجميع لكي يبدأ في إتمام خدمته الأرضية.
وتُخبرنا الفقرة الموازية الواردة في بشارة لوقا أن حضور يسوع للمعمودية لم يكن احتفالاً سريًا أو حدثًا تمَّ في زاوية «وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً» (لوقا ٣: ٢١). إن الكلمة «جَاءَ، وحرفيًا وصلَ» الواردة في متى ٣: ١٣ تعني «وصولاً رسميًا أو ظهورًا علنيًا مُحاطًا بالتكريم والشرف»؛ ومن الآن فصاعدًا سوف يكون يسوع محط أنظار الجميع ولن يكون له في الأرض مأوى دائم (متى ٨: ٢٠).
هذا الحدث المهم في بداية خدمته العلنية يُظهر بوضوح أن يسوع، ورغم تمام علمه بكل ما سيُكلِّفه هذا الظهور، تنازل طائعًا عن مجده المحتجب ليبدأ مهمته شديدة الخطورة إذ يُستعلن للجميع. إن عمله خطير ومُكلف، لكن في سبيل تحقيق مشيئة الآب السماوي يجب أن يتمِّم الابنُ هذا العمل بشكل منظور تمامًا للعالم. لا بُد أن يصير عمل المسيح وخدمته ظاهريْن للجميع.
اسأل نفسك
لقد دعانا الله لنكون ملحًا للعالم ونورًا له. لم يدعُنا الله لكي نستمتع فقط بحياتنا الحلوة بل دعانا أيضًا لكي نحمل نعمته إلى الآخرين. كيف لهذه الخدمة العلنية أن تُعبّر عن طريقة حياتنا وخدمتنا المسيحية؟ صلَّ لكي تحيا لا في الخوف من الله، بل أن تحيا في خوف الله.