الوصية التاسعة
«لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُور» (الخروج ٢٠: ١٦)
چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
لأن الوصية الثامنة «لاَ تَسْرِق» والوصية العاشرة «لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِك» مرتبطتان إحداهما بالأخرى بشكل واضح، فإننا سوف نتناولهما معًا في المقال المقبل. اليوم موعدنا مع الوصية التاسعة «لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُور».
إن النصف الثاني من الوصايا العشر يوصينا باحترام حقوق الآخرين وهذا يعني ممارسة المحبة الحقيقيّة نحو الغير «اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوس» (رومية ١٣: ١٠). إن الخطايا المحظورة هنا قد تمنع الآخرين من حقوقهم في صون ممتلكاتهم الثمينة. لذا، فقد صُمّمت هذه الوصايا بحيثُ تحمي البشر: تحمي حياة البشر من القتل، وتحمي زواجهم، وتحمي بيوتهم، وتحمي عائلاتهم من الزناة والزواني، وتحمي ممتلكاتهم من اللصوص، وبالتأكيد فإن السمعة الطيبة هي رأس مال عظيم، لأن «لصِّيتُ أَفْضَلُ مِنَ الْغِنَى الْعَظِيمِ، وَالنِّعْمَةُ الصَّالِحَةُ أَفْضَلُ مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَب» (الأمثال ٢٢: ١).
إن القرينة الأساسية التي ترد فيها هذه الوصية هي قاعات المحاكم. عندما يستمع القاضي والمستشارون إلى تفاصيل قضية ما، وحينما يتدارسون اتهامات المدعي العام وأقوال الدفاع، عندها يكون مصير المتهم بين يديّ الشهود بشكل كبير. لقد استدعت المحكمة هؤلاء الشهود لكي يشهدوا تحت القسم، فخضعوا للسؤال والاعتراض والسؤال المضاد. إن المراوغة وشهادة الزور هما جريمتان في غاية الخطورة وهما معروفتان للكافة. لقد اُعتُقل يسوع وتألم وكان جُزءًا من آلامه بسبب شهود الزور.
وفي ظروف أخرى يمكن للبشر أن يختبروا قسوة الشهادة الزور؛ في المنزل، ومع الجيران، وفي بيئة العمل. يمكن أن تأخذ شهادة الزور صورة القذف، بل وقد تحتوي صور المبالغة في الكلام والتشويه المتعمَّد للحق. إن تحريم الشهادة الزور يأتي معه المسؤولية المُكمِّلة أن يكون المرء شاهدًا بالحق. وحتى في الظروف القاهرة التي يتساهل فيها البعض مع الكذب «الأبيض» لكونه أهون الشريْن في بعض الحالات، فالكذب ما زال شرًا. يجب أن تكون كلماتنا موثوق بها، وفوق الكل يتعيّن علينا أن نحمل شهادة جريئة لربنا يسوع المسيح.