الوصية السابعة
«لاَ تَزْن» (الخروج ٢٠: ١٤)
چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
يؤمن المسيحيّون بأن الجنس والزواج والعائلة كلها عطايا طيّبة من يد إله صالح وذلك بصرف النظر عما يتردد أننا كبشر حصلنا على العكس بسبب الجنس والزواج. نحن نؤمن أنه منذ بداية العالم خلق الله الرجل والمرأة، وأن جنسانيتنا المميَّزة (الذكورة أو الأنوثة) هي من صنعة يديْه، وأنه -تبارك اسمه- من صمَّم الزواج وأسّس له، فالزواج فكرة الله لا فكرتنا نحن. إذًا فالإشباع المتبادل لكل من الشريكين يسبق إنجاب الأطفال. ويُضيف الرسول بولس أن الحب بين الزوجيْن قُصد به أن يعكس علاقة المحبّة بين المسيح وكنيسته.
حينما يتم التركيز على هذه الإيجابيات التي يُعلّمها الكتاب المقدس تبدو لنا المُحرَّمات والموانع أمرًا منطقيًا للغاية: فلأن الله قد أسّس الزواج باعتباره الطريقة المُثلى للاستمتاع الجنسي المتبادل بين الشريكيْن فلذا حرّم أي نوع من المتعة الجنسية خارج هذا الإطار. صحيح أن الزنا هو الوصية الصريحة المعطاة في هذا الشأن، وسبب ذلك أن الزنا هو الاعتداء المباشر على الزواج، لكن الأشكال الأخرى للخيانة الزوجيّة مُتضمّنة بالتأكيد لكونها هي الأخرى تكسر الزواج وتقوِّضه. وعلى سبيل المثال فالمساكنة (أو المعايشة التي تتضمّن المعاشرة الجنسية قبل الزواج)، وكذا ممارسة الجنس خارج إطار الزواج هما مثالان على محاولة إيجاد الحب بدون الالتزامات. من الممكن أن تكون هذه العلاقة قاسية بالنسبة للطرف الذي تثير هذه العلاقة في قلبه الرغبة لبدء علاقة زوجية مدى الحياة مع الطرف الآخر الذي قد يمتنع عن ذلك لسبب أو لآخر. ومن الواجب هنا أيضًا أن نُوضِّح أن العلاقات المثلية ليست بديلاً شرعيًا عن الزواج بين اثنيْن مختلفي الجنس، لكون هذه العلاقة لا تتوافق مع النظام الطبيعي الذي خلقه الله. إن تجربة «الجسد الواحد» الوحيدة التي أجازها الله هي هذه التي تتم في الزواج الأحادي بين شخصيْن مختلفي الجنس. وكما قال چورچ كاري أسقف كانتربرّي في أبريل ٢٠٠٢م «إن أي علاقة جنسيّة خارج إطار الزواج بين شخصيْن مختلفي الجنس هو انحراف عن الكتاب المقدس».
أخيرًا، وكما كان موقف الرب يسوع من القتل، فإن الرب قد توسَّع في تحريم الزنا لكي يشمل أيضًا الأفكار التي تتسبّب فيه «قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ، لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ، إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِه» (متّى ٥: ٢٧-٢٨). نتيجة لذلك يستطرد الرب يسوع قائلاً «فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّم» (متى ٥: ٢٩). هذا معناه أن التجربة الجنسية التي تأتي علينا من خلال النظر (سواء تم هذا الأمر واقعيًا أو من خلال الميديا والشاشات)، يجب أن نرفضها ونقاومها، والطريقة الوحيدة للمقاومة هي الرفض العنيف والقاسي فلا نتساهل حتى مع النظرة الشريرة.