الوصية السادسة «لاَ تَقْتُل» (الخروج ٢٠: ١٣)
بقلم چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
هذه الترجمة التي تعني «لا تقتل أبدًا» هي ترجمة غير صحيحة، إذا لا يمكن ترجمة الوصية السادسة بهذا المعنى الذي يمنع القتل بالمُطلق، نظرًا لأن شريعة موسى ذاتها تحتوي على نظام تقديم الذبائح (المبنى على ذبح الحيوانات)، ويحتوي كذلك على عقوبة الإعدام في حالات الجرائم الكبيرة، ويشمل أيضًا «الحرب العادلة» ضد الكنعانيين. بالطبع من الممكن أن يجادل النباتيون بأفضلية النظام الغذائي النباتي عن غيره، وقد يقتنع آخرون بضرورة التمسُّك بالسلام بأي ثمن، لكن ذلك لا يتم على أرضية هذه الوصية. إن ما تمنعه الوصية السادسة هو القتل بدون وجه حق فتُحرِّم سفك الدماء البريئة. هذا هو المقصود بالقتل في هذه الوصية. إن الكتاب المقدس يصمّم على وضع الأمور في نصابها الصحيح، لذا فهو لا يتكلّم عن الحق المطلق في الحياة بشكل عام (فهذا المعتقد بوذي)، أما المسيحية فتعلّم بأن الإنسان خُلق على صورة الله، وهذا هو ما يجعل القتل جريمة شنيعة وتستحق عقوبة الإعدام (التكوين ٩: ٦؛ رومية ١٣: ٤). وحتى لو كان الله نفسه قد ضمن الحماية للقاتل الأول [قايين]، فإن الحُكم يجب أن يكون مخففًا إذا وُجدت الظروف المُخفِّفة للعقوبة.
ويتعيّن تطبيق نفس المبدأ بحنكة حينما يتم تهديد حياة الأجنة في الأرحام؛ فالجنين هو إنسان في طور النمو، ومن أجل هذا يجب أن تُصان حياته. يترتّب على هذا أن مُعظم المسيحيين يقفون إلى جانب «صون الحياة البشرية للجنين» بدلاً من «صون حرية الأم في اختيار الإجهاض». إنهم يرفضون تقطيع الجنين بواسطة الإجهاض، معتبرين أن ذلك نوع من القتل. إنهم حريصون ألا يأخذوا إلا بالقليل جدًا من الاستثناءات في هذا الأمر، ويؤمنون أن إجهاض الأجنة يجب أن يكون ممنوعًا بالقانون.
أما الحرب فهي صورة أخرى من صور قطف الحياة البشرية، وعبر التاريخ انقسمت وجهات نظر المسيحيين حول هذا الموضوع. يقول بعض المسيحيين ممن ينتمون إلى طوائف تُحرّم الحرب على إطلاقها إن تعاليم الرب يسوع وسلوكياته تمنع الانتقام بشكل مُطلَق، لكن مسيحيين آخرين يؤمنون بنظرية الحرب العادلة قائلين إن الحرب قد يكون مسموحًا بها باعتبارها أهون الشريْن وذلك في حالة توافر شروط معيّنة. إنهم يُبرِّرون اللجوء إلى الحرب حينما تكون الملاذ الأخير، رافضين في الوقت ذاته استخدام أسلحة الدمار الشامل نظرًا لعشوائية نتائج استخدام هذه الأسلحة وصعوبة السيطرة عليها. تعليقي الأخير على الوصية السادسة هو ضرورة ملاحظة أن الرب يسوع، وخلال موعظته الشهيرة على الجبل، ذهب إلى ما خلف جرائم القتل لكي يعالج الأفكار التي تقف خلف القتل والكلمات المهينة التي قد تتسبّب في ارتكاب هذه الجرائم (متّى ٥: ٢١-٢٢). كذلك كان الرسول يوحنا صريحًا للغاية حينما قال: «كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيه» (يوحنا الأولى ٣: ١٥).
لمزيد من القراءة، راجع بشارة رسالة يوحنا الأولى ٣: ١١-١٥