نشيد الأناشيد
«حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَه» (نشيد الأناشيد ٢: ١٦)
چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
تساءل الكثيرون عبر التاريخ عمّا إذا كان من المناسب أن يُتضمّن سفر نشيد الأناشيد بين الأسفار القانونية للعهد القديم. لقد اعتبروا أن الحوارات المتبادلة بين الحبيب ومحبوبته مُحرجِة وغير مناسبة لكي يحتويها الكتاب المُقدّس. يقترب آخرون من مصطلحات هذا الكتاب بطريقة الاستعارات التي تُعبّر عن محبة يهوه لإسرائيل أو محبة المسيح لكنيسته. في الواقع، فإن التفسير الرمزي له تقليد طويل long tradition لدى كل من اليهود والمسيحيين. ربما كان أفضل ما نعرفه في هذا الشأن هو سلسلة «العظات حول نشيد الأناشيد» التي قدّمها برنارد الذي من مدينة كليرڤو Clairvaux خلال الثماني عشرة سنة الأخيرة من حياته (١١٣٥-١١٥٣م). قدّم برنارد ثمانية وستين عظة في شرح سفر نشيد الأناشيد، ويبدو واضحًا أن برنارد قد حلّق عاليًا في استعاراته الخياليّة.
عند الكلام في هذا السفر يجب أن تكون البداية هي التأكيد الواثق، وبغير أدنى شعور بالخجل، على ضرورة الاقتراب من سفر نشيد الأناشيد بمنهاج التفسير الحرفي. إن كل من يقرأ هذا السفر لأول مرة سوف يدرك طبيعته: إنه قصائد شعرية عن الحب غير المعتاد أو المألوف. قد نتناول هذا الشعر على أنه يتعلّق بالشهوة، وعندها نفهمه في إطار التعبير عن الحب الجنسي، أما إذا نظرنا إليه كشعر إباحي، وهو ليس كذلك، عندها نكون قد فقدنا التمييز. من المهم أن نؤكِّد على هذا الاختلاف.
وفي مساحة الجنس، للمسيحيين سمعة إما سلبية أو متزمتة، لكن سفر النشيد يُكذِّب كليهما إذ هو احتفال جميل بالحب في إطار العلاقة الزوجية.
إذًا، هل من الجائز شرعًا أن نستخدم سفر النشيد كاستعارة للعلاقة بين المسيح وشعبه؟ إجابتي هي: من الجائز شرعًا أن نستخدم هذه الاستعارة كوسيلة إيضاح لهذا الحق لكن ليس كإثبات له. إن الكتاب المُقدّس يُعلّمنا في مواضعَ كثيرة منه بأن الله وشعبه ملتزمان، كلٌ منهما بالآخر، في علاقة الحب العهدي التي لا تنفصم. لذا، فمن الجائز أن نستخدم سفر نشيد الأناشيد، الذي يُعبِّر عن الحب بين العروس وعريسها، كوسيلة إيضاح لهذا الحق.
للمزيد، اقرأ رسالة أفسس ٥: ٢٠-٣٣