الأمثال - الكسلان
«اَلْبَابُ يَدُورُ عَلَى صَائِرِهِ، وَالْكَسْلاَنُ عَلَى فِرَاشِه» (الأمثال 26: 14)
چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
على طول سفر الأمثال نلاحظ أن شخصية الكسلان مثيرة للضحك: إنه نعسان جدًا فلا يستطيع الاستيقاظ من نومه والنهوض من فراشه (٦: ٩-١١)، وهو يُقدّم أكثر الأعذار سُخفًا: «قَالَ الْكَسْلاَنُ، الأَسَدُ فِي الْخَارِجِ فَأُقْتَلُ فِي الشَّوَارِع» (٢٢: ١٣؛ ٢٦: ١٣). إنه كسول لدرجة أنه يترك حقوله وحدائقه بلا عناية حتى تعلوها بالتمام النباتات الضارة (٢٤: ٣٠-٣١)، وحينما يغمس الكسلان يده في الصحفة ليتناول طعامه، يشُقّ عليه أن يردّها إلى فمه (١٩: ٢٤؛ ٢٦: ١٥).
ولأن الكتاب المُقدّس يؤكِّد لنا أننا كبشر لسنا كالحيوانات التي تعيش معتمدة على غرائزها، بل خُلقنا على صورة الله، فإننا مدعوون إلى فحص اختياراتنا والاستماع إلى النصيحة والإنذار. إن واحدة من أفضل التناقضات أن نقارن بين النمل من جهة والكسالى من جهة ثانية «اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيماً» (٦:٦).
إن النمل يعمل موسميًا. يبدو أن النمل لا يستريح أبدًا من عمله، بل يحمل على ظهره أثقالاً تفوق وزنه. ومع أن النمل كائنات اجتماعية وحياته الاجتماعية مُنظَّمة للغاية، بل مُنظَّمة أكثر من حياة النحل والدبابير، والنمل ليس له قائد ولا مُشرف ولا حاكم (آية ٧)، وهو أمر لا يوجد له مثيل في الحياة البشرية. والنمل لا يتمتّع بملكة التفكير المسبق، إذ أن الغريزة توجهّه لجمع الطعام وتخزينه في الصيف من أجل احتياجه في الشتاء (آية ٨؛ ٣٠: ٢٥). قد يقول قائل بأن النمل من آكلي اللحوم وهو لا يقوم بتخزين الطعام، لكن بعض أنواع النمل لا سيّما النمل الحاصد الذي يكثر في فلسطين، يتغذّى على الحبوب وهو يقوم بتخزين طعامه في مخازن حبوب رطبة في أماكن نمو هذه الحبوب. وعليه، فالنمل يُعلّمنا التفكير المُسبَق لأجل المستقبل، كما أنه يُعلّمنا ضرورة الشغل والكد والتعب. ويذهب الرسول بولس إلى ما هو أبعد من ذلك، فيقول لنا إن من لا يريد أن يعمل ويُنفق على أقاربه وذويه (لا سيّما أهل بيته) فقد «أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِن» (١تيموثاوس ٥: ٨).
نشكر الله من أجل الدرس الذي نتعلّمه من النمل!
للمزيد، اقرأ الأمثال ٢٤: ٣٠-٣٤؛ ٢٦: ١٣-١٦.