الأمثال - المستهزئ
«اَلْمُنْتَفِخُ الْمُتَكَبِّرُ اسْمُهُ مُسْتَهْزِئٌ عَامِلٌ بِفَيَضَانِ الْكِبْرِيَاء» (الأمثال 21: 24)
چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
أما الشخصيّة الثانية التي يُعالجها سفر الأمثال فهي شخصية الساخر والذي يصح أن نصِفَه بالمستهزئ. إن السمة الغالبة على هذا الشخص هي رفضه أن يأخذ الحياة بجديّة. إنه شخص يزدري بالقيم والمُثُل، ويستخدم السخرية في رفض ما هو مهم وجَدّي في الحياة. إنه يسخر دائمًا من فاعلي الخير.
طبقًا لما كتبه الحكيم «اَلْجُهَّالُ يَسْتَهْزِئُونَ بِالإِثْم، أو [الأحمق يستهزئ بالخطية]» (١٤: ٩ بحسب ترجمة NASB). يرفض دارسون كثيرون هذه الترجمة، لكن هذه الترجمة تكشف لنا كيف يُنكر الأحمق خطورة الخطايا والذنوب والدينونة المستحقة عنها، وهو يستخِف بالحاجة إلى الغفران والمصالحة مع الله.
إن أحد المجالات التي يسخر منها المستهزئ هو الحياة العائلية. يحتوي سفر الأمثال على كثير من نصائح الوالديْن «اِسْمَعْ يَا ابْنِي تَأْدِيبَ أَبِيكَ، وَلاَ تَرْفُضْ شَرِيعَةَ أُمِّك» (1: 8)، ربما نظن أنه حتى الشخص الساخر يجب أن يستمع بعناية إلى نصائح والديْه، لكن المستهزئ لا يستمع للتوبيخ (13: 1)، فمن يزدري بالقيادة الأبويّة فهو بالقطع لا يتوافق مع الوصية الخامسة التي تطلب منا إكرام الوالديْن.
يتصرّف المستهزئ بنفس الطريقة في العلاقات الأكثر اتساعًا، فهو لا يطلب النصيحة ولا يأخذ بها في حالة تقديمها له بالمجان. كذلك فـ «اَلْمُسْتَهْزِئُ لاَ يُحِبُّ مُوَبِّخَهُ. إِلَى الْحُكَمَاءِ لاَ يَذْهَب» (15: 12)، وعليه فـ «لاَ تُوَبِّخْ مُسْتَهْزِئاً لِئَلاَّ يُبْغِضَكَ. وَبِّخْ حَكِيماً فَيُحِبَّك» (9: 8). على الجانب الآخر يعيش الحكيم، فـ «طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ، أَمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيم» (12: 15). في الواقع، فإن من سمات الحكيم أنه يستمع إلى التوبيخ والمشورة.
الخلاصة، إن الرب «كَمَا أَنَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِالْمُسْتَهْزِئِينَ هَكَذَا يُعْطِي نِعْمَةً لِلْمُتَوَاضِعِين» (3: 34). كيف يمكن أن نتوقّع أن الرب يأخذ على محمل الجد أولئك الذين لا يأخذون الله وكلامه بجديّة وخضوع؟!
للمزيد، اقرأ الأمثال ٩: ٧-١٢.