الأمثال - الأحمق
«مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَب» (الأمثال 1: 7)
چون ستوت
ترجمة أشرف بشاي
من الواضح أن كِتاب الأمثال كُتب بإتقان شديد وعلى فترة زمنية طويلة، وكل قصيدة في هذا السفر الجليل حُفرت كلماتُها بواسطة نحّات ماهر. والأكثر من ذلك فإن هذه القصائد تشحذ لدى القارئ الحِس العام common sense بقدر ما تكشف له الحق الإلهي. ورغم ذلك، فالحكمة الإلهية والحكمة البشرية قد تتوافقان أحيانًا معًا. ما زال الله يتكلّم إلينا اليوم بكلمته من خلال أقوال الحكمة القديمة.
إن أحد السمات الجذّابة لسفر الأمثال هي أن أقواله ليست مجرد عبارات جوفاء أو كلمات عارية من المضمون، بل إن كلماته تتلبّس شخصيات كوميدية وتراجيديّة، مثل شخصيّات الأحمق والمستهزئ والكسلان وغيرهم.
من الواضح أن الشخص الأحمق هو من تنقصه الحكمة. في الحقيقة «الْجَاهِلُونَ يَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَب» (آية ٧). هذا الاقتران بين الحكمة والتلمذة-المواظبة هو أمر مهم جدًا، لأن حماقة الأحمق هي أمر أخلاقي أكثر من كونها ضعفًا فكريًا. إن الأحمق ليس هو الشخص غير الذكي، بل هو الشخص الذي ينقصه ضبط النفس.
وأحد المجالات التي يعوز الأحمق فيها ضبط النفس هو اللسان. من الطبيعي أن يقول الحكيم «حَكِيمُ الْقَلْبِ يَقْبَلُ الْوَصَايَا، وَغَبِيُّ الشَّفَتَيْنِ يُصْرَع» (١٠: ٨)، لأن «لِسَان الْحُكَمَاءِ يُحَسِّنُ الْمَعْرِفَةَ، وَفَمُ الْجُهَّالِ يُنْبِعُ حَمَاقَة» (١٥: ٢). إذا نجح الأحمق في ضبط لسانه عندها يكون «الأَحْمَقُ إِذَا سَكَتَ يُحْسَبُ حَكِيماً، وَمَنْ ضَمَّ شَفَتَيْهِ فَهِيماً» (١٧: ٢٨)، لكن ضبط اللسان ليس متوافرًا للأحمق. يأمل الإنسان أن يجتمع عند بوابة المدينة حيث يلتقي العقلاء للحوار فلعل الأحمق يجد شيئًا ليقوله هناك، لكن في هذه الحالة «اَلْحِكَمُ عَالِيَةٌ عَنِ الأَحْمَقِ. لاَ يَفْتَحْ فَمَهُ فِي الْبَاب» (٢٤: ٧). ومع ذلك فمن الطبيعي أن «اَلْجَاهِل لاَ يُسَرُّ بِالْفَهْمِ بَلْ بِكَشْفِ قَلْبِه» (١٨: ٢). إن الأحمق «يُجِيبُ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَه»، لذا فنصيبه «حَمَاقَةٌ وَعَار» (آية ١٣).
يتعيّن علينا أن نتجنّب الحمقى، لأنه «لِيُصَادِفِ الإِنْسَانَ دُبَّةٌ ثَكُولٌ وَلاَ جَاهِلٌ فِي حَمَاقَتِه» (١٧: ١٢).
للمزيد، اقرأ الأمثال ٩: ١٣-١٨