بقلم مارك آلان پاول
ترجمة أشرف بشاي
تِيمُوثَاوُس الأولى
بعد المُقدّمة والتحيّة الافتتاحيّة (1: 1-2) يحُثُّ الرسول بُولُس تِيمُوثَاوُسَ على استبعاد أولئك الذين يُعلِّمون تعليمًا مزيفًا، وأن ينشُر التعاليمَ الأمينة التي تُعنّى بالدوْرِ المناسب للناموس (1: 3-11). إن قصة حياة الرسول بُولُس نفسِه، كمجدِّفٍ سابق، وكمُخلَّصٍ الآن بواسطة المسيح يسوع، لهي شهادةٌ جليّة للرحمة الإلهيّة الفاعلة (1: 12-17). هناك أشخاصٌ آخرون عانوا جرّاء «تحطّم سفينة إيمانهم» يُصوِّرون الدينونةَ التي تأتي على أولئك الذين يرفضون الضمير ويستمرون في تجديفهم (1: 18–20). والرسالة تشجِّعُ الصلواتِ الحارة لا سيما من أجل كل من في منصب (2: 1–4)، ثم تقتبسُ «اعترافًا» يصِفُ المسيحَ بأنه «وسيط»، وبُولُس هو رسوله ونذيره (2: 5–7). إن الرسالة تُقدِّم تعليماتٍ خاصّة محدَّدة لكل «جنس» حسب الأدوار المنوطة بالرجال والسيدات، مؤكِّدةً على أن السيدات يجب أن يكُّنَ «محتشماتٍ ومتعلماتٍ بسكوت وفي كل خضوع» (2: 8–15). ثم تَمُدُّنا الرسالة، بعد ذلك، بمواصفاتٍ مختصَرة لقادة الكنيسة (3: 1–15)، ومن ضمنِهم الأساقفة (3: 1–7)، وأيضًا الشمامسة (3: 8–13).
بعد اقتباس آخر من الترانيم والاعترافات المسيحيّة (3: 16)، تُصْدِرُ الرسالة بيانًا تحذيريًّا آخر عن المُعلّمين الكذبة (4: 1-5) جنبًا إلى جنب مع تشجيع إيجابي آخر يخُص خدمة تِيمُوثَاوُس وسلوكه (4: 6- 5: 2)، ومن ثم ينحو الكاتب إلى نصائح محدَّدة تختص بالسيدات الأرامل (5: 3–16)، والشيوخ (5: 17–20)، والعبيد (6: 1-2) جنبًا إلى جنب مع مزيد من التشجيعات الشخصيّة لتِيمُوثَاوُس (5: 21-25). ثم يعود الكاتب، مرة ثانية، إلى موضوع التعاليم الخاطئة مع التركيز المحدَّد على التأثير المُفسِد للمال (6: 3–10)، ثم تُختتَم الرسالة بمسؤوليّة تِيمُوثَاوُس أن يكون أمينًا (6: 11–16)، بتوجيه النصح للأغنياء (6: 17–19)، ثم تكليفٌ أخير لتِيمُوثَاوُس لكي «يحفظ الوديعة» ضد ما يُسمّيه الكاتب «مُخالفات العلم الكاذب» (6: 20-21).
تِيمُوثَاوُس الثانية
تُفتتَح الرسالة بمُقدّمة وتحيّة افتتاحيّة (1:1-2)، ثم يرفعُ الرسول التشكراتِ من أجل إيمان تِيمُوثَاوُس (1: 3–5)، ثم يُقدِّمُ كلماتِ التشجيع من أجل غيرتِه المستمرة على نشر الإنجيل (1: 6-7). يُخبَر تِيمُوثَاوُسُ ألاّ يخجل من الإنجيل الذي بشَّر به بُولُس ولا من الآلام التي يجلِبُها الإنجيل (1: 8–14). إن حالة بُولُس، كسجين، قد سَبَّبتْ نفورَ الكثيرين وتحوَّلهم عنه، لكن يتعيّن على تِيمُوثَاوُس أن يتبع النماذج الإيجابيّة مثل نموذج «أنسيفورس» (1: 15–18). كان مطلوبًا من تِيمُوثَاوُس، في الواقع، أن ينقل تعليم بُولُس إلى آخرين (2: 1-2)، وقد حُرِّضَ على الأمانة بانتقاء نماذج من الحياة اليوميّة تتشابه جُزئيًّا مع مهمتِه (جُندي، مُصارِع، حَرَّاث) ومن خلال بعض السطور المُقتَبسة من الترانيم والاعترافات المسيحيّة (2: 3–13). ويَنصحُ الكاتبُ تِيمُوثَاوُسَ أن يتجنّب الأشياء التي طرحتْ أرضًا المعلِّمين الكذبة، وأن يستبسل من أجل الصفات التي تسمح لله أن يستخدمه كإناء للكرامة (2: 14–26). ثم يُحذِّرَ تِيمُوثَاوُس من أوقاتٍ صعبةٍ آتية، ومن معلِّمين كذبة سيلمع نجمُهم خلال تلك الأوقات (3: 1-9). وكلما سارت الأمور من سيء إلى أسوأ، يجب عليه أن يتذكَّرَ حياة بُولُس وخدمته، وأن يلتزمَ، بكل قلبه، بتعليم وتعلُّم الأسفار المقدَّسة (3: 10–17). إن احتياج تِيمُوثَاوُس أن يَجِدَّ وأن يُثابر، في خدمةٍ أمينةٍ، قد صار أمرًا مُلِّحًا بسبب يقينيّة الدينونة الإلهيّة (4: 1–5)، وبسبب حقيقة أن أيام الرسول بُولُس المتبقيّة له على الأرض قد شَارَفتْ على الانتهاء (4: 6–8). وعندما تقترب الرسالةُ من خاتمتها، تُقَدِّم بعض التعليمات الشخصيّة وتَمُدُّنا ببعض المعلومات عن بعض الأشخاص، وكذا عن الظروف والأحداث المختلفة التي وقعت مُؤخَّرًا (4: 9–18)، ثم تُختتَم الرسالة بتحيّاتٍ وبصلاةِ البركة الرسوليّة (4: 19–22).
رسالة تِيطُس
تُفتتَح رسالةُ تِيطُس بافتتاحيّة صريحةٍ غير عاديّة، وبإعلان عن شخصيّة الكاتب باعتبارِه الرسول بُولُس (1:1–4)، ثم يوضِّح الكاتب أن تِيطُس الآن بشأن تعيين شيوخ في مُدن كريت ويُورِدُ قوائمَ السمات التي يجب توافرها في شخصيّة الأسقف (1: 5–9). هذه التعليمات تنتقلُ، بسلاسةٍ، إلى وصفٍ للأشخاص الفاسدين الذين يحتاج الأساقفةُ إلى دحضِ افتراءاتهم وتفنيدها (1: 10–16)، ثم أعقب الرسول ذلك بنصيحة محددَّة يحتاج تِيطُس أن يقولَها لكبار السن، من الرجال والسيدات، وأيضًا للشباب والعبيد (2: 1–10). ثم تَمُّدُنا الرسالة بملخَّص نَشِط للإنجيل ونتائجه على السلوك الإنساني (2: 11–14). إن تِيطُس يُنصَحُ أن يُعلِن هذه الأشياء بطريقة مملوءة بلباقة وسلطان (2: 15–3: 2). يُقودنا هذا إلى تلخيصٍ ثانٍ لرسالة الإنجيل، وهو تلخيصٌ يَمُّدُنا بشهادةٍ شخصيّةٍ عن الخلاص الذي يشترك فيه كل من بُولُس وتِيطُس في المسيح (3: 3–7). إن تِيطُس مَدْعُوٌ للتصميم على تجنّب «المباحثات الغبيّة» وسائر الأشياء التي تُسبِّبُ انقساماتٍ (3: 8–11)، ثم تُختتَم الرسالةُ بمناقشة بعض الخطط المستقبليّة، والتحيات الختاميّة، ثم صلاة البركة الرسوليّة (3: 12–15).