ترجمة أمجد أنور
الخلاص من أوله إلى آخره خلاص بالنعمة. والخدمة من بدايتها إلى نهايتها خدمة بالنعمة. ورجاؤنا في فيض دخول المجد رجاء قائم على النعمة. وعليه، فإن عقيدة النعمة غالية بحق على قلب المؤمن. لا غرابة أن الرسول بولس كتب عن «مجد» نعمة الله وغناها (أفسس 1: 6، 7). إن كل مؤمن تعلّم الكلمة يشترك مع الرسول بولس في فرحته ويجتهد لفهم أعماق نعمة الله.
أ. طبيعة النّعمة
1. النعمة من صفات الله. «لِأَنِّي رَؤُوفٌ» يقول الرب (خروج 22: 27). «وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم» (خروج 33: 19). أدلى اللاويون في زمن نحميا باعتراف حقيقي: «وَأَنْتَ إِلَهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ ٱلرُّوحِ وَكَثِيرُ ٱلرَّحْمَة» (نحميا 9: 17). واتكل يونان النبي على حقيقة نعمة الله (راجع يونان 4: 2). وصف الرسول بطرس أبانا السماوي بأنه «إِلَهُ كُلِّ نِعْمَة» (1بطرس 5: 10). لكل من عدالة الله وبره وقداسته دوره في نعمته ورحمته ومراحمه ومحبته التي تنبع من شخصه الكريم.
2. النعمة هي «امتياز عن غير استحقاق» يعطيه الله للبشر الخطاة. فالعدل يطالب بموت الخاطئ، فتتدخل النعمة لتنزل هذا العقاب على المسيح فتُستوفي شروط العدالة ويُوهب الخاطئ الحرية. لم يكن البشر يستحقون العفو أو الغفران أو استرداد الشركة مع الله، ولكن «لُطف الله» جعلته يهب «نعمته» لجنس غير مستحق فيسترده من الخطية والانحطاط والموت إلى قلب محبته.
3. النعمة بُعْدٌ جديد. عندما وهب الله نعمته للخاطئ فقد نقله من الموت إلى بُعد جديد به يخلص ويحيا حياة أبدية. وهذا البُعد الجديد يُشار إليه أحيانًا باسم بُعد النعمة (رومية 5: 2؛ غلاطية 1: 6).
4. «النعمة» هي الكلمة التي تستعمل أحيانًا للإشارة إلى الأفضال التي يسبغها الله على شعبه. نجد مثالًا إيضاحيًا في العطية التي تلقّاها الرسول بولس لتوصيلها إلى الإخوة المحتاجين في اليهودية. كُلف الرسول بمسؤولية توصيل العطية التي يصفها بـ «هَذِهِ ٱلنِّعْمَة» أي العطية المجانية (2كورنثوس 8: 19).
5. «النعمة» من الفضائل المسيحية (راجع 2كورنثوس 8: 7). يمكن تلخيص هذا المفهوم على النحو التالي: نعمة الله تجعله يُنعم على الإنسان فيضعه في مكانة تؤهّله لتلقّي النعمة، ويسبل عليه عطايا نعمته ويغرس في داخله سمات هذه النعمة.
ب. قناة النّعمة
الله يتعامل مع شعبه بالنعمة منذ زمن آدم، ولكن كان الإعلان الأسمى للنعمة في تجسُّد الرب يسوع وخدمته وعمله الخلاصي. لقد أرسى المسيح منظومة جديدة في الحسابات الأبدية عهدًا جديدًا للنعمة «لِأَنَّ ٱلنَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا» (يوحنا 1: 17). تطلّع العهد القديم نحو هذا الإعلان عن النعمة في شخص المسيح. فالأنبياء في القديم «تَنَبَّأُوا عَنِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي لِأَجْلِكُم» (1بطرس 1: 10). وفي المسيح تحقّقت نبوءاتهم «نِعْمَةُ ٱللهِ، وَٱلْعَطِيَّةُ بِٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي بِٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاحِدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، قَدِ ٱزْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!» (رومية 5: 15).
كانت شخصية المسيح، وتعاليمه، ومحبته إعلانًا لنعمة الله «وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلْآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا» (يوحنا 1: 14). كانت نعمة الله عليه حتى منذ طفولته (راجع 2: 40). تنبّأ كاتب المزمور بمجيء المسيا فقال: «ٱنْسَكَبَتِ ٱلنِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ» (مزمور 45: 2)، وعندما كرز المسيح «كَانَ ٱلْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْخَارِجَةِ مِنْ فَمِه» (لوقا 4: 22). ولكن بالطبع كان موته الكفاري أعظم إعلان للنعمة الإلهية «وَلَكِنَّ ٱلَّذِي وُضِعَ قَلِيلًا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلًا بِٱلْمَجْدِ وَٱلْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ ٱلْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمَوْتَ لِأَجْلِ كُلِّ وَاحِد» (عبرانيين 2: 9).
وبفضل فداء المسيح فاضت النعمة (راجع رومية 5: 17، 20). فهي «هَكَذَا تَمْلِكُ ٱلنِّعْمَةُ بِٱلْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا» (رومية 5: 21). وهكذا، بدأت مرحلة جديدة في خطة الله إذ أصبح الخبر السار هو «بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱلله» (أعمال 20: 24). الرب يعطي شهادة «لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ» (أعمال 14: 3؛ انظر أعمال 20: 32). ويُوصف الروح القدس بأنه «رُوحِ ٱلنِّعْمَة» (عبرانيين 10: 29).
المفارقة بين عمل الناموس وعمل النعمة تتجلّى على نحو صارخ؛ فالناموس يتحدّى الخاطئ، ويكشف إثمه، ويدينه بالموت، فتتقدم النعمة المشهد وتتيح البر الذي لولاها لا يستطيع الخاطئ الوصول إليه (راجع يوحنا 1: 17؛ رومية 6: 14). إن الحقيقة التي تنبّر عليها الكلمة، مرارًا وتكرارًا، هي أن أعمال الناموس لا تقدر أن تُخلّص، وأن نعمة الله في المسيح وحدها تجعل افتداء الإنسان ممكنًا (ادرس بعناية رومية 11: 6؛ أفسس 2: 8، 9؛ تيموثاوس 3: 5). يسوع المسيح هو القناة الوحيدة للنعمة الإلهية.
ج. مُتلقّو النّعمة
1. اختبر قادة الكنيسة الأولى نعمة الله «وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ ٱلرُّسُلُ يُؤَدُّونَ ٱلشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِم» (أعمال 4: 33). وأكّد الرسول بولس في أكثر من مناسبة أنه ممن تلقّوا سلامًا وأن فعاليته تتوقّف حصرًا على فضل نعمة الله غير المستحَقة، كما أنه تكلّم وكتب «فَإِنِّي أَقُولُ بِٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لِي» (رومية 12: 3؛ انظر 15: 15)، وهو «حَسَبَ نِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُعْطَاةِ لِي» (1كورنثوس 3: 10)، وأن أعماله الكثيرة كانت نتيجة النعمة (راجع 1كورنثوس 15: 10؛ غلاطية 2: 9)، وخدمته للأمم كانت خدمة نعمة (راجع أفسس 3: 8). يستطيع الرسول بحق أن يقول عن حياته بأكملها: «وَلَكِنْ بِنِعْمَةِ ٱللهِ أَنَا مَا أَنَا...وَلَكِنْ لَا أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلَّتِي مَعِي» (1كورنثوس 15: 10). لم يكف الرسول قط عن شكر الله لأجل التغيير والتجديد عما كان عليه من قبل «أَنَا ٱلَّذِي كُنْتُ قَبْلًا مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَمُفْتَرِيًا. وَلَكِنَّنِي رُحِمْتُ، لِأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ إِيمَانٍ. وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوع» (1تيموثاوس 1: 13، 14).
2. كذلك تلقّى أفراد الكنيسة في زمن الرسل إعلانات لنعمة الرب، فنرى الرسول بولس يكتب إلى الكنيسة في كورنثوس: «وَٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ ٱكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِح» (2كورنثوس 9: 8)، بل إن الرسول يُحيّي الأشخاص المرسل إليهم بصلاة أن تحل عليهم النعمة فيما لا يقل عن عشر رسائل، فيقول مثلًا لمؤمني كنيسة فيلبي: «أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي ٱلنِّعْمَة» (1: 7). لماذا كانت الكنيسة في مكدونية سخية في العطاء؟ يجيب الرسول بولس هذا السؤال: إنها نعمة الله لهم (2كورنثوس 8: 1، 2). كما يقول لأحبائه المؤمنين في كنيسة أفسس: «وَلَكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ ٱلنِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ ٱلْمَسِيح» (أفسس 4: 7).
3. جميع المؤمنين من كل زمان وعصر متلقّون للنعمة. لقد أُعلنت النعمة على الجلجثة حينما قدّم المسيح نفسه ذبيحة عنا لتكفير خطايانا. إن ظلال الصليب ترجع إلى الماضي لتغطي آدم وتتقدّم لتغطي كل نفس ستخلص قبل مجيء المسيح ثانية. هكذا صار جميع البشر الذي نالوا الخلاص من قبل، أو سينالونه في المستقبل مقبولين لدى الله على حساب عمل المسيح الكفاري. وعليه، فإن مبدأ النعمة ينطبق على جميع البشر في كل زمان الذين يصفهم الكتاب المقدس بأنهم: «أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي ٱلْمَحْبُوب» (أفسس 1: 6).
د. دَلائِل النّعمة
ترتبط النعمة الإلهية ارتباطًا لصيقًا بخلاص المؤمن وخدمته. وعجيبة هي تعاملات نعمة الله مع البشر، فيما يلي بعض الحقائق:
1. اختيار المؤمن اختيار بالنعمة. هذا سر عظيم، ولكنه من التعاليم الواضحة في الكتاب المقدس «فَكَذَلِكَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْحَاضِرِ أَيْضًا قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ ٱخْتِيَارِ ٱلنِّعْمَة» (رومية 11: 5؛ انظر بصفة خاصّة الآية 6).
2. الخلاص عمل النعمة «لِأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ» (تيموثاوس 2: 11). في مجمع أورشليم أكد الرسول بطرس قائلًا: «لَكِنْ بِنِعْمَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضًا» (أعمال 15: 11). كما أن الرسول بولس كتب فقرة شهيرة عن هذا الموضوع: «لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَان» (أفسس 2: 8).
3. التبرير ناتج عن فضل رحمة الله على الخطاة. «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِه» (رومية 3: 24؛ قارن بما جاء في تيموثاوس 3: 7). أي أن قبولنا لله لا يتوقّف على شخصيتنا أو أفعالنا، وإنما على سلطان الله ومشيئته المُحبِّة والمستمرة.
4. كل خطوة في رحلة خلاص الإنسان تأتي نتيجة النعمة غير المستحقة. ففي المسيح «ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، ٱلَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَة» (أفسس 1: 7، 8).
5. الإيمان نفسه عطية نعمة الله. فالمؤمنون في أخائية: «فَلَمَّا جَاءَ سَاعَدَ كَثِيرًا بِٱلنِّعْمَةِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا» (أعمال 18: 27). إن «خلاص الإيمان» قائم على النعمة مقابل «خلاص الأعمال» أي محاولات الإنسان.
6. دعوة المؤمن للحياة والشهادة المسيحية دعوة بالنعمة. يُصمِّم الرسول بولس على هذا المفهوم إذ يعلن أن الله «لَمَّا سَرَّ ٱللهَ ٱلَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ، أَنْ يُعْلِنَ ٱبْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ ٱلْأُمَم» (غلاطية 1: 15، 16).
7. المواهب الروحية ممنوحة بالنعمة. أعضاء جسد المسيح لهم أن ينالوا «وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَنَا» (رومية 12: 6). فالنبوة، والخدمة، والقدرة على التعليم أو تشجيع الآخرين، أو روح التضحية، والقدرة على إصدار الأحكام أو إبداء الرحمة، كلها عطايا نعمة الله لشعبه.
8. قدرة المؤمن اليومية في وقت الاحتياج، وتعزيته، ورجاؤه، كلها أشياء ممنوحة بالنعمة. عندما أزعجت شوكة في الجسد الرسول بولس سمع كلمات الرب تقول له: «فَقَالَ لِي: تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ ٱلْمَسِيح» (2كورنثوس 12: 9). ما أمجد الحقيقة: «وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، وَٱللهُ أَبُونَا...أَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِٱلنِّعْمَةِ» (2تسالونيكي 2: 16).
ه. مَسؤولية المُؤمن في ضَوء النّعمة
ينظر المؤمن إلى نفسه فيجد أن نعمة محبة الله تحيطه والنعمة الإلهية تسنده على الدوام، فعليه أن يُظهر في سلوكه اليومي أمجاد هذه النعمة. عليه ألا ينسى ولو لوهلة أن نعمة الله خلّصته وحفظته وهي مصدر قدرته.
1. ينبغي له أن يردّد صدى الترنيمة التي وضعها الله في قلبه «بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبّ» (كولوسي 3: 16). ينبغي أن يستطيع أهل العالم تمييز المؤمن بسبب الفرح الذين يرونه في اتجاه قلبه وسلوكه.
2. ينبغي أن يجعل كلامه ممسوحًا بالنعمة حتى حينما يُطلب منه أن يكون حازمًا. «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْح» (كولوسي 4: 6).
3. ينبغي أن يستخدم مواهبه وخدمته دائمًا كوسائط لإكرام النعمة الإلهية. على المؤمنين أن يكونوا «وُكَلَاءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُتَنَوِّعَة» (1بطرس 4: 10).
4. كاستجابة لفضل نعمة الله في حياته، يفيض المؤمن في السخاء نحو الآخرين (2كورنثوس 8: 6، 7). «نعمة ربنا يسوع المسيح» جعلته يفتقر من أجلنا (2كورنثوس 8: 9)، فحريّ بنا بلا شك أن نتجاوب بسخاء مع احتياجات الإخوة.
5. على أبناء الله ألا يبقوا واقفين في أماكنهم فيما يتعلّق بالفضائل المسيحية وإنما أن «وَلَكِنِ ٱنْمُوا فِي ٱلنِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. لَهُ ٱلْمَجْدُ ٱلْآنَ وَإِلَى يَوْمِ ٱلدَّهْرِ. آمِين» (2بطرس 3: 18).
6. قبل كل شيء، ينبغي أن يسود على المؤمن شعور الامتنان إلى الأبد لله لكل إعلان من إعلانات النعمة (2كورنثوس 4: 15). فهو مدين لله بحياته وأنفاسه وصحته وحفظه له وسعادته ومصيره الأبدي في البركة. ينبغي أن يكون لسان حال ترنيمته:
أنت عوني ورجائي
أيها الربُّ الرحيم
يمتلئ قلبي ابتهاجًا
بخلاصِكَ العظيم
أنت محسنٌ كريم
أنت لي فادٍ أمين
فلك القلبُ يغني
هاتفًا في كُلِّ حين