ترجمة أمجد أنور
تحرير أشرف بشاي
يرتكز السؤال المحوري في المسيحية على الكتاب المقدس نفسه. إذا كان هذا الكتاب مجرد سِجل للجهاد الديني الذي جاهده الشعب العبراني، وإذا كان هذا الكتاب يقتصر في مضمونه على استعراض آمال هذا الشعب وأحلامه وإنجازاته في رحلة بحثه عن الله وانتقاله من الشِرك بالله إلى عبادة إله واحد، فما من سبيل أن يكون هذا الكتاب هو كلمة الله حسب تعريفنا لهذا المصطلح هنا.
نحن نؤمن أن الكتاب المقدس هو كلمة الله للبشر، ونصدِّق أن الكتاب، من الغلاف إلى الغلاف ومن التكوين إلى الرؤيا، هو مشورة الله الكاملة للإنسان وأنه بدون خطأ في مجمله وفي أجزاءه.
والقول بأننا نؤمن أن الكتاب المقدس هو كلمة الله يختلف اختلافًا بَيِّنًا عن ذِكر أسباب إيماننا بأنه كلمة الله. يجوز أن يؤمن المرء بهذه الحقيقة لأسباب عملية، بينما يؤمن آخر بعد رحلة بحث مُضنية في مجال الاكتشافات الأثرية، بينما ثالث يؤمن بعد أن يفحص الكتاب المقدس فحصًا داخليًا عميقًا في مجال النقد الأدنى والنقد الأعلى. ومع ذلك فقد يتوصّل آخرون إلى هذه النتيجة عبر مزيج من الأسباب السالف ذكرها فضلًا عن أسباب أخرى. لماذا، إذن، يؤمن المسيحيون بأن الكتاب المقدس هو بحق كلمة الإله الحي؟
أ. شهَادة المَسيح ورُسُلِه
نحن نؤمن بأن يسوع هو الله، ونقر بثقتنا في سلطانه كليّ المعرفة. كما نؤمن بأن كلمات الرسل كلمات لها سلطان إلهي. وكلٌ من يسوع ورُسله يشهد دائمًا أن الكُتب المقدسة هي كلمة الله.
ب. الاِختبار الرّوحي
في العالم المادي يُعلَن عن الأشياء إعلانًا ماديًا. كما أن ردود الأفعال أو الاستجابات في العالم المادي تأتي في كل الأحوال كرد فعل لمُحفزات. من الجلي أن مثل هذه الاستجابات لن تصدر ما لم تتوافر المُحفزات. فالأعمى لا يستجيب لمُحفز كمشهد الغروب الخلاب، والأصم لا يستجيب لمُحفز كموسيقى فاجنر أو باخ، والميت لا يستجيب لأي مُحفزات.
ما ينطبق على العالم المادي ينطبق أيضًا على العالم الروحي. البشر المائتون روحيًا لا يستجيبون للمُحفزات الروحية. ولكن عندما يصبح الإنسان مؤمنًا، يسكُن في قلبه الروح القدس. المؤمن صار الآن حيًا روحيًا وكذلك جسمانيًا وصار قادرًا على الاستجابة لشهادة روح الله. إن الروح القدس يقنعنا بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وهذا ما نعرفه بأنه «شهادة الروح القدس». ومن ثم، يعلن الرسول بولس قائلًا: «ٱلَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضًا، لَا بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، قَارِنِينَ ٱلرُّوحِيَّاتِ بِٱلرُّوحِيَّاتِ. وَلَكِنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلطَّبِيعِيَّ لَا يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ ٱللهِ لِأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. وَأَمَّا ٱلرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لَايُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَد» (1كورنثوس 2: 13-15). «وَٱلرُّوحُ هُوَ ٱلَّذِي يَشْهَدُ، لِأَنَّ ٱلرُّوحَ هُوَ ٱلْحَقّ» (1يوحنا 5: 6).
بإمكان الأشخاص الأكاديميين والعلميين ذوي الأذهان التي تميل إلى الموضوعية أن يقووا إيمانهم بوحي الكتاب المقدس، ولكن الروح القدس الساكن في قلب المؤمن هو الذي يشهد لحق الكلمة المقدسة وسلطانها المطلق قبل كل شيء. وعليه، دعونا نتذكّر أنه لا يمكن أن نُقلّل من قدرة شهادة الروح القدس على تمكين الفرد من معرفة أن الكتاب المُقدّس هو بحق كلمة الله المقدسة.
ج. الاِختبار العمَلي (البراجماتي)
سمعنا في الماضي عن البراجماتية. من الأسئلة التي تتكرر بصفة تكاد تكون دائمة بشأن الاختبار العملي لأي فكرة أو حقيقة: هل هذا الأمر عملي؟ قد يقوم شخص ما باختراع جهاز ما، ولكن هذا الجهاز لن يلقى قبولًا إلا بعد أن يستطيع المُخترِع إجراء تجربة عملية تثبت أن الجهاز يحقق الغرض الذي صُنع لأجله. فالعقاقير تُختبر لإثبات فعاليتها، وكلٌ من الطائرات، والدبابات، والأسلحة، والسيارات وغيرها من آلاف الأدوات والآلات تخضع لاختبار عملي قاسٍ. والسؤال الدائم هو: هل سيعمل الجهاز أو الآلة، وهل سيحقق الغرض الذي يزعمه مُخترِعه؟
في مجال مقارنة الأديان نحن نسأل أي دين أو نسأل عن الدين بصفة عامة: هل يحقق ما يزعمه؟ ليس بالظلم أن نُطبّق على الكتب المقدسة المعيار نفسه الذي نُطبّقه في المجالات الأخرى. لا شك أنه إذا كان الكتاب المقدس هو كلمة الله بحق، فإنه سيجتاز مثل هذا الاختبار. إذا كان الكتاب هو كلمة الله، فإنه سيُتمِم ما يَعِد أنه سيُتممه. في واقع الأمر، يقترح الكتاب المقدس نفسه المعالجة البراجماتية باعتبارها دليلًا على أنه حق. «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ ٱلرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَوَكِّلِ عَلَيْه» (مزمور 34: 8).
من الناحية الاختبارية، أي إنسان بإمكانه تطبيق المبدأ بنفسه. أدعوك أن تستوفي شروط الكلمة واختبر بنفسك ما إذا كانت مواعيدها تتحقّق في حياتك. فعلى مدى عشرين قرنًا من الزمان شهد كثيرون بهذه الحقيقة، إذ اختبروا بأنفسهم صدق الكتاب المُقدس. الله يَعِد بالصفح عن التائب فيشعر التائب بهذا الغفران، الله يَعِد المُنكسر القلب بالسلام، فينال المُنكسر القلب سلامه، الله يَعِد بتسديد احتياجات أولاده سواء المادية أو الجسدية أو الروحية، فيسددها. ليس من موقف مُحدد يثبت أن الكتاب المقدس يُخفق في تحقيق ما يعد أن يفعله، بل بالعكس، يشهد عددٌ لا حصر له من البشر شهادة لا تعرف الخوف بأن الكتاب المقدس فعل ما وعد به حينما تنطبق الشروط.
الكتاب المقدس كتاب فاعل! وأي شخص أمين يضعه موضع الاختبار يمكن أن يكتشف هذه الحقيقة بنفسه. علّم الرب يسوع قائلًا: «إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ ٱلتَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ ٱللهِ، أم أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي» (يوحنا 7: 17).
د. اِختبار تَحقُّق النُبوءات
يشير الكتاب المقدس في مواضع كثيرة إلى «أنبياء» أو «عرّافين». عندما يصادف البشر ظاهرة تخرج عن نطاق فهم عقل الإنسان العادي، فإنهم يفكّرون فيما يعد خارقًا. بالنسبة لهم مثل هذه الظاهرة تتطلب خبرة تفوق ما يمكن للحواس أن تختبره أو إعلانات نبوية تتولد عن مثل هذه الخبرة. المستغرب أن البشر يصدّقون بفرح أغرب القصص التي تتضمن أبعادًا خارقة ما دامت تلك القصص لا ترد في سياق الإيمان المسيحي. ولكن بمجرد أن يذكر مسيحي مؤمن أمرًا خارقًا فيما يتعلق بإعلانات نبوية وردت على لسان خدام الله الذين تَحرّوا الدقة في نبوءاتهم، فإن قليلين مَن يؤمنون.
تُعَد النبوءات المتحققة واحدًا من أعظم الأدلة على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله. والمقصود بالنبوءات المتحققة أن أناسًا تنبأوا بأحداث تاريخية تحققت حسب أقوالهم قبل وقوع تلك الأحداث وقبل أن يعرف أي أحد أنها ستقع. الكتاب المقدس حافلٌ بنبوءات تحقّقت حرفيًا. فيما يلي بعض تلك النبوءات:
1. نبوءات تتعلق باليهود
أ. تشتتهم. «وَكَمَا فَرِحَ ٱلرَّبُّ لَكُمْ لِيُحْسِنَ إِلَيْكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ، كَذَلِكَ يَفْرَحُ ٱلرَّبُّ لَكُمْ لِيُفْنِيَكُمْ وَيُهْلِكَكُمْ، فَتُسْتَأْصَلُونَ مِنَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. وَيُبَدِّدُكَ ٱلرَّبُّ فِي جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ مِنْ أَقْصَاءِ ٱلْأَرْضِ إِلَى أَقْصَائِهَا، وَتَعْبُدُ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلَا آبَاؤُكَ، مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ. وَفِي تِلْكَ ٱلْأُمَمِ لَا تَطْمَئِنُّ وَلَا يَكُونُ قَرَارٌ لِقَدَمِكَ، بَلْ يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ هُنَاكَ قَلْبًا مُرْتَجِفًا وَكَلَالَ ٱلْعَيْنَيْنِ وَذُبُولَ ٱلنَّفْس» (تثنية 28: 63-65). حتى تاريخ كتابة الطبعة الإنجليزية لهذا الكتاب كان اليهود مشتتين في أقاصي الأرض. ظل اليهود مشتتين في المسكونة كلها بين عاميّ ٧٠م – ١٩٤٨م.[1]
ب. خزيهم. «وَتَكُونُ دَهَشًا وَمَثَلًا وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ يَسُوقُكَ ٱلرَّبُّ إِلَيْهِم» (تثنية 28: 37). وقد تحققت هذه النبوءة أيضًا.
ج. استيلاء الأمم على أورشليم. «وَيَقَعُونَ بِفَمِ ٱلسَّيْفِ، وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ ٱلْأُمَمِ، حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ ٱلْأُمَم» (لوقا 21: 24). صار هذا الوضع قائمًا لما يقرب من ألفي عامٍ.
2. نبوءات متعلّقة بنينوى. المدينة القديمة ستصير خربة. «وَيْلٌ لِمَدِينَةِ ٱلدِّمَاءِ. كُلُّهَا مَلْآنَةٌ كَذِبًا وَخَطْفًا. لَا يَزُولُ ٱلِٱفْتِرَاسُ...مِنْ أَجْلِ زِنَى ٱلزَّانِيَةِ ٱلْحَسَنَةِ ٱلْجَمَالِ صَاحِبَةِ ٱلسِّحْرِ ٱلْبَائِعَةِ أُمَمًا بِزِنَاهَا، وَقَبَائِلَ بِسِحْرِهَا.هَأَنَذَا عَلَيْكِ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، فَأَكْشِفُ أَذْيَالَكِ إِلَى فَوْقِ وَجْهِكِ، وَأُرِي ٱلْأُمَمَ عَوْرَتَكِ وَٱلْمَمَالِكَ خِزْيَكِ. وَأَطْرَحُ عَلَيْكِ أَوْسَاخًا، وَأُهِينُكِ وَأَجْعَلُكِ عِبْرَة» (ناحوم 3: 1، 4، 5، 6). «وَيَمُدُّ يَدَهُ عَلَى ٱلشِّمَالِ وَيُبِيدُ أَشُّورَ، وَيَجْعَلُ نِينَوَى خَرَابًا يَابِسَةً كَٱلْقَفْرِ. فَتَرْبُضُ فِي وَسَطِهَا ٱلْقُطْعَانُ، كُلُّ طَوَائِفِ ٱلْحَيَوَانِ. اَلْقُوقُ أَيْضًا وَٱلْقُنْفُذُ يَأْوِيَانِ إِلَى تِيجَانِ عُمُدِهَا. صَوْتٌ يَنْعِبُ فِي ٱلْكُوَى. خَرَابٌ عَلَى ٱلْأَعْتَابِ. لِأَنَّهُ قَدْ تَعَرَّى أَرْزِيُّهَا» (صفنيا 2: 13، 14). أين نينوى اليوم؟!
3. نبوءات عن بابل. في وقت ما كانت مدينة بابل ملكة متوجة على الأرض، ثم جاءت النبوءة بأن المدينة ستصير خربة إلى مدى الأجيال: «وَتَصِيرُ بَابِلُ، بَهَاءُ ٱلْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ، كَتَقْلِيبِ ٱللهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. لَا تُعْمَرُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَا تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلَا يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلَا يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ، بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ ٱلْقَفْرِ، وَيَمْلَأُ ٱلْبُومُ بُيُوتَهُمْ، وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ ٱلنَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ ٱلْوَحْشِ، وَتَصِيحُ بَنَاتُ آوَى فِي قُصُورِهِمْ، وَٱلذِّئَابُ فِي هَيَاكِلِ ٱلتَّنَعُّمِ، وَوَقْتُهَا قَرِيبُ ٱلْمَجِيء» (إشعياء13: 19-22). «وَتَكُونُ بَابِلُ كُوَمًا، وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَدَهَشًا وَصَفِيرًا بِلَا سَاكِن» (إرميا 51: 37). وبالفعل، لقد وَلّى مجد بابل منذ زمن طويل وصارت رمادًا!
4. نبوءات عن مصر. جاءت النبوءة بأن مصر ستصبح أحقر الممالك وأن ممفيس ستصبح خربة وأن «نو» (طيبة) ستتفكك: «تَكُونُ أَحْقَرَ ٱلْمَمَالِكِ فَلَا تَرْتَفِعُ بَعْدُ عَلَى ٱلْأُمَمِ، وَأُقَلِّلُهُمْ لِكَيْلَا يَتَسَلَّطُوا عَلَى ٱلْأُمَمِ» (حزقيال 29: 15). «اِصْنَعِي لِنَفْسِكِ أُهْبَةَ جَلَاءٍ أَيَّتُهَا ٱلْبِنْتُ ٱلسَّاكِنَةُ مِصْرَ، لِأَنَّ نُوفَ تَصِيرُ خَرِبَةً وَتُحْرَقُ فَلَا سَاكِنَ. مِصْرُ عِجْلَةٌ حَسَنَةٌ جِدًّا. ٱلْهَلَاكُ مِنَ ٱلشِّمَالِ جَاءَ جَاء» (إرميا 46: 19، 20). «وَأُضْرِمُ نَارًا فِي مِصْرَ. سِينُ تَتَوَجَّعُ تَوَجُّعًا، وَنُو تَكُونُ لِلتَّمْزِيقِ، وَلِنُوفَ ضِيقَاتٌ كُلَّ يَوْم» (حزقيال 30: 16). مَن مِنا يستطيع إنكار أن التاريخ يُؤكّد تحقق هذه الإعلانات التي تنبأت بويلات قاسية.
ه. اِختبار الاكتشافَات الأثريّة
يسخر البعض في أحيان كثيرة من قصص معينة وَرَدت في الكتاب المقدس. على سبيل المثال، في حقبة ما لم يصدق خبراء مزعومون أن إبراهيم كان شخصًا حقيقيًا، أو أن المكان الذي جاء منه، أوُر الكلدانيين، مكان حقيقي بالفعل. زعم أولئك الخبراء أيضًا أن برج بابل كان أسطورة وأن البشر في زمن إبراهيم لم يعرفوا الكتابة. ولكن عِلْم الآثار أثبت خطأ المشككين وأكد صدق القصص الكتابية على نحو مذهل.
في كل مرة يزيل علم الآثار الستار عن معلومات جديدة نجده يُؤكّد على صحّة الكتاب المقدس، فعشرات الاكتشافات تبرهن على مصداقيته. وهكذا، نرى أن اكتشافات علم الآثار تُفنّد اعتراضات النقاد الزاعمة بأن الكتاب المقدس غير دقيق وعرضة للخطأ ويتبقى بيان خطئه في التفاصيل. قطعت اكتشافات علم الآثار شوطًا كبيرًا في إثبات صِحة النصوص الكتابية وترسيخ اعتقاد المؤمن بصِحة الكتاب المقدس.
إن أولئك الذين لم تنفتح قلوبهم، وأعمى رئيس هذا العالم عيون أذهانهم، لن يُقبلوا إلى الحق الإلهي حتى حينما تُقدَّم لهم البراهين، إذ تظل المشكلة في جذورها مشكلة روحية. لن يؤمن الإنسان بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله إلا حينما يدع نور الإنجيل يشرق في قلبه بواسطة يسوع المسيح.