حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ .. إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ (متّى ٣: ١٣)
جون ماك آرثر
ترجمة أشرف بشاي
في اللغة الأصلية للعهد الجديد تؤّكد الكلمات «لِيَعْتَمِدَ مِنْه» القصد من وراء الظهور المفاجئ للرب يسوع، لكن كان من الصعب للغاية على يوحنا المعمدان أن يفهم السبب الذي دفع بالرب يسوع، الإله المتجسِّد، أن يأتي إليه طالبًا أن يعتمد.
كان الهدف من معمودية يوحنا «قَائِلاً، تُوبُوا .. وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُم .. أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَة» (٣: ٢، ٦، ١١) لكن يسوع لم يكن بحاجة لهذه المعمودية إذ هو حمل الله (يوحنا ١: ٢٩). من العسير أن نفهم كيف أن هذا الشخص المعصوم الذي سيرفع خطية العالم كان بحاجة ليُخضع نفسه لطقس المعمودية، التي ترمز إلى الموت عن الخطية والقيامة من جديد للحياة الروحية.
ولأن يوحنا علِم يقينًا بأن يسوع هو مسيا الله الخالي من الخطية، المسيا الذي جاء لكي يُنفِّذ قصد الله الفدائي، لذا أراد -لو استطاع- أن يمنع يسوع (متى ٣: ١٤). إن الضمائر اليونانية الواردة في جملة يوحنا: «وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً، أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ» تأتي في حالة التوكيد، بغرض تأكيد الحيرة الكبيرة التي ملأت قلبه في هذا الموقف. لم يكن موقف يوحنا يعني الرفض المباشر كما فعل الرسول بُطرس فيما بعد (قارن متّى ١٦: ٢٢)، لكن يوحنا المعمدان أساء، ولا شك، فهمَ طلب يسوع، ولعله ظنَّ أن يسوع لم يكن يقصد فعلاً أن يخضع لفريضة المعمودية.
يحتاج كل الخطاة إلى التوبة المرموز إليها بالمعمودية، لكن الكثيرين منا لا يطلبون التوبة الحقيقية، وهُم مثل معلّمي اليهود وقادتهم في زمن يسوع. من جانب ثان، أراد يسوع الحصول على معمودية يوحنا لكي يُظهر طاعته الكاملة لإرادة الآب.
اسأل نفسك
إن يسوع الذي سار على الأرض، في تصميم واضح لإطاعة الآب، لديه قصد مميَّز ودائم لحياتك أنت، فما هي أجزاء الخطة الإلهية التي صارت معلومة لك؟ صلِّ حتى يستمر الله في إعلان باقي خطته لحياتك، وأن تستمر أنت في اتباع مشيئته الصالحة.