بقلم جي أي باكر
ترجمة أشرف بشاي
"أما تقولون إنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد؟ ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضّت للحصاد .. لأنه في هذا يصدق القول إن واحدًا يزرع والآخر يحصد" (يُوحنّا 4: 35، 37).
حين أمر المسيح لتلاميذه أن ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول، كان يتكلّم إليهم عن الأولويّات الروحيّة. كان السيد قد سبق وقال لهم: "أنا لي طعام لآكل لستُم تعرفونه .. طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمِّم عمله (4: 32، 34). والآن يقول لتلاميذه منبرًا: الشيء الذي يجب أن تركّزوا عليه الآن ليس هو النزهة أو أعباء الارتحال إلى الجليل، بل هؤلاء الناس الذين سيأتون إليكم عبر حقول سوخار، تحت قيادة المرأة التي كنتُ أتكلّم معها.
حينما تأتي الفرصة، يجب أن تكون الكرازة على رأسِ قائمة أولوياتنا. إنها امتيازُنا المفرح ويجب أن تظل كذلك. "والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمرًا للحياة الأبديّة لكي يفرح الزارع والحاصد معًا" (آية 36). لا يوجد شيء أغلى من أن يكون المؤمن وكيلًا لله في خلاص الرجال والنساء للحياة الأبديّة.
والكرازة شراكة: قال المسيح لتلاميذه: "أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه" (آية 37). ما الذي يقصده المسيح بذلك؟ قصدَ المسيح أن يقول إنه هو شخصيًا شهِد بالحق أمام المرأة السامرية، وهذه المرأة –بدورها- شهدت بالحق لأصدقائها وجيرانها، والآن هؤلاء الأصدقاء والجيران في طريقهم إلى بئر الماء. سيكون لتلاميذ المسيح امتياز "حصاد" نفوس هؤلاء البشر: أن يعلموهم أكثر عن يسوع وأن يتلمذوهم في ملكوت الله وعائلته.
أن يقول الخادم: "لقد زرعتُ والآن أنت تحصد" هو أمر يتطلّب الكثير من الاتضاع ويفرِّغنا من الغيرة والاستياء. هذا هو النموذج والمثال. ففي ربح النفوس ورعايتها سنكون نحن الحاصدين. أحيانًا نكون فقط مُجرّد زارعين نجهّز الطريق لخُدّام آخرين لكي يحصدوا، ومع ذلك فكُلٌّ من الدوريْن مهمٌ جدًا وأساسيّ للغاية، ويجب أن يكون الخادم مستعدًا لأداء أيٍّ منهما.
اسأل نفسك: هل أنا شريك مستعد وقانع بدوري في الإرساليّة؟
صلاة
يا رب، زد أشواقي لأساهم بالزرع أو الحصاد لمجدك.