(أيها الخائر، قمْ)
ترجمة القس أشرف بشاي
- رسالة صعبة (تمتلئ بألغاز غامضة).
- تمَّ فهمها كأجزاء واضحة في القرنيْن الثاني والثالث الميلادييْن.
- اعتبرها أثناسيوس، وأوغسطينوس، وجيروم (الفولجاتا) ضمن الأسفار القانونيّة للعهد الجديد.
- لا تحتوي على «خيط» بحثي قوي وواضح يربط بين أجزائها.
- تحتوي على عناصر وأشياء غريبة (ملكي صادق نموذجًا).
- إن آثارًا فائقة للطبيعة تحدث فيمن يعيش مع هذه الرسالة.
- كريستولوجي العبرانيين: أيها الخائر العزيمة، انهض واقفًا.
كاتب الرسالة
- كاتب مجهول (لا يمكن تحديد هُويته من الرسالة ذاتها).
- وبالتأكيد ليس هو بولس الرسول، بصرف النظر عن كل تلك المحاولات والادعاءات التي بُذلت في هذا المجال.
- تتميّز بصعوبة اللغة اليونانيّة جدًا (لغتها اليونانيّة أصعب من سفر الرؤيا نفسه)، كما تتميّز بالقرائن والخلفيّات التفسيريّة المعقَّدة.
- استشعر الجيل الثاني المسيحي أن كاتب هذه الرسالة شخصٌ «كنسيّ» كان يرنو إلى كنيسة منظَّمة.
المكتوب إليهم
- لا توجد أيّة إشارة إلى «الْعِبْرَانِيِّينَ أو اليهود» في «رسالة» الْعِبْرَانِيِّينَ!
- غريبةٌ هي الإشارة إلى «إيطاليا» (13: 24)؟!
- يبدو (ربما) أنها رسالة كتبها «مسيحي يوناني» إلى:
- المسيحيين من أصل يهودي.
- المسيحيين من أصل يوناني.
- خليط من المسيحيين من أصل يهودي والمسيحيين من أصل يوناني.
هدف الرسالة إلى الْعِبْرَانِيِّينَ
- إنه وقت للصرخة «أيها المسيحي، انهض واقفًا».
- كُتبتْ إلى المسيحيين الذين سئموا «الطريق المسيحي»، والذين هم في خطر التخلّي عن مسيحهم ومسيحيتهم (جنش: الْعِبْرَانِيِّينَ ويعقوب ص 3).
- كتبتْ لآخرين اعتقدوا أن اليهوديّة قد تكون بديلًا جذابًا.
ما هي «رسالة» الْعِبْرَانِيِّينَ؟
- إنها ليستْ مجرد رسالة كباقي الرسائل (حسب التعريف والشكل العام للرسائل).
- جلُ ما ينتمي فيها إلى شكل الرسائل هو الأعداد الثلاثة الأخيرة فقط من السفر (13: 23 – 26).
- إنها أقرب ما تكون إلى «خطبة بلاغيّة» أو «سلسلة عظات ممتدة» يحاول من خلالها الكاتب «تنشيط، أو تعميق، أو تجديد» إقرار الإيمان المسيحي الذي، بدوره، يشعل الإخلاص للعهد مع الله (آتريدج، الْعِبْرَانِيِّينَ ص 13).
ما هي إذن «رسالة» الْعِبْرَانِيِّينَ؟
- «كتبتُ إليكم واعظًا (مُشجِّعًا παρακαλω) أيها الإخوة والأخوات، أن تحتملوا وتنتبهوا لكلمة الوعظ (παρακηλσεως) التي كتبتها لكم بالإيجاز» (ترجمة حرفيّة لـ 13: 22).
- مجموعة من العظات المترابطة التي تنطلق من الماضي إلى المستقبل، من الفكر النظري إلى التشجيع العملي، مركِّزًا على معرفة أعمق للكريستولوجي (شخص المسيح وألوهيته وعمله). تلك المعرفة التي تقود إلى «الحماس والتشجيع». أيها المسيحي: انهض؛ إن مسيحك أعظم.
كريستولوجي حماسي؛ مشجِّع ودافع ورافع
- إن مسيحك أعظم من كل الأنبياء (1:1 – 3).
- إن مسيحك فوق الملائكة (1: 4 – 11، 2: 5: 18).
- للمسيحيين من أصل يهودي: إن مسيحك أعظم من موسى النبي (3: 1- 6).
- مسيحك أعظم من يشوع (4: 1- 11).
- مسيحك يتفوق على كل كهنة اليهود (4: 15 – 5: 10، 7: 1- 29).
- المسيح خادمٌ لعهد أفضل (8: 1- 13).
- المسيح خادمٌ في مسكن أفضل (9: 1- 28).
- المسيح أعظم ذبيح (10: 1- 18).
- هذا الكريستولوجي السامي المشجِّع يتعدّى ويتخطّى، بكثير جدًا، ما يُطلَق عليه «التحفيز الذاتي»!
أما الجزء 3 من «رسالة» الْعِبْرَانِيِّينَ ص 4: 14 إلى ص 6: 20 فيدفع بقوة في ذات الاتجاه؛ يسوع المسيح رئيسُ الكهنة.
- الجزء من 4: 14 – 5: 10 نرى فيه يسوع المسيح كرئيس الكهنة الأعظم. مفتاح الجزء: «فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَار» (4: 14).
- النهوض 5: 11 – 6: 20: التحرك نحو النضوج. مفتاح هذا الجزء: «لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيّة وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي، وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُ ابْنَ اللهِ ثَانِيّة وَيُشَهِّرُونَه» (6: 4 – 6).
ثنائيات متناقضة في «رسالة» الْعِبْرَانِيِّينَ
- ثنائيّة كونيّة
- «السماء نفسها»: سامية، أبديّة، الله كلي الحضور، الملكوت الآتي، الهدف النهائي للبشريّة، الوطن السماوي، المكان الذي يمارس فيه المسيح الممجَّد مهامَه الكهنوتيّة، مسكن الملائكة، هدف المؤمنين.
- «السماء- الأرض»: خليقة مؤقتة، مسكن مؤقت، المكان الذي جاء إليه يسوع ورحل عنه، المكان الذي عاين المسيح، الذبيحة الكفاريّة، مرة واحدة وإلى الأبد.
- ثنائيّة عهديّة
- العهد القديم: «مَعيب»، مؤقت، متكرِّر، يعتمد ويتوقف على البشر (والحيوانات التي تُقدَّم كذبائح).
- العهد الجديد: كامل، أبدي، مرة وإلى الأبد، يتوقّف على شخص وعمل المسيح؛ ابن الله.
انهض: (مطالبة مفعمة بالبلاغة)
- تمجيد العمل الإلهي
- الله (المبادِر)، (من خلال) المسيح، (في) المؤمنين:
- احتقار العار/إعادة النظر في مفهوم «العار»: «وَلكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبَرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هكَذَا. لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضًا، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالًا أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا. فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيل جِدًّا «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرُّ بِهِ نَفْسِي» وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ» (العبرانيين ١٠: ٣٢-٣٩).
- إعادة النظر في مفهوم «الخزي» باعتباره منافسة أو سباق: «لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيّة الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيّة» (١٢: ١-٤).
- «وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ. لِذلِكَ قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيّة وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى» (١٢: ١١-١٣).
- «وَإِلهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلًا فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُم» (١٣: ٢٠-٢٢).