بقلم أشرف بشاي
يسأل القارئ الكريم: «هل الكلمة ذات أم صفة؟» سؤال رائع. حينما نقول إنّ الكلمة شخص (مذكر وليس مؤنث) نحن نعود إلى «المعاني» التي قصدها الوحي في الإنجيل. إن الكلمة هي التعبير المنطوق عن (الفكر أو الحكمة).
لاحظ أن الله خلق العالم بـ «الكلمة» (بكلمة الرب صُنعت السماوات والأرض وسائر الموجودات). لذا فكلمة الرب هي قدرتُه وحكمتُه الخالقة. وكلمة الرب هذه هي أداة تنفيذ المشيئة الإلهية. كلمة الرب جزءٌ من الرب نفسه، إذ هي التعبير الصحيح عن إرادته. كلمة الرب تعبيرٌ عن حكمة الرب. كلمة الرب تصف أيضًا وصاياه وأوامره، فمن يسمع ويطيع «لكلمة الرب» فهو يسمع للرب ذاته. هل هذا صعب الفهم؟! وبالتالي: حين نقول إن المسيح هو كلمة الله المتجسِّد، فإننا نقصد أن المسيح من ذات جوهر الله .. متّحد بالله .. واحد مع الله في الجوهر الإلهي. لا يمكن لإنسان أن يفهم «أسرار تعاليم وحياة المسيح وموته وقيامته» إلا إذا اقتنع بأنه «كلمة الله - الله الظاهر في الجسد». قال المسيح إنه يغفر الخطايا (متّى 9: 2)، فمن ذا الذي يغفر الخطايا إلا الله وحده؟! خلق المسيح عينيْن جديدتيْن للرجل الذي وُلد أعمى (يوحنا 9)، فمن هو الذي يخلق؟! قال المسيح إنه موجود في كل زمان ومكان (متّى 18: 20) فمن هو الشخص الذي يملأ كل زمان ومكان؟! قال المسيح إنه هو «الطريق، والحق، والحياة، وخبز الحياة، والنور، والماء الحي، .. الخ» (يقول «الطريق» وليس مجرد طريق ضمن طُرق كثيرة – «والنور» بتعريف الألف واللام، وليس مجرد نور ضمن أنوار كثيرة – وكل هذه الأسماء وردت بتعريف الألف واللام؛ نفس لُغة الله في العهد القديم). فإن لم يكن المسيح هو الله، فمن يكون إذن؟ هل هذه الصفات والأفعال تنطبق على (مجرّد) نبي؟! إن لم يكن المسيح هو الله وقد غفر الخطايا وخلق من العدم، فمن يكون المسيح إذن؟! إسأل نفسك السؤال العكسي: «إذا أراد الله الدخول إلى العالم والحياة بين البشر، فما الأمور والأفعال التي نتوقّعها منه؟» لا شك أن الله سيدخل إلى العالم بطريقة معجزيّة، وسيحيا بين البشر بلا ذنب أو خطية، وسيقول ما لا أذن سمعت، وسنرى منه ما لا عينٌ رأت، وسيخرج من العالم بطريقة فريدة لا تنطبق إلا على سواه. هل تنطبق كل هذه الأمور على حياة المسيح؟ الإجابة (نعم)، فمن هو المسيح إذن؟ فقط فكّر في ذلك أو اطلب منه هو شخصيًا أن يكلّمك بنفسه، فهو حي الآن لأنه الرب القائم من بين الأموات .. اسأله أن يظهر لك وأن يُكلّمك فهو لن يتأخر عنك إن كنت مخلصًا في محاولة معرفته.